مخاوف التباطؤ الاقتصادي تضغط على أسعار الخام .. السوق استوعبت تجديد الاحتياطيات الأمريكية

مخاوف التباطؤ الاقتصادي تضغط على أسعار الخام .. السوق استوعبت تجديد الاحتياطيات الأمريكية

أكد تقرير "ريج زون" الدولي أن المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي دفعت أسعار النفط للانخفاض، في وقت استوعبت فيه الأسواق توجه الإدارة الأمريكية في شراء النفط الخام لتجديد الاحتياطيات الاستراتيجية، مستغلة تراجع الأسعار.
وذكر التقرير الذي صدر أمس، أن انخفاض أسعار الخام في ختام تعاملات الأسبوع الماضي جاء مع تزايد المخاوف من أن إصرار البنوك المركزية على محاربة التضخم سيؤدي إلى دفع الاقتصادات إلى الركود، موضحا أنه لإضافة مزيد من الثقل على الأسعار استأنفت أجزاء من خط أنابيب "كيستون" ضخ التدفقات بضغط منخفض، وذلك لتزويد مصافي النفط في الغرب الأوسط الأمريكي بالخام الكندي.
وأشار إلى استمرار التقلبات الحادة للنفط الخام حتى نهاية العام الجاري مع فقدان أسعار النفط الخام ما يقرب من 20 دولارا في الشهرين الماضيين، وهروب المضاربين من مواقعهم، حيث أثر ركود الطلب وتقلص الإمدادات الروسية غير المتوقع على الأسعار الفورية للخام القياسي.
وحقق خام برنت مكاسب أسبوعية في ختام الأسبوع الماضي بنحو 3.8 في المائة، بينما حقق الأمريكي صعودا بنحو 4.6 في المائة وهي أكبر مكاسب منذ أكتوبر الماضي، وذلك على الرغم من إغلاق تعاملات الأسبوع على انخفاض بسبب المخاوف المتزايدة من الركود وانكماش الطلب العالمي.
وعد التقرير أنه في المقابل تلقت أسعار النفط الخام بعض الدعم في الأيام الأخيرة مع تباطؤ أرقام التضخم في الولايات المتحدة، كما بدا أن الصين مستعدة لإعادة فتح اقتصادها، مشيرا إلى أن الرياح المعاكسة جاءت مع تصميم البنوك المركزية على التمسك بأسعار فائدة أعلى، ما أدى إلى القضاء على حالة التفاؤل النسبي.
وذكر أن الانخفاض المستمر في أسعار النفط الخام إلى نطاق 70 دولارا دفع الإدارة الأمريكية إلى الوفاء بوعدها بتجديد احتياطيات النفط الطارئة في البلاد بدءا من شراء ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام لشهر فبراير المقبل.
ونوه إلى أن خطة بناء الاحتياطيات النفطية الأمريكية هزت أسعار النفط لفترة وجيزة، ولكن السوق استوعبت بسرعة مع شراء ثلاثة ملايين برميل، مقارنة بـ 180 مليونا تم إصدارها.
بدوره، أوضح تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أمس أنه تم دفع أسعار النفط للأسفل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة من قبل كل من بنك إنجلترا والمركزي الأوروبي، ولكن لا يزال هناك كثير من المحفزات الصعودية التي يجب الانتباه إليها، حيث من المحتمل أن يكون هناك كثير من التقلبات في أسواق النفط حتى نهاية 2022.
وأشار إلى انتعاش أسعار النفط بشكل طفيف بعد انهيار الأسبوع الماضي لكن الضغوط الهبوطية لا تزال موجودة إلى حد كبير، حيث أوقف ارتفاع أسعار الفائدة من قبل كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي الخميس الزخم الصعودي في أسعار النفط التي كانت تتراكم.
وذكر أن التوقف المستمر في عمليات تسليم خط أنابيب "كيستون" الكندي الأمريكي يجب أن يوفر بعض الأمل للمضاربين على الارتفاع، لأنه أدى إلى إحكام العرض في القارة، التي كانت تتمتع بعام آمن نسبيا حتى الآن، مؤكدا استمرار عدم اليقين بشأن إعادة فتح الصين بعد أزمة جائحة كوفيد قد نرى مزيدا من التقلبات التقليدية لـ 2022 في الأسابيع المتبقية من هذا العام.
وسلط التقرير الضوء على توقعات وكالة الطاقة الدولية في 2023 والتي ترجح نمو الطلب على النفط، حيث تعتقد الوكالة أن العام المقبل سيشهد نموا إضافيا في الطلب على النفط يبلغ 1.7 مليون برميل يوميا مدفوعا في الغالب بانتعاش الصين من الانكماش هذا العام وإضافة مليون برميل يوميا، ما يرفع الطلب إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق عند 101.6 مليون برميل يوميا.
وذكر أن سلاح سقف أسعار النفط الجديد قد يفشل في التطبيق العملي، وهذا يعتمد إلى حد كبير على مواقف الصين والهند في الانخراط من عدمه في هذا السقف، مشيرا إلى أن قيام تركيا بحل أزمة ناقلات النفط التي تنتظر المرور عبر مضيقها بسبب مشكلات تأمين تتعلق بسقف الأسعار المطبق حديثا وعقوبات مختلفة، حيث توقفت نحو 20 سفينة في مضيق البوسفور والدردنيل وقد تم تقليص أوقات الانتظار إلى النصف، مقارنة بالأسبوع الماضي.
ونوه إلى فشل وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في التوصل إلى اتفاق بشأن سقف أسعار الغاز الطبيعي الروسي خلال اجتماع غير عادي، موضحا أن دول الاتحاد الأوروبي منقسمة للغاية بشأن سقف معين في وقت تترقب فيه السوق نتائج الاجتماع المقبل غدا.
وأضاف التقرير أنه مع استمرار