ارتفاع معدلات الهجرة أم ارتفاع أسعار الفائدة في أمريكا؟ «2 من 2»
زاد عدد طلبات الحصول على التأشيرات في الويات المتحدة بأكثر من 50 في المائة، من 5.7 مليون إلى 8.8 مليون، في ظل إدارة بايدن. كما زادت فترات الانتظار بشكل ملحوظ بالنسبة إلى عديد من أنواع التأشيرات. على سبيل المثال، بينما تمت معالجة نصف جميع تأشيرات البطاقة الخضراء للعمال المهاجرين في غضون 4.5 شهر في 2012، فقد استغرقت معالجة 80 في المائة من هذه التأشيرات أكثر من 30 شهرا بحلول 2022.
يرجع هذا الجمود جزئيا إلى استمرار التحيز المناهض للهجرة في عهد ترمب بين صناع السياسات الأمريكيين. تعد معاملة اللاجئين أكبر مثال على ذلك. وفي حين رفعت إدارة بايدن السقف السنوي لبرنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة إلى مستوى ما قبل عهد ترمب البالغ 125 ألف شخص، بلغ متوسط قبول اللاجئين الفعلي أقل من 25 ألفا سنويا في عهد بايدن، وهو ما يمثل بالكاد ثلث أولئك الذين تم قبولهم خلال رئاسة باراك أوباما.
يوضح التاريخ الحديث المخاطر المترتبة على أزمة الهجرة المستمرة. فقد فر أكثر من 7.8 مليون أوكراني من بلادهم في أعقاب الحرب، ومع ذلك وضعت إدارة بايدن سقفا منخفضا يبلغ 100 ألف لاجئ أوكراني كجزء من برنامج جديد يتطلب أيضا من طالبي اللجوء الأوكرانيين العثور على كفيل خاص. وقد فر أكثر من سبعة ملايين شخص من فنزويلا منذ 2015، لكن أولئك الذين لجأوا إلى الولايات المتحدة واجهوا قيودا مماثلة وسقفا هزيلا لا يتجاوز 24 ألف شخص.
ماذا سيحدث إذا تم السماح لمزيد من المهاجرين واللاجئين بدخول البلاد؟ للإجابة عن هذا التساؤل، نحتاج إلى فحص موجات الهجرة السابقة. وكما أظهر عديد من الدراسات، فإن عملية هجرة سفينة مارييل في 1980 التي جلبت 125 ألف لاجئ كوبي إلى ميامي لم تؤثر سلبا في فرص العمل المتاحة للسكان المحليين، على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي كان ضعيفا في ذلك الوقت. كما استفادت الدول الأخرى من التدفقات الهائلة للاجئين.
وعلى نحو مماثل، فإن تدفق مليوني لاجئ فنزويلي إلى كولومبيا منذ 2015 لم يكن له أي تأثير جوهري في البطالة المحلية أو الأجور، لكنه ساعد البلاد على تحقيق واحدة من أسرع حالات التعافي بعد جائحة فيروس كوفيد - 19 في أمريكا اللاتينية وخارجها. والأهم من ذلك، منحت كولومبيا المهاجرين الفنزويليين الوصول الكامل إلى سوق العمل ونظام الرعاية الصحية والتعليم. وأظهرت دراسة حديثة أن منح الوضع القانوني للفنزويليين كان سببا في زيادة قدرة المهاجرين على ريادة الأعمال في كولومبيا بمقدار عشرة أضعاف.
لوضع الأمور في نصابها، يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة ستة أضعاف سكان كولومبيا، وناتجها المحلي الإجمالي يبلغ 26 ضعف نظيره في كولومبيا. من المؤكد أن الولايات المتحدة لديها القدرة على استيعاب مزيد من اللاجئين والمهاجرين إذا رغبت في ذلك. ومع ذلك، يبدو أن الناخبين الأمريكيين يريدون اقتصادا ديناميكيا به عدد أقل من المهاجرين وأسعار فائدة منخفضة. لكن يبدو أن هذا العنصر غير موجود في القائمة. وبدلا من ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تختار بين اقتصاد ديناميكي فيه معدلات فائدة منخفضة وعدد أكبر من الأجانب، أو اقتصاد راكد مع معدلات فائدة مرتفعة وعدد أقل من المهاجرين. يحتاج الأمريكيون إلى إدراك أن كراهية الأجانب خيار مكلف للغاية.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2022.