دمج رحلات القطارات...خطوة جديدة مربحة لشركات الطيران

دمج رحلات القطارات...خطوة جديدة مربحة لشركات الطيران

أن تقترح على العملاء ألا يشتروا منتجك هي استراتيجية تسويق غريبة.
لكن من غير المحتمل أن تفقد مارجان رينتيل، الرئيسة التنفيذية للخطوط الجوية الملكية الهولندية "كيه إل إم، " وظيفتها بسبب تعليقات ذكرتها في "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي بأن الركاب عليهم التخلي عن الرحلات الجوية التي تلوث الجو واستبدالها بالقطار في بعض الرحلات. في الحقيقة، إنها لا تخاطر بعملها أبدا، بل قد تكون وجدت استراتيجية ذكية لتفسح المجال لآفاق جديدة لنمو شركة النقل المستقبلي.
هناك قليل من الجدل حول أنظف وسيلة للتنقل. تعد القطارات موفرة للطاقة أكثر بـ12 مرة على الأقل للراكب الواحد من النقل الجوي، وفقا للوكالة الدولية للطاقة. حتى مع احتساب كل البنية التحتية المشمولة في السفر بالقطار في أوروبا - وضع مسارات السكك الحديدية وإضاءة المحطات وما إلى ذلك - ما زال أكثر الخيارات صديقة للبيئة حتى الآن، وفقا لعديد من الدراسات.
لكن تحويل كل المسافرين جوا داخل الاتحاد الأوروبي إلى السفر بالقطار أمر غير واقعي. مثلا، الطريق بين برلين وميونخ يستغرق أكثر من ساعة بقليل جوا وما يقارب خمس ساعات بالقطارات فائقة السرعة. وجدت دراسة من شركة أوكسيرا أنه بناء على الجداول الحالية والسعة، فإن 26 في المائة فقط من المسافرين جوا في ذلك الطريق يمكن استيعابهم بالقطارات. ثم هنالك سؤال يتعلق بالوقت الإضافي الذي سيتطلبه السفر على متن عديد من الرحلات على شبكة السكك الحديدية الأوروبية. ستستغرق نحو نصف الرحلات الجوية في الاتحاد الأوروبي ثماني ساعات أو أكثر بالقطار.
قد تحتوي أوروبا على شبكة قطارات جيدة تربط بين عديد من المدن الرئيسة، لكن إن كانت القطارات ستتنافس مع الطائرات، فإن القطارات فائقة السرعة هي وحدها ما ستصل إلى مدة رحلة تجعل منها بديلا منطقيا للطرق الأقصر. لكن محكمة المدققين الأوروبية وصفت في 2018 شبكة القطارات فائقة السرعة الأوروبية بأنها "مزيج غير فاعل من الخطوط الوطنية ضعيفة الارتباط".
تقف هذه العقبات وعقبات أخرى مثل شح مشغلي القطارات منخفضة التكلفة، ونظام التذاكر المعقد، وغياب خدمات إدارة الأمتعة من نقطة إلى أخرى، أمام المسافرين الذين يسعون إلى إدراج السفر بالقطار ضمن رحلاتهم الدولية.
في الواقع، حسب مستشارين من شركة رولاند بيرجر، حتى لو تم التغلب على هذه العقبات وحولت جميع الرحلات الجوية التي تبلغ مسافتها أقل من ألف كيلومتر إلى القطارات "مع إضافة أربع ساعات تقريبا للرحلة"، فسيكون توفير الكربون للطيران أقل من 5 في المائة.
لذا يبدو أن اقتراح رينتيل موات نسبيا لنموذج عمل "كيه إل إم".
لكن إن كانت شركات الطيران المهمة مثل "كيه إل إم" ذكية بشأن دمج القطارات في عروضها، وإن كانت تستطيع جلب خبرتها في إصدار التذاكر، وبرامج الولاء للعملاء، والخدمات الإضافية إلى قطاع القطارات، فقد تفتح الباب أمام فرصا أخرى.
مثلا، بينما تعد كثير من الرحلات القصيرة مهمة بالنسبة إلى شركات الطيران المهمة لتقود الركاب إلى رحلاتها الجوية الطويلة والأكثر ربحا، فإنها وحدها ليست مربحة لكثير من شركات النقل الجوي الوطنية. يقول أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة طيران، "إنها فقط وسيلة لتحقيق غاية".
يقول ريكو لومان، محلل النقل في "آي إن جي"، إن المنافسة على هذه الرحلات، إلى حد كبير مع شركات النقل منخفضة التكلفة "أكثر حدة بكثير، ولدى الشركات المهمة قاعدة تكلفة أعلى بالطبع. في الواقع، لا يزال النقص - بما في ذلك في مواقع الإقلاع والهبوط المحدودة في المطار - مهما".
لذلك إذا كانت لشركات الطيران مصلحة في إيصال الركاب إلى مطاراتها المحورية Hubs عبر طريق آخر، مع خدمات إصدار تذاكر وتسجيل وصول سلسة لتسهيل الرحلة، فيمكنها بعد ذلك استخدام المواقع التي تم إخلاؤها للحصول على خدمات أكثر ربحا. سبع من أعلى عشر رحلات مدرة للدخل في العالم هي الرحلات الدولية الطويلة، وفقا لشركة أو إيه جي. بالنسبة إلى "كيه إل إم" من الضروري خصوصا الاستفادة بشكل أفضل من مواقعها، نظرا إلى أمر الحكومة الهولندية بخفض عدد الرحلات الجوية من مطارها المحوري في سكيبول أكثر من 10 في المائة إلى 440 ألفا سنويا لتقليل الانبعاثات.
لكن "كيه إل إم" ليست شركة الطيران الوحيدة التي تبحث عن علاقات أوثق مع مشغلي القطارات. فعلت خطوط لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية وغيرها الشيء نفسه. حتى إن دويتشه بانك أصبح أول عضو ليس من شركات الطيران في تحالف ستار لشركات الطيران، التي تسوق للرحلات الجوية والاتصالات عبر شبكاتها بشكل مشترك.
يقول روبرت تومسون من رولاند بيرجر، "يمكن للخطوط الجوية أن تجعل الناس يحجزون تذاكر القطار من خلالها وقد تأخذ عمولة. قد تكون طريقة رائعة لكسب بعض من المال". لكنها يمكن أن تكون أيضا أداة مفيدة ضد المنافسة منخفضة التكلفة على الطرق الفرعية المهمة - بافتراض أن شركات الطيران ومشغلي السكك الحديدية سيطبقون الخدمة بشكل صحيح.

الأكثر قراءة