نقص المياه في 2022 يقترب من إنذار الخطر
فرضت التغيرات المناخية نفسها في عام 2022 كتهديد عالمي ينبغي مواجهته نظرا لتداعياتها الخطيرة وخصوصا على المياه التي تعد عصب الحياة.
ووفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن 3 بالمائة فقط من مياه العالم عذبة، وثلثاها مجمدة أو غير متاحة للاستخدام بأي شكل آخر، ما أدى إلى افتقار وصول 1.1 مليار شخص عالميا إلى المياه، بينما يجد 2.7 مليار شخص في المياه ندرة لمدة شهر واحد على الأقل من العام.
• تبلغ أضرار الجفاف 38.4 مليار دولار على مستوى العالم، وبالنظر في خسائر الجفاف لعام كامل، فإن هذا الرقم يعطي بالفعل عام 2022 تاسع أعلى أضرار جفاف خلال الـ48 عاما الماضية.
• درجات الحرارة المرتفعة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ جعلت حالات الجفاف في نصف الكرة الشمالي لعام 2022 المسؤولة عن 89 بالمائة من تكاليف الجفاف لهذا العام.
عام 2022 .. الجفاف رابط مشترك
كان الجفاف أو ندرة المياه الرابط المشترك أو الكلمة الموحدة التي تداولتها جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، تعبيرا عن الحالة التي وصل إليها كوكب الأرض فيما يتعلق بالمياه بسبب النشاط البشري أو التغيرات المناخية.
• يناير .. الجفاف في الولايات المتحدة
تعاني الولايات المتحدة من سجل جفاف ينذر بالخطر، فوفقا لمرصد الجفاف الأمريكي فإن 55 في المائة من الولايات تعاني من الجفاف، فعلى سبيل المثال كاليفورنيا تعاني من ندرة في المياه بنسبة 78 في المائة أقل من نفس الشهر في 2020، حيث لا يزال الجفاف المعتدل إلى الاستثنائي يسيطر على الولاية بأكملها، وهو ما دفع حاكم الولاية، جافين نيوسوم، لدعوة الأمريكيين لتخفيض استخدام المياه طواعية بنسبة 15 في المائة لمواجهة الجفاف المستمر.
وعلى الجانب الآخر، أشارت ورقة بحثية نشرت في هذا الشهر للمعهد الأوروبي للدراسات الأمنية والسياسية إلى أن هطول الأمطار في الشرق الأوسط سيقل بنسبة 20 لـ 40 في المائة، وفي أسوأ الحالات، سيكون أقل بنسبة تصل لـ 60 في المائة.
• فبراير.. ألمانيا تساعد إفريقيا لمواجهة الجفاف
رحبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمساهمة ألمانيا بقيمة 20 مليون يورو لإنقاذ المزارعين الأشد تضررا من الجفاف في القرن الإفريقي، حيث يوجد ما بين 12 لـ 14 مليون شخص على شفا المجاعة بسبب الجفاف.
وسيساهم التمويل في دعم أكثر من 115 ألف أسرة في ثلاثة بلدان متضررة هي إثيوبيا وكينيا والصومال.
• مارس .. المياه الجوفية غير مستغلة بالشكل الكافي
في تقرير الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم الذي نشر في هذا الشهر فإن المياه الجوفية تشكل 99 في المائة من المياه العذبة السائلة في العالم.
ورغم أن العديد من المناطق تعاني من نقص المياه مع توقعات بزيادة الطلب على المياه بنسبة 20 لـ 30 في المائة بحلول 2050، إلا أنه قد تم الإفراط في استخدام المياه الجوفية في بعض المناطق، مثل شمال الهند والولايات المتحدة، بنسبة 70 في المائة تستخدم في الزراعة والري.
وبحسب دراسة لمنظمة WaterAid فإن "معظم البلدان في إفريقيا تمتلك مياها جوفية كافية للناس ليس فقط للبقاء على قيد الحياة بل للازدهار في بعض الحالات لأكثر من 50 عاما، حيث يمكن لكل دولة إفريقية جنوب الصحراء أن تزود 130 لترا من مياه الشرب للفرد يوميا من المياه الجوفية، وأقل من 10 في المائة من المياه الجوفية يمكن أن يوفر حاجزا ضد تغير المناخ لأعوام عديدة مقبلة.
• أبريل.. غرب إفريقيا وإقليم كردستان والظروف القاسية
أجبر الجفاف الممتد في غرب إفريقيا بين عامي 2015 و2022 إلى تضاعف عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة أربع مرات تقريبا، من 7 لـ 27 مليون شخص، حيث أدى الجفاف وسوء توزيع الأمطار لانخفاض مصادر الغذاء في المجتمعات المحلية، لا سيما في منطقة الساحل الأوسط.
وفي إقليم كردستان قال مسؤولون في منطقة كرميان إن عام 2022 سيكون "عام الجفاف"، والذي من المتوقع أن يؤثر على أكثر من 35 ألف فدان من الأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى نزوح محتمل من القرى التي تعتمد على الزراعة ورعي الماشية.
