تسريح موظفي التكنولوجيا يدمر حلم الشركات الناشئة في الهند

تسريح موظفي التكنولوجيا يدمر حلم الشركات الناشئة في الهند

في أيلول (سبتمبر)، سجل سوراج الدخول إلى منصة سلاك عبر الإنترنت في شركة العملة المشفرة الناشئة التي كان يعمل فيها، وأدرك أن عدد الموظفين في القناة قد انخفض. بعد ساعات، تم حظر دخوله بشكل مفاجئ هو الآخر.
قال المسؤول التنفيذي الأول لتطوير الأعمال البالغ من العمر 40 عاما ويعيش في بنجالور عاصمة التكنولوجيا الهندية، حيث طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي لتجنب الأضرار بفرص العمل في المستقبل، "تمت ترقيتي وكان من المقرر أن يرتفع أجري".
سوراج واحد من بين 25 ألف شخص فقدوا وظائفهم هذا العام في قطاع التكنولوجيا الهندي الذي كان مزدهرا في السابق، وفقا لتقديرات شركة إكس فينو المتخصصة في التوظيف. أدى التباطؤ في التمويل إلى خفض الميزانيات وتراجع المنافسة من شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات المترسخة.
تعكس تخفيضات الوظائف هذا العام أزمة التمويل في المشهد التكنولوجي الذي كان مزدهرا ذات يوم في الهند. جمعت الشركات الناشئة في البلاد 24.7 مليار دولار من الأموال من كانون الثاني (يناير) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام، وفقا لمزودة البيانات شركة تراكسن، بانخفاض 35 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عندما وصل تمويل الشركات الناشئة إلى مستويات قياسية.
قالت نيها سينج، الشريكة المؤسسة لشركة تراكسن، "تأخذ الشركات الناشئة اقتصاد الوحدات على محمل الجد، الأمر الذي اتضح عبر سلسلة من عمليات التسريح الجماعي للعمال".
يعكس هذا الاتجاه موجة من التخفيضات في الوظائف في مجال التكنولوجيا حول العالم، مع وجود شركات عملاقة في الولايات المتحدة مثل "أمازون" و"ميتا" من بين الشركات التي قلصت حجمها استجابة للتباطؤ الاقتصادي العالمي.
على مدار العقد الماضي، كثفت مجموعات وادي السيليكون التوظيف في الهند، حيث جذبتها وفرة الخريجين من كلية البرمجة وعلوم الحاسوب، ما ساعد على زيادة تطوير قطاع التكنولوجيا في البلاد، ولا سيما حول بنجالور.
لكن الآن، كما وجد سوراج، على الرغم من حصوله على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية أعمال مرموقة، فإن الحصول على وظيفة جديدة أمر صعب. أظهر التتبع الذي يجريه موقع فاوند إت للوظائف أن نشاط التوظيف في صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند قد تعافى بشكل طفيف الشهر الماضي، لكنه لا يزال منخفضا 14 في المائة على أساس سنوي. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات إكس فينو "ارتفاع 52 في المائة في نشاط الباحثين عن عمل" في قطاع تكنولوجيا المعلومات في نوفمبر، ما يؤكد عدم التناسب بين العرض والطلب.
يأتي التباطؤ في التوظيف وسط تخفيضات جماعية في الوظائف من قبل أشهر الشركات الناشئة في الهند. مجموعة أويو لحجز الفنادق المدعومة من قبل شركة سوفتبنك ستخفض 10 في المائة من قوتها العاملة البالغ عددها 3،700، حسبما قالت الشركة هذا الشهر. قالت شركة بيجوس لتكنولوجيا التعليم، المدعومة من قبل شركة تايجر جلوبال التي رعت كأس العالم 2022، إنها ستفصل 5 في المائة من موظفيها البالغ عددهم 50 ألف موظف. كما قال تطبيق توصيل الطعام زوماتو المدرج في البورصة إنه تخلى عن أقل من 3 في المائة من قوته العاملة خلال فترة "تقليص عدد الموظفين بناء على الأداء". يشار إلى أن تطبيق زوماتور لا يعلن أرقام موظفيه.
