كيف ستستعيد شركة تشيك آوت للمدفوعات أمجاد الماضي؟

كيف ستستعيد شركة تشيك آوت للمدفوعات أمجاد الماضي؟

كان جيلوم بوساز يدير أكثر الشركات الناشئة قيمة في أوروبا. لكن بعد أن أتى رهان الشركة على العملات المشفرة بنتائج عكسية هذا العام، كان الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 41 عاما مجبرا على رؤية تقييم شركة تشيك أوت Checkout.com ينخفض.
يجب على بوساز الآن، وهو منافس شرس من أيام شبابه باعتباره متزلجا على الجليد، إلى مسابقة الرجل الحديدي في تشرين الأول (أكتوبر) هذا العام في ولاية يوتا، أن يقاتل إذا كان يريد أن تستعيد شركته تاجها.
في 2012، أسس بوساز شركة تشيك آوت باعتبارها شركة تركز على تكنولوجيا معالجة المدفوعات. نمت الشركة الناشئة في لندن بسرعة على خلفية طفرة في مدفوعات التجارة الإلكترونية، حيث حصلت على تقييم بـ40 مليار دولار في كانون الثاني (يناير) بعد عملية جمع الأموال من شركات استثمارية مثل "تايجر جلوبال".
لكن شركة تشيك آوت أخبرت موظفيها الشهر الماضي أنها ستخفض تقييمها الداخلي - الذي يختلف عن السعر الذي يدفعه المستثمرون - إلى 11 مليار دولار فقط. خفضت سعر شراء خيارات أسهم الموظفين 74 في المائة، الأمر الذي عكس انخفاضا أكبر في أسواق التكنولوجيا خلال العام الماضي.
ما زال مستثمرو الشركة، الذين جذبتهم سوق المدفوعات التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار، يدعمون بوساز باعتباره المنافس الذي لديه ما يكفي من التصميم، على اكتساح منافسيه الراسخين مثل "ورلد باي" و"فايسرف" إضافة إلى مواجهة المقبلين الجدد نسبيا مثل شركتي "سترايب" و"آديان".
قال ديفين باريك، العضو المنتدب في "إنسايت بارتنرز" وعضو مجلس الإدارة في "تشيك آوت، "لم أستطع مجاراته في التزلج، ولا أستطيع الجري معه، ولا يمكنني مجاراته في أي مسعى رياضي. ربما هناك عدد قليل جدا من الرؤساء التنفيذيين الذين يعملون بجد مثله".
نشأ بوساز في جنيف، وتولت والدته تربيته بعد انفصال والديه في أواخر تسعينيات القرن الماضي. ترك الانفصال عائلته في ظروف مالية صعبة، وهي تجربة قال الأشخاص الذين يعملون مع بوساز إنها ما زالت تدفعه.
في 2005، ترك بوساز الجامعة في العام الدراسي الأخير وانتقل إلى كاليفورنيا ليمارس رياضة ركوب الأمواج. ثم بدأ العمل في صناعة المدفوعات في الولايات المتحدة، قبل أن يقوم برحلة ريادة الأعمال عبر موريشيوس وسنغافورة التي أدت إلى تأسيس شركة تشيك آوت في لندن.
بعد أن أصبحت شركته مربحة، كان بوساز لأعوام يحاول صرف أصحاب رؤوس الأموال عنها وعروض الاستحواذ التي قدرت بمليارات الدولارات. نتج عن ذلك أن فرض سيطرته بإحكام على الشركة أكثر من معظم مؤسسي الشركات الناشئة، تبلغ حصته نحو 60 في المائة، وفقا لوثائق التسجيل من الشركة الأم لشركة تشيك آوت التي تقع في جيرسي.
قام بوساز بجمع الأموال من شركات رأس المال المغامر أول مرة في 2019. قدمت أوفيليا براون، مؤسسة شركة بلوسوم كابيتال للاستثمار في التكنولوجيا، عرضا للاستثمار في الصفقة الأولية بعد أن تتبعت الشركة عبر الإيداعات في سجل كومبانيز هاوس في المملكة المتحدة لعدة أعوام. قالت، "كان الأداء استثنائيا"، حيث وصفت بوساز بأنه "انفعالي قليلا لكن على نحو جيد".
كما أضاف شخص آخر عمل بشكل وثيق مع بوساز، "هذا كل ما يفعله 18 ساعة يوميا. المستثمرون يحبون ذلك، بخلاف ربما الموظفين. لأنه يدفع الناس كثيرا إلى العمل".
كان بوساز محظوظا لأن شركة تشيك آوت توسعت وسط حاجة متزايدة إلى معالجة المدفوعات، لكنه اتخذ خيارا استراتيجيا أيضا لعقد شراكة مع القطاعات الجديدة سريعة النمو، مثل المصارف الجديدة مثل "ريفولت".
قال توم ستافورد، الشريك الإداري وأحد أعضاء مجلس الإدارة في شركة دي إس تي جلوبال، "كان أحد العوامل الرئيسة لنجاح تشيك آوت هو أنها بنت المنتجات المناسبة في الوقت المناسب. استطاع أن يدرك في وقت مبكر نسبيا أن التكنولوجيا المالية ستصبح قطاعا كبيرا".
