شركات اللحوم المزروعة تتسابق لإضافة منتجات إلى القائمة

شركات اللحوم المزروعة تتسابق لإضافة منتجات إلى القائمة

الوقت ينفد بالنسبة إلى أوما فاليتي. قبل عدة أعوام، كان طبيب القلب الذي تحول إلى رائد أعمال قد وعد بالاحتفال بتخرج ابنته من المدرسة الثانوية بالدجاج المقلي الذي تصنعه شركته الناشئة لإنتاج اللحوم في المختبر.
يقترب فاليتي الآن خطوة من الوفاء بوعده بفضل قرار من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشهر الماضي، بأن شرائح الدجاج من "أب سايد ميت" آمنة للاستهلاك البشري. لا يزال يتعين على الشركة تجاوز عقبات الجهات التنظيمية الأخرى، لكن فاليتي يعتقد أن هذا سيحدث ثورة في صناعته بعد أعوام من الشكوك حول هذه المنتجات.
يخضع كثير من منتجات اللحوم المزروعة في المختبرات لعمليات مراجعة من قبل سلطات الغذاء الأمريكية والسنغافورية، وفقا لمجموعة جود فود إنستيتيوت التي تروج للبروتينات البديلة. كما يأمل المستثمرون ورواد الأعمال أن تؤدي الموافقة التي منحت لشركة أب سايد إلى دخول أنواع جديدة من اللحوم إلى سوق تبدو مربحة. يتوقع المستشارون في شركة ماكينزي أن تبلغ قيمة هذه الفئة 25 مليار دولار بحلول 2030 بينما يتوقع مصرف باركليز أن تبلغ قيمتها 450 مليار دولار بحلول 2040.
في الوقت الحالي، يمكن بيع اللحوم "المستنبتة" أو "المزروعة" بشكل قانوني للمستهلكين في سنغافورة فقط بعد إنتاج أول شطيرة لحم بقري في 2013 في المملكة المتحدة.
زيادة استهلاك المنتجات النباتية المصنوعة من فول الصويا والبازلاء، واللحوم والحشرات المزروعة في المختبرات، يمكن أن تسهم في نظام غذائي أكثر استدامة. صناعات اللحوم والألبان التقليدية تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات التي تأتي من الأغذية والزراعة.
مع ذلك، تأتي الموافقة التنظيمية في الوقت الذي يبدو فيه أن اهتمام المستهلكين باللحوم النباتية قد تضاءل، مع تباطؤ نمو المبيعات.
قال ألاستير كوبر من شركة إيه دي إم كابيتال لرأس المال المغامر، التي تشتمل محفظتها الاستثمارية على شركات ناشئة في صناعة اللحوم في المختبرات واللحوم النباتية، "كانت اللحوم النباتية مخيبة للآمال من حيث المذاق والقوام، كما أنها كانت باهظة الثمن عموما مقارنة باللحوم الحقيقية"، أضاف، "فقد المستهلكون اهتمامهم أيضا بسبب بعض المنتجات النباتية التي يرون أنها عالية المعالجة".
نمو مبيعات اللحوم النباتية، الذي قفز أكثر من 40 في المائة في 2020 في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فقد بعض الزخم، وفقا لمجموعتي "سبينز" و"كانتر" لبيانات المستهلكين. تراجعت مبيعات التجزئة من حيث القيمة 1.6 في المائة في الأشهر العشرة الأولى من 2022 في الولايات المتحدة، وارتفعت في المملكة المتحدة 5 في المائة مقارنة بـ14 في المائة في العام السابق.
كانت الأخبار الواردة من القطاع غير مشجعة. تراجعت أسهم مجموعة بيوند ميت للحوم النباتية المدرجة في بورصة ناسداك، عندما خفضت توقعات إيراداتها في ظل تباطؤ المبيعات. سهم الشركة، الذي كان سعره يصل إلى 239.70 دولار، يتم تداوله الآن عند نحو 15 دولارا.
في الوقت نفسه، أغلقت مجموعة جيه بي إس الرائدة في صناعة اللحوم، التي يقع مقرها الرئيس في البرازيل، شركة بلانتيرا الأمريكية للحوم النباتية التابعة لها، بينما خفضت شركة مابل ليف الكندية حجم استثمارها أيضا.
يعتقد عدد متزايد من مستثمري تكنولوجيا الأغذية أن اللحوم المزروعة في المختبرات ستساعد على تحسين المعروض الحالي إضافة إلى تحسين طعم المنتجات النباتية، الأمر الذي سيزيد من شعبيتها. قالت روزي واردل، المؤسسة المشاركة لشركة في سي سينثيسيس للتكنولوجيا الغذائية، التي تدعم شركتي "أب سايد" و"ريديفاين ميت" للحوم النباتية، "يمكن لتكنولوجيتها تحويل منتج ذي أساس نباتي متوسط".
أضافت، "نحن لا نرى أن اللحوم المزروعة 100 في المائة هي السائدة. المنتجات الهجينة هي الأكثر رواجا. إضافة 5-10 في المائة فقط من اللحوم المزروعة تحدث فرقا لمنتج نباتي".
منتج الدجاج من شركة إيت جست الأمريكية الناشئة متوافر على نطاق تجاري في سنغافورة، عبارة عن 75 في المائة من لحوم مزروعة في المختبرات والباقي لحوم نباتية، بينما تم تعيين شركة ميتابل الهولندية للعمل مع شركة لوف هاندل في سنغافورة للبحث في اللحوم المزروعة والهجينة.
