إجراءات ترشيد ألمانية .. إمدادات الغاز الروسي المتوقفة تمثل 55 % من الاستهلاك
أعرب أغلبية الألمان في استطلاع للرأي عن توقعهم أن يكون هناك نقص في إمدادات الغاز هذا الشتاء أو الشتاء المقبل، رغم تأمين الحكومة لمخزونات تتخطى الـ80 في المائة.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي، أن 29 في المائة من الألمان يتوقعون نقص الغاز هذا الشتاء بالفعل، بينما يتوقع نحو 26 في المائة آخرين، العجز بحلول شتاء 24 /2023.
ومن بين أكثر من 2000 شخص شملهم الاستطلاع، قال 29 في المائة أنهم يعتقدون أن إمدادات الغاز ستكون آمنة خلال فصلي الشتاء، وفقا لـ"الألمانية". وفي سياق الحرب الروسية ضد أوكرانيا، توقفت تماما إمدادات الغاز من روسيا، التي كانت تمثل 55 في المائة من الاستهلاك الألماني قبل الصراع.
وأدى ذلك إلى حملة كبيرة من قبل الحكومة الألمانية لملء مرافق تخزين الغاز في البلاد من موردين آخرين قبل فصل الشتاء. وأكد المستشار أولاف شولتس مرارا تأمين إمدادات الغاز لهذا الشتاء.
وفي مقابلة نشرتها أخيرا صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، قال شولتس إن الإمدادات ستكون آمنة أيضا لشتاء 24 /2023 "إذا لم يحدث شيء غير متوقع".
وارتفعت إمدادات الغاز في منشآت التخزين في ألمانيا، بشكل طفيف للمرة الأولى، منذ أربعة أسابيع أمس الأول، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الطقس المعتدل في الآونة الأخيرة.
وامتلأت منشآت التخزين بنسبة 87.3 في المائة مساء الأربعاء، أي أعلى 0.1 نقطة مئوية عن اليوم السابق، طبقا لما ذكرته هيئة "جاز انفراستراكتشور يوروب" في أوروبا أمس الأول.
وفي الوقت الذي ظلت فيه الواردات منتظمة، تراجع الاستهلاك. وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أن متوسط درجة الحرارة بلغت 5.4 درجة مئوية الثلاثاء الماضي و6.2 درجة مئوية الأربعاء.
ويقول اتحاد مشغلي أنظمة تخزين الغاز والهيدروجين "إي.إن.إي.إس"، إن الطلب على الغاز يرتفع عند متوسط درجات حرارة ست درجات مئوية أو أقل، مشيرا إلى أن الطقس الشتوي الأكثر دفئا في الآونة الأخيرة ساهم في زيادة التخزين. وعلى الرغم من أن الألمان يكافحون وسط ارتفاع فواتير الطاقة والتضخم، يقول كريستيان ليندنر وزير المالية الألماني، إنه يرى احتمالا ضئيلا لتزويد الجمهور بمواد إغاثة إضافية، مشيرا إلى كل المعونات المقدمة حتى الآن والعجز القومي.
وقال الوزير لصحيفة "نيو أوسنابروكر تسايتونج" إن ما يصل إلى 200 مليار يورو "212 مليار دولار"، كان متاحا لسقوف الأسعار ومعونات الإغاثة، عندما تم سؤاله عما إذا كانت ألمانيا قد وصلت إلى نهاية الخط، عندما يتعلق الأمر بالمعونات. وأضاف أن الحكومة تقدم أيضا إعفاءات ضريبة بقيمة 50 مليار يورو، للمواطنين، حتى عام 2024، بالتالي لدينا عجز تمويل حكومي عام هائل، العام المقبل لقد ذهبنا إلى الحد الأقصى لن نتجاوز ذلك".
وكان يشير إلى تقليص أسعار الطاقة، الذي يهدف إلى مساعدة الشركات والأسر في التكيف مع ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي تتخلص فيه ألمانيا من الغاز الروسي الرخيص. وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الطاقة من موسكو، لكن سارعت في العثور على مصادر أخرى منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.
إلى ذلك كشف زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس، أن أزمة الطاقة زادت من حساسيته الشخصية لإجراءات ترشيد استهلاك الطاقة.
وقال زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، "في مثل هذا الموقف أصبح المرء أكثر انتباها ويفكر في المكان الذي لا يزال من الممكن ترشيد الطاقة فيه".
وأضاف ميرتس، الذي يتزعم أيضا الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، "خفضت درجة الحرارة سواء في مسكني في برلين أو في بيتنا في ارنسبرج، كما أنني لا أشغل المدفأة إلا في القاعات التي أستخدمها فقط".