يلقي بعض المراقبين باللوم على مستثمري التكنولوجيا مثل شركتي "سوفت بانك" و"تايجر جلوبال"، اللتين استثمرتا بكثافة في الشركات الهندية الناشئة وشجعتاها على إنفاق الأموال في البحث عن نمو يفوق الأرباح.
قال نيخيل كاماث، الشريك المؤسس لشركة زيرودا للوساطة عبر الإنترنت وشركة ترو بيكون لإدارة الأصول، "أنا متأكد من أن الشركات التكنولوجية جميعها أفرطت في التوظيف، لكن هذا عامل يدل على حجم الأموال التي أمكنها الوصول إليها. في الأغلب ما ألوم رأس المال المغامر وأموال الأسهم الخاصة، لأنها تدفع كثيرا من الشركات الناشئة لإنفاق الأموال بأسرع ما يمكن".
مع ذلك، ظل الطلب على المطورين ومهندسي البرمجيات مرتفعا في الهند، حسبما قال أشخاص في الصناعة.
قال سانجاي سوامي، الشريك الإداري في شركة برايم فنتشرز في بنجالور، إنه بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الخبرة في وظائف التكنولوجيا والمنتجات، "هناك نحو عشر شركات تنتظر توظيفهم"، لكنه أضاف أن موظفي المبيعات والدعم يواجهون وقتا أكثر صعوبة في الحصول على وظائف جديدة.
أضاف، "تباطأت الزيادات في الأجور (...) لكنها أصبحت محمومة بشكل جنوني".
بحث قطاع الشركات الناشئة المزدهر، بشركاته الوليدة بداية من التعلم عبر الإنترنت إلى التكنولوجيا المالية، عن موظفين ذوي خبرة من شركات التعاقد الخارجي في تكنولوجيا المعلومات القوية في الهند، التي تشمل "إنفوسيس" و"تاتا كونسلتنسي سيرفيسز"، وهما اثنتان من أكبر الشركات الهندية المدرجة من حيث القيمة السوقية.
منحت المنافسة على المواهب الموظفين قوة أكبر في عملية التوظيف. قبل عام واحد فقط، كان العاملون في شركات التعاقد الخارجي في تكنولوجيا المعلومات يتفاوضون على زيادة الرواتب من 60 إلى 70 في المائة مقابل العمل في منصب أو وظيفة أعلى، وذلك وفقا لبحث أجراه مصرف جيفريز. وجد المصرف أن ذلك تراجع الآن إلى 20 إلى 30 في المائة.
أشار سوراج إلى أنه قبل بضعة أشهر، امتلأت صفحته على موقع "لينكدإن" بالموظفين الذين يشكون من فصلهم. قال مازحا، "الآن يشكر الناس الموارد البشرية على عملية التوظيف الجميلة"، موضحا كيف عادت السلطة إلى أصحاب العمل.
في الوقت نفسه، انخفض التوظيف في الهند من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "أمازون"، "أبل"، "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، "نتفليكس" و"ألفابيت"، الشركة الأم لـ"جوجل". حيث قالت شركة إكس فينو كان هناك تسعة آلاف وظيفة نشطة منشورة من قبل هذه الشركات في آب (أغسطس). أما الآن فذلك الرقم يقل عن ألفين.
أغلقت شركة أمازون عدة شركات في الهند في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك مشاريع التعليم التكنولوجي وتوصيل الطعام. وكجزء من إعادة الهيكلة العالمية التي تجريها، سرحت شركة تويتر فرقا كاملة في الهند، بما في ذلك قسم العلاقات العامة.
قال سوراج، "عندما طردت من العمل، ندمت على عدم الانضمام إلى إنستجرام. ها هي شركة ميتا تطرد الناس وقلت حسنا... لم يعد هناك مكان آمن لي بعد الآن".

الأكثر قراءة