بينما تنتظر شركات المواد الغذائية الحصول على موافقة تنظيمية شاملة في الولايات المتحدة، يعتمد كثير منها على تنويع منتجاتها بتكنولوجيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد.
طورت شركة ريديفاين ميت الناشئة مجموعة لحوم نباتية باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تشمل شرائح اللحم واللحوم المسحوبة، وتتعاون مع المطاعم الفاخرة في أوروبا. يتم تقديم منتجاتها في نحو ألف منفذ للبيع، من ضمنها مطعم في لندن، حيث تبلغ تكلفة طبق شريحة لحم نباتي شبيهة باللحم الحقيقي 32.50 جنيه استرليني.
قال إدوين بارك، نائب الرئيس الأول لشركة ريديفاين، "نحن بحاجة إلى منتجات أكثر تنوعا وخيارات أوسع". بالنسبة إلى المنتجات الغذائية الجديدة، "لم يكن أبدا مسارا خطيا من حيث النمو"، كما قال بارك، الذي كان مديرا تنفيذيا سابقا في شركة نستله وكان مسؤولا عن منتجاتها النباتية في أوروبا. يشدد على الحاجة الملحة إلى صنع مزيد من منتجات اللحوم البديلة مع تزايد عدد سكان العالم وزيادة الطلب على اللحوم.
يشعر خبراء صناعة الأغذية بالحذر أيضا بشأن كيفية استجابة المستهلكين للحوم المزروعة في المختبرات، مع قلق بعض المديرين التنفيذيين من احتمال فقدان حماسهم لها. قال جوليان ميلينتين، مدير في شركة نيو نيوتريشن بيزنس الاستشارية، "البشر لا يأكلون التكنولوجيا". فقد يكون مجتمع الاستثمار متحمسا للابتكار، لكن "عندما يتعلق الأمر بوضع الأشياء في أجسادهم، فإن التكنولوجيا تشكل عائقا للمستهلكين"، كما أضاف.
بالنسبة إلى المديرين التنفيذيين، فإن المخاوف المتعلقة بقبول المستهلكين تلوح في الأفق بشكل كبير لأقسام المثلجات "الآيسكريم" في شركة يونيليفر التي تعمل مع الشركات الناشئة" ريميلك" و"بيرفيكت دي" و"ألجينوميتي". تنتج هذه الشركات بروتينات مصنعة في المختبرات باستخدام طرق تخمير دقيقة، حيث يتم استخدام مضيفات ميكروبية كالخميرة "كمصانع خلوية" لإنتاج مكونات مثل بروتينات الألبان.
تتوقع الشركة متعددة الجنسيات، التي تمثل منتجاتها النباتية 10 في المائة من إجمالي مبيعات الآيسكريم، إطلاق آيسكريم من منتجات الألبان الاصطناعية تحت إحدى علاماتها التجارية العالمية - التي تشمل ماجنوم وبن أند جيريز وولز- في غضون عام إلى عامين.
قال مات كلوز، رئيس قسم الآيسكريم في المجموعة، وهي أكبر صانع للآيسكريم في العالم، "علينا حقا التفكير مليا في كيفية وضع هذه الصناعة في متناول المستهلكين، حتى يروا أنها خيار إيجابي ومن أجل الخير وليست (...) وحش فرانكشتاين العلمي"، كما قال.
وفقا لبعض الاستطلاعات، اعتقد كثير من المشاركين أن اللحوم النباتية من أمثال "بيوند ميت" مزروعة في المختبر، كما قال أليكس فريدريك، وهو محلل في مجموعة بتش بوك لبيانات الشركات.
وافق كلوز على أن تحديا رئيسا يكمن في تسويق المنتجات بالطريقة الصحيحة. "هناك تحدي التموضع. أنا لا أعني أن المستهلكين لا يحبون فكرته، لكن المستهلكين لا يعرفون حقا ما هي".
حتى بعد النمو الكبير في 2019 و2020، فإن اللحوم النباتية تشكل جزءا صغيرا من السوق الكلية. قال فريدريك إنه إذا حققت صناعة اللحوم المزروعة النمو المتوقع لطاقة إنتاجية تصل إلى 450 ألف طن في خمسة أعوام، فإنها ستظل تشكل أقل من 0.1 في المائة من إنتاج اللحوم العالمي.
يعتقد بعض المحللين أن قبول المستهلكين والقدرة على توسيع نطاق الإنتاج سيحدان من نمو اللحوم النباتية والمصنوعة في المختبرات. قال ميلينتن، "من المرجح أن تكون هذه السوق متميزة ومتخصصة لبعض الوقت. الأمر يتطلب وقتا أطول ليتناول الناس أطعمة جديدة حقا".
إن داعمي البروتينات البديلة غير منزعجين. "هذا تحول كامل في النظام الغذائي سيحدث خلال العقد المقبل. ولن يحدث ذلك بين عشية وضحاها"، كما قال ووردل.
في شركة أب سايد، يحرص فاليتي على تقديم منتجات الشركة الناشئة للمستهلكين. فهو يخطط في البداية لبيع اللحوم المزروعة عن طريق المطاعم ثم الانتقال إلى تجار التجزئة في غضون ثلاثة إلى خمسة أعوام.
قال، "إذا فهمنا هذا الأمر بشكل صحيح، فإن اللحوم المزروعة لديها إمكانات صعودية غير محدودة".

الأكثر قراءة