لكن رهان بوساز على الأصول الرقمية ثبت أنه كان أقل نجاحا. العام الماضي، كانت بورصة بينانس أكبر تاجر للشركة من حيث صافي الإيرادات بينما كان موقع كريبتو دوت كوم من أبرز العملاء الآخرين، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة. لم تعلق شركة تشيك آوت على عملاء محددين، لكنها قالت إن عملاء العملات المشفرة والتكنولوجيا المالية كانوا يشكلون تقريبا نصف حجم مدفوعاتها للعام الماضي.
مع ذلك، شهدت بورصات العملات المشفرة ومن بينها "بينانس"، خروج عدد كبير من المستثمرين بعد انهيار بورصة إف تي إكس في تشرين الثاني (نوفمبر).
قالت سيلين دوفيتيل، المديرة المالية لشركة تشيك آوت، لصحيفة "فاينانشال تايمز"، "كنا شركاء في صناعة العملات المشفرة لفترة طويلة، لذلك شهدنا فترات صعود وهبوط من قبل. لكني لن أقول إنا كنا نتوقع حجم التقلب الذي حدث على مدار هذا العام".
إلى جانب مزيد من العملاء الراسخين مثل "جيه ساينزبوري" و"سوني إلكترونيكس" و"فرايزرز جروب"، اشتركت تشيك آوت في العمل مع عملاء لم تشترك معهم شركات أخرى لمعالجة المدفوعات.
كان استعداد موظفي تشيك آوت للذهاب إلى حيث لم يذهب منافسوها مستمرا في اختبار الحدود الأخلاقية. خلال الأيام الأولى من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، حث أحد كبار التنفيذيين للشؤون التجارية الموظفين على التواصل مع العملاء المحتملين الذين لديهم علاقات عمل روسية مهمة بينما قامت شركات المدفوعات الأخرى بقطع الخطوط، وذلك بحسب رسالة داخلية اطلعت عليها صحيفة "فاينانشال تايمز".
قالت "تشيك آوت"، إنها أدانت تلك الرسالة، مضيفة أنها لم تكن قادرة على السيطرة على التصرفات التي تبدر من كل موظف. قالت "تشيك آوت" إنها "أنهت إصدار بطاقات فيزا وماستركارد بالروبل الروسي قبل أن تقوم كل من "فيزا" و"ماستركارد" نفسها بقطع العلاقات". أضافت أنها التزمت بالعقوبات الدولية.
في 2021، التحقت دوفيتيل، التي تشغل أيضا منصب رئيسة العمليات، بالشركة بعد أن عملت في منصب كبير في شركة تي رو برايس لإدارة الأصول التي تبلغ من العمر 85 عاما. قالت إن جزءا من مهمتها في "تشيك آوت" كان يتضمن "وضع الهيكل والعمليات اللازمة عندما تبدأ في الوصول إلى مثل هذا النطاق".
تم فحص عمليات امتثال الشركة من قبل هيئة التنظيم الفرنسية "أيه سي بي آر" كجزء من إجراءات تحقيق روتينية هذا العام، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. أثارت الوكالة مخاوف بشأن مستويات التوظيف في قسم الامتثال لديها. لكن "أيه سي بي آر" امتنعت عن التعليق. قالت شركة تشيك آوت إنها تعمل "بشكل نشط وكامل" مع "جميع الجهات التنظيمية ذات الصلة".
غير أن الانخراط في صناعة شديدة التنظيم لم يمنع "تشيك آوت" من التحرك بسرعة. نمت إيراداتها من 46.8 مليون دولار في 2017 إلى 252.7 مليون دولار في 2020، وهو آخر عام كانت الحسابات فيه متاحة للجمهور في المملكة المتحدة. قالت "تشيك آوت" إن الأرقام من "كومبانيز هاوس" لا تمثل شركتها بالكامل.
جمع الأموال هذا العام أعطى دفعة لها لدخول السوق الأمريكية، الأمر الذي قد يساعد شركة تشيك آوت قبل طرح عام أولي مقترح. أصرت دوفيتيل على أن الشركة لن تسارع لطرح أسهمها للاكتتاب العام "وهي أقل تسرعا في هذه الأسواق الحالية". أضافت أن بوساز أدار الشركة "مع وضع إطار زمني طويل جدا في اعتباره".
كما بدأ بوساز في بناء مكتب عائلي للقيام باستثماراته في التكنولوجيا تحت مسمى "زينال"، التي حملت اسم قرية جبلية في سويسرا يقع فيها خط النهاية لسباق جري صعب في الجبال يبلغ طوله 31 كيلومترا.
يأتي ذلك إضافة إلى قيامه بتربية ثلاثة أطفال تراوح أعمارهم بين عامين و14 عاما، إضافة إلى جدول سفر مهم قد يشمل قضاء أسابيع في كل مرة يسافر فيها بين مواقع المكاتب المختلفة ومنزله في دبي.
قال فيليب لافونت، مؤسس شركة كوتو مانيجمنت والمستثمر في شركة تشيك آوت، "لا أعرف أي شخص يعمل بجد مثل جيلوم. عندما تذهب إلى اجتماع مع جيلوم، فمن الأفضل أن تكون مستعدا له".

الأكثر قراءة