اشتراكات «سيج» تلوي أذرع عملائها

اشتراكات «سيج» تلوي أذرع عملائها

اشتكت الشركات البريطانية من الأساليب التي تستخدمها "سيج"، أكبر شركة تكنولوجيا مدرجة في المملكة المتحدة، لإجبارها على قبول خدمات اشتراك أكثر تكلفة أو إيقاف حزمهم من برامج المحاسبة الحالية.
تعتمد الشركات الصغيرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة على برنامج "سيج 50" المقدم من الشركة المدرجة في مؤشر فوتسي 100 لمسك الدفاتر الحسابية وإرسال الفواتير ومعالجة الطلبات والمساعدة في مدفوعات الضرائب.
لكن في الأشهر الأخيرة، ضغطت "سيج" على العملاء الذين بيعت لهم تراخيص طويلة الأجل للبرنامج بدفعة واحدة للترقية إلى اشتراكات شهرية أكثر تكلفة على المدى الطويل، بقولهم إنهم سيوقفون تراخيصهم لأسباب أمنية، رغم عدم وجود أسباب معينة لفعل ذلك في شروطهم وأحكامهم.
قالت كيت بارتون، مالكة شركة نماذج القطارات ريفز 2000، التي رقت اشتراكها إلى ما يسمى بالحزمة الدائمة آخر مرة في كانون الثاني (يناير) 2019 للحصول على ترخيص توقعت أن يستمر 15 عاما: "إنها حمولة من الهراء".
تواجه بارتون الآن مدفوعات شهرية قدرها 155 جنيها إسترلينيا على نموذج الاشتراك. قالت: "هذه صورة أكبر للطريقة التي تسير بها الأمور، حيث نجبر على الاشتراك في كل شيء. إنه أمر مخيف للغاية".
تحت إشراف ستيف هير الرئيس التنفيذي، يمثل تركيز "سيج" على برامج الاشتراك جزءا من خطة لتحقيق مزيد من الإيرادات المتكررة المنتظمة، ما يجعلها أقل عرضة لصدمات الدخل التي يمكن أن تنجم عن الاعتماد المفرط على العملاء الجدد الذين يجرون عمليات شراء لمرة واحدة.
ارتفعت إيرادات برامج الشركة السحابية 24 في المائة خلال 2022، من 1.02 مليار جنيه إسترليني إلى 1.26 مليار جنيه إسترليني، ما يشكل أغلب الإيرادات السنوية للشركة البالغة نحو ملياري جنيه إسترليني.
اشتكت الشركات الصغيرة التي أصبحت تعتمد على برنامج "سيج" إلى "فاينانشيال تايمز" من أن التغيير إلى الاشتراك الشهري يبدو مجرد وسيلة لزيادة تكلفة حزمها - ادعاء تنفيه "سيج".
تستمر التراخيص الدائمة لمدة 15 عاما، كما هو منصوص عليه في شروط وأحكام "سيج". لكن عندما قالت "سيج" إنها ستوقف البرامج بحلول 30 أيلول (سبتمبر)، رقى عديد من العملاء برامجهم إلى الاشتراكات الشهرية لتجنب خطر فقدان الوصول إلى بياناتهم.
قالت "سيج" إنه "لا يوجد أمر محدد في الشروط والأحكام" يسمح لها بتعطيل برامج العملاء الذين تبقت لهم أعوام عديدة من فترة الترخيص المتاحة لهم. لكن الشركة قالت إنها تفعل ذلك لأسباب أمنية "لحماية بيانات المستهلك"، مضيفة أن "عددا قليلا من العملاء سيتأثرون ما لم ينتقلوا إلى برنامج باشتراك لأننا لم نعد نبيع خططا دائمة".
دفع بيلي ديفيز، الذي يدير "برمنجهام ميلينج كيسز"، شركة مصنعة لأنابيب الكرتون، 815 جنيها إسترلينيا للحصول على ترخيص دائم لـ "سيج 50" في 2014، وتمت ترقيته بدفعة أخرى قدرها 460 جنيها إسترلينيا في كانون الثاني (يناير) 2017.
لكن في نيسان (أبريل)، أبلغته شركة "سيج" أنها ستغلق برنامجه بحلول 30 أيلول (سبتمبر)، لأن بروتوكولات الأمان التي تتحقق من خلالها "سيج" من تراخيص المستخدمين قديمة.
قال ديفيز إنه شعر بأنه مجبر على قبول دفعات شهرية بقيمة 90 جنيها إسترلينيا على نموذج اشتراك دوري، رغم أنه تلقى اشتراك ستة أشهر بسعر مخفض قدره 40 جنيها إسترلينيا بعد أن "أحدث ضجة حول هذا الموضوع". قال إنه مع ارتفاع أسعار الطاقة في شركته بالفعل من خمسة آلاف جنيه إسترليني إلى 50 ألف جنيه إسترليني في العام، "هذه النفقات الإضافية هي تلك التي كان بإمكاننا الاستغناء عنها".
توفر الاشتراكات الشهرية مزايا إضافية، مثل الصيانة وندوات التدريب عبر الإنترنت، كما قالت "سيج". لكن الشركات الثمانية التي تحدثت إلى "فاينانشيال تايمز" قالت إنها لا تحتاج إلى هذه الميزات السحابية. قال أحد العملاء: "لم تتغير أنظمة مسك دفاتر القيد المزدوج كثيرا منذ مئات السنين".
يبحث البعض عن طرائق لتجنب الترقية، مثل فصل أجهزة حواسيبهم المكتبية عن الإنترنت، في حين يبحث آخرون عن مقدمين آخرين لهذه الخدمة. لكن تحديات نقل البيانات المحاسبية التاريخية إلى نظام آخر تعني أن عديدا من أصحاب الأعمال يرون أنه ليس أمامهم خيار سوى التمسك بـ"سيج".
"أشعر أنني أكرهت على الترقية إلى السحابة"، قال إيان نيلسون، صاحب شركة المحاسبة في إف إم دايركت تو يو، التي تدير حسابات شركات عديدة تمت ترقيتها.
قالت "سيج" إنها "تواصلت مع عملائها بشأن هذا الأمر عبر مجموعة من القنوات، قبل أشهر من الموعد النهائي. كما قدمنا النصيحة في الإجراء الذي يتعين عليهم اتخاذه وكيف يمكننا دعمهم".
يوفر برنامج الاشتراك السحابي إيرادات أكثر سلاسة ويقلل من الدعم الذي تحتاج إليه الشركات لتزويد العملاء الذين يستخدمون لبرامج سطح المكتب القديمة. هذا النموذج يجعل "سيج" متماشية مع المنافسين الآخرين مثل "زيرو" و"كويك بوكس" التي توفر خيارات الاشتراك فقط للعملاء.
قال دان ريدسديل، رئيس قسم التكنولوجيا في "أديسون إنفستمنت ريسيرتش": "قبل خمسة إلى ستة أعوام، كانت شركات كثيرة تمر بهذا الموقف. كان المحللون على استعداد لتقبل نموذج الاشتراك الدائم الأكثر تقلبا وعدم القدرة على التنبؤ. الآن الحي المالي في لندن يتوقع ذلك".
في إشارة إلى تصميم "سيج" على زيادة أعداد مستخدمي السحابة، قدمت خصومات كبيرة تصل إلى اشتراك مجاني لمدة عام للمعترضين. عرض على بارتون استرداد مبلغ حزمتها التي دفعتها 2019 واشتراكا مجانيا لمدة عام. قال أحد العملاء إن فريق خدمة عملاء "سيج" أرسل هدية عندما وافق على خصم لمدة ستة أشهر.
"في كل اتصال، كان هناك عرض أفضل قليلا"، كما قال ديف كلارك، مدير الإدارة في شركة "ووكينجهام أيه تي إم ماشين تولز"، الذي قبل في النهاية فترة مجانية مدتها ستة أشهر بعد فصل برنامجه "سيج 50" في تشرين الأول (أكتوبر).
لم تعترف "سيج" بأن زيادة الإيرادات المتكررة كانت الغاية من الإيقاف التدريجي للبرنامج، الذي قالت إنها "ليست ملموسة" للشركة، لكن استفاد المساهمون من زيادة سعر السهم 7 في المائة منذ 30 أيلول (سبتمبر).
قال عميل متضرر وأحد المستثمرين الأفراد في "سيج" إنه رغم أساليب "لوي الذراع" و "إما طريقتي أو الطوفان"،لقد اخترتها. أنا حتى مساهم، ومن المضحك أن أسهمها ارتفعت منذ أن فعلت ذلك. هذا لا يغير حقيقة أني لا أرى أنها ممارسة تجارية جيدة".

الأكثر قراءة