• مايو.. نهر كولورادو مجهد بالجفاف
في هذا الشهر برزت أزمة نهر كولورادو غرب الولايات المتحدة الذي يحتل المرتبة الثانية من ناحية أكبر كمية من احتياطي المياه في أمريكا ويطل على بحيرة باول، حيث تواجه سبع ولايات أمريكية خطر تراجع إمدادات الكهرباء بسبب انخفاض منسوب مياهه.
• يونيو.. نهر بو الإيطالي يتعرض للجفاف
تعرض جزء من شمال إيطاليا لأسوأ موجة جفاف منذ 70 عاما، إذ يعاني نهر بو من انخفاض منسوبه، مع عدم هطول أمطار بالكاد لمدة 110 يوما.
وتعبيرا عن هذا الجفاف، قال موقع "يورو نيوز" إن الصيادين أصبح بإمكانهم السير إلى منتصف النهر على الأرض الجافة، والذي كان يوفر مياه الشرب لأكثر من 250 ألف شخص، ووفقا لاتحاد المزارعين الإيطالي فإنه سيكون هناك 30 لـ 40 في المائة انخفاضا في إنتاج الفاكهة والخضراوات في وادي بو.
• يوليو.. أوروبا تعاني أسوأ موسم لعدم هطول الأمطار
بحسب موقع المفوضية الأوروبية فإن نقص هطول الأمطار قد انخفض بشكل كبير، لا سيما في الأراضي الإيطالية، وجنوب ووسط وغرب فرنسا، ووسط ألمانيا، وشرق هنغاريا، والبرتغال، وشمال إسبانيا، وهو ما أدى إلى تعرض المنطقة الأوروبية لأعلى مستوى من الجفاف في الفترة من 1991 لـ 2020.
ففي أسبانيا تقل نسب المياه المخزنة في الخزانات حاليا بنسبة 31 في المائة عن متوسط الأعوام العشرة الماضية، وفي البرتغال، تبلغ الطاقة الكهرومائية المخزنة في خزانات المياه نصف متوسط الأعوام السبعة الماضية.
• أغسطس.. نزوح أكثر من 750 ألف شخص بسبب الجفاف في الصومال
في تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وصل الجفاف الكارثي في الصومال إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجل مليون شخص كنازحين داخل البلاد.
وأعلنت المفوضية اللاجئين عن حاجة عملياتها في الصومال إلى 9.5 مليون دولار أمريكي لمساعدة المجتمعات النازحة المتضررة من الجفاف الكارثي.
وانتهى موسم الأمطار لعام 2022 في الصومال في وقت مبكر في شهر مايو، مع انخفاض معدل هطول الأمطار المسجل وقلة الأمطار أو انعدامها في يونيو.
• سبتمبر.. مصر قد تفقد المياه بحلول 2025
وفقا لليونيسيف فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من الإجهاد المائي في العالم، حيث تعتبر من أكثر المناطق التي تعاني من ندرة المياه في العالم.
وأشارت المنظمة في تقرير إلى أن مصر واجهت عجزا سنويا في المياه بنحو سبعة مليارات متر مكعب خلال السنوات القليلة الماضية، وبحلول 2025، قد "تنفد المياه" في البلاد.
• أكتوبر.. أزمة الجفاف تدمر الدخل والمحاصيل في العراق
بحسب تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين فإن المجتمعات الزراعية في العراق شهدت انخفاضا في محاصيل القمح والخضراوات والفاكهة للعام الثاني على التوالي بسبب ظروف الجفاف القاسية، حيث إنه وفقا للمسح الذي أجراه المجلس فإن أكثر من 90 في المائة في خمس محافظات فشلوا في حصد محصول القمح هذا الموسم نتيجة مباشرة لنقص المياه، بينما 25 في المائة قالوا إنهم لم يحققوا أي أرباح من محصولهم من القمح للعام بأكمله.
• ديسمبر.. التمويل أزمة كبيرة
يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية أنه مع وجود 45 في المائة من البلدان تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف التغطية بمياه الشرب، فإن 25 في المائة فقط من البلدان ستحقق أهداف الصرف الصحي الخاصة بها.
ويؤكد التقرير أنه مع وجود زيادة في ميزانيات الصرف الصحي والمياه في بعض البلاد، هناك أكثر من 75 في المائة من الدول لا تمتلك التمويل الكافي لتنفيذ خطط واستراتيجيات المياه والصرف الصحي.
مياه المستقبل
• من المتوقع أن تشهد الصومال انعدام موسم الأمطار السادس على التوالي في 2023، ما سيؤدي لتعريض 8.3 مليون شخص لخطر انعدام الأمن الغذائي، بينما من المحتمل أن يتعرض نحو 1.8 مليون طفل للهزال الحاد بحلول يوليو 2023.
• ستتفاقم أزمة الغذاء الحالية في أفغانستان بسبب تدني جودة المياه، مع توقعات بزيادة نسبة الأسر التي تشعر بتأثير الجفاف ستة أضعاف ما كانت عليه في 2020، حيث تدخل أفغانستان عام جفافها الثالث على التوالي.