بيرني ماركوس: قائمة العقبات أمام ريادة الأعمال طويلة

بيرني ماركوس: قائمة العقبات أمام ريادة الأعمال طويلة

قائمة العقبات المحتملة أمام نجاح ريادة الأعمال في الولايات المتحدة اليوم طويلة، وفقا لبيرني ماركوس، الشريك المؤسس لشركة هوم ديبو: مديرو الموارد البشرية التنفيذيون، والبيروقراطيون الحكوميون، والجهات التنظيمية، والاشتراكيون، وخريجو جامعة هارفارد، وحملة ماجستير إدارة الأعمال، وحملة ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، والمحامون، والمحاسبون، وجو بايدن، ووسائل الإعلام و"الأشخاص المتيقظون للتحيز العنصري والتمييز".
تاجر التجزئة والملياردير البالغ من العمر 93 عاما مصمم على ذلك. حيث إنه لو حاول إلى جانب الشريك المؤسس، آرثر بلانك، إطلاق شركة هوم ديبو اليوم، "فسينتهي بنا الأمر بإطلاق 15 إلى 16 متجرا. لا أعلم إن كان بإمكاننا القيام بأكثر من ذلك". حاليا، توجد العلامة التجارية المميزة بلونها البرتقالي للشركة في 2,300 متجر ذاتي الخدمة بحجم المستودعات عبر أمريكا الشمالية، وتبلغ القيمة السوقية للمجموعة 300 مليار دولار وإيراداتها السنوية تزيد على 150 مليار دولار.
يقول ماركوس، في مقابلة عبر الفيديو من منزله في بوكا راتون، فلوريدا: "أنا قلق بشأن الرأسمالية. الرأسمالية أساس شركة هوم ديبو والملايين من الناس استحقوا هذا النجاح وحققوا نجاحات. أتحدث عن المصنعين، والبائعين والموزعين والأشخاص الذين يعملون لدينا الذين كانوا قادرين على إثراء أنفسهم عبر رحلة هوم ديبو. هذا هو النجاح. ولهذا السبب تنجح الرأسمالية".
يعتقد بائع التجزئة المخضرم أن النظراء الحديثين لماركوس وبلانك ما زالوا موجودين. لكن لم يعد هناك كثير من الحافز لاتخاذ المخاطر التي اتخذاها عندما افتتحا متجرين في أتلانتا، جورجيا، عام 1979، بعد عام من إقالتهما بشكل مفاجئ من قبل سلسلة تحسين المنازل التي كانا يترأسانها. وبفضل "الاشتراكية"، حسب قوله "فلا أحد يعمل. ولا أحد يأبه أبدا. "أعطني إياه فحسب، أرسل لي المال، لا أريد أن أعمل -إنني كسول جدا، وسمين جدا وغبي جدا".
يعرف ماركوس أن وجهات نظره لا تحظى بشعبية في بعض أوساط الولايات المتحدة التي تزداد استقطابا. في 2016، ومرة أخرى في 2019، أشعل دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة شركة هوم ديبو بعد دعمها العلني للحملات الرئاسية لدونالد ترمب. (غرد ترامب في 2019: "دافعوا عن بيرني ماركوس وشركة هوم ديبو!"، حتى عندما نأت الشركة بنفسها عن تصريحات المؤسس المشارك لها).
يقول ماركوس: "كنا نتمتع بحرية التعبير هنا. لم نعد نحظى بهذا بعد الآن. لقد استولى الناس المتيقظون إلى التحيز العنصري والتمييز على العالم. أتعلم، أتخيل اليوم أنه لا يمكنهم مهاجمتي. أبلغ من العمر 93 عاما. من يهتم بشأن بيرني ماركوس؟"
هنا، كاثرين لويس، أستاذة التاريخ والمؤلفة المشاركة مع ماركوس لكتابه الجديد، تخرج عن صمتها وتتدخل بلطف. وتقول: "أعتقد أن كثيرا من الناس يهتمون بشأن بيرني ماركوس. لأنك تنقذ حياتهم كل يوم".
إنها محقة. ففي حين تهدد مجموعة من الأمريكيين الغاضبين بتمزيق بطاقات متجر هوم ديبو الخاصة بهم احتجاجا على سياسته، تصطف مجموعة أخرى لمعانقته وشكره على ما قدمه لهم.
يجسد ماركوس نسخة الرأسمالية الأمريكية التي صممها أمثال أندرو كارنيجي. حيث قضى رجل الصناعة العقدين الأخيرين من حياته وهو يتبرع بالثروة التي جمعها خلال نصف قرن من التفاني الجاد في عمله. بشكل مشابه، كان ماركوس وزوجته، بيلي، من أوائل الموقعين على تعهد العطاء، الذي وضعه وارن بافيت، وبيل جيتس وميليندا فرينش جيتس، الذي بموجبه يعد المليارديرات بالتبرع على الأقل بنصف ثرواتهم لقضايا خيرية قبل وفاتهم. على مدار 30 عاما، تبرعا بأكثر من ملياري دولار لأكثر من 500 منظمة عبر مؤسسة ماركوس التي أنشأها.
قضاياهم المختارة انتقائية. إذ دعم ماركوس بناء حوض جورجيا المائي، عند افتتاحه عام 2005، الحوض الأكبر في العالم (ويشرح في كتابه: "كثير من الناس لا تتاح لهم رؤية المحيط أبدا. يمكنني أن أحضره إلى عتبة منازلهم"). كما مولت المؤسسة أبحاثا مختصة في التوحد، والخلايا الجذعية، والسرطان، والسكتة الدماغية واضطراب ضغط ما بعد الصدمة الذي يعانيه العسكريون القدامى. وتبرعت بالمال لوحدة استجابة طوارئ متكاملة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا واستمرت في الضغط بنجاح على الحكومة لإصلاح وتحديث مرافق وكالة الصحة العامة هناك.
يؤمن ماركوس بالعطاء العملي، استنادا إلى مفهوم الصدقة: "المفتاح ليس كتابة شيك فحسب، بل كتابة الشيك، ومتابعة الشيك، والتأكد من استخدامه بشكل صحيح واستخدام مهاراتك الريادية التي توافرت عليها طوال حياتك".
في تسلسله الهرمي الأخلاقي المتين لسلوك المليارديرات، يخزن ماركوس أكبر قدر من الغضب تجاه أولئك الذين لا يتبرعون على الإطلاق، وتم تناولهم في كتابه في قسم بعنوان "مشكلة الجشع". لكنه ينتقد أيضا حذرا لا يمكن تفسيره بين كثير ممن "أصبحوا أثرياء": "يخافون جدا من التدخل، هؤلاء هم الأشخاص الذين قاموا بمجازفات كبيرة في كل خطوة اتخذوها، لكنهم يخشون من مخاطرة الدخول إلى العالم الخيري ومساعدة الآخرين. لماذا، لا أعلم".
في عقده العاشر، لدى ماركوس حزمة من بعض التوترات والتناقضات الداخلية التي تتراكم لدى رجال الأعمال الناجحين. في مقاومة محاولات جعله "متيقظا إلى التحيز العنصري والتمييز"، على حد تعبيره، يتمسك بالسطر المستوحى من ميلتون فريدمان القائل إن "دور الشركة هو بيع المنتجات وتحقيق الأرباح"، ما يتيح لها توظيف الأشخاص ومساعدة العملاء. يقول: "الفكرة القائلة إنه يتم إنشاء الشركات لأغراض اجتماعية ليست منطقية بالنسبة لي". لكنه في الوقت نفسه، يؤكد أن شركة هوم ديبو "كانت من أوائل الشركات التي لديها حس اجتماعي". أثناء توليه زمام المسؤولية، بدأت المجموعة في حشد موظفيها، ومنتجاتها وشاحناتها لمساعدة المجتمعات على النجاة وإعادة البناء في مواجهة الكوارث الطبيعية والإرهاب، دور لا تزال تقوم به عبر ذراعها غير الهادف للربح.
يقول إنه لا يثق بالحكومة ويحاول تجنب العمل معها (كان مركز السيطرة على الأمراض استثناء نادرا وقسريا) لأنه كان "بيروقراطيا ومدفوعا سياسيا". لكنه قام أيضا بتوجيه الأموال إلى ترمب ورون ديسانتيس، حاكم فلوريدا، الذي جاء نجاحه في انتخابات حاكم الولاية الأخيرة بعد هذه المقابلة. يقول: "أعطيهم المال لأنني آمل أنهم سيفعلون الشيء الصحيح". ورفض الإجابة عن أي جمهوري يود أن يراه يحل محل بايدن، "أسوأ رئيس في تاريخ هذا البلد". كانت سياسات ترمب "دقيقة"، كما يقول، لكن "سيكون من المثير للاهتمام في 2024 لأنني أعتقد أن ديسانتيس سيتحداه. أتمنى أن يفوز الرجل الأفضل".
ثم هناك القدر - بيشرت باللغة اليديش، التي تعلمها ماركوس من والدته المهاجرة الأوكرانية. يعزو ماركوس لقاءاته مع الأشخاص المهمين في حياته مثل شولتز، أو كين لانجون، الذي ساعد على تمويل إطلاق شركة هوم ديبو، للقدر. فقد لعب القدر دورا عندما طلبت منه جامعة هارفارد في 1949 دفع رشوة بقيمة عشرة آلاف دولار. رفض ودفعته تلك التجربة إلى مسار مختلف في تجارة التجزئة، عبر الصيدليات، وأثارت شكوكه مدى الحياة بخريجي الجامعات. لكنه يوضح أيضا أنه لا يمكنك الانتظار ببساطة للقدر. يؤكد ماركوس مرارا وتكرارا أن في مجال الأعمال والأعمال الخيرية، "عليك أن تبدأ بالاعتقاد بأنه يمكنك "القيام بالأمر بنفسك".
يمكن أن يكون لهذا أثره. حيث أطلق ماركوس شركة هوم ديبو عندما كان في الـ49 من عمره. كان إنشاء شركة ناشئة في منتصف العمر صعبا على عائلته وصحته. كتب ماركوس في كتابه عن الأعوام الأولى لشركة هوم ديبوت قائلا إن "الإرهاق كان كبيرا، وكنا متعاطفين، لكننا كنا نعلم أيضا أنه إذا قام الجميع بالعمل بجد لمصلحة العميل، فإن الشركة بأكملها ستكون ناجحة".
بمقارنة نفسه بمعاصريه من مدمني العمل والأصدقاء مثل جاك ويلش، الرئيس التنفيذي الراحل لشركة جنرال إلكتريك، وسام والتون، مؤسس شركة وول مارت، يقول "كل هؤلاء الأشخاص يقدمون تضحيات. إنهم يضحون بالوقت مع أسرهم. والمجتمع. ويضعون حياتهم على المحك من أجل شركاتهم. لكن في النهاية، تكون النتيجة شيئا مميزا ويمنحهم عائدا رائعا". ورغم نوبة قلبية، وخمس عمليات قلب مفتوح، كتب ماركوس أنه "يفضل التلف على الصدأ".
من الصعب عليه أن يمزح عما فات أبناءه وأحفاده أثناء عمله بكل جد في شركة هوم ديبو ولاحقا في المؤسسة. يقول: "جزء من سبب تأليفي للكتاب كان (...) للاعتذار لهم عن عدم وجودي معهم في كل ما فعلوه".
لم يصف ماركوس الأمر على هذا النحو تماما، لكن هذا في حد ذاته عمل من أعمال الصدقة، إضافة إلى تفسير متأخر لما فعله من أجل الرأسمالية وما فعلته الرأسمالية من أجله. سيقرأه أحفاده، كما يقول: "وسيقولون، لم يكن جدنا رجلا سيئا. لقد فعل بعض الأشياء الجيدة بالفعل".

الأكثر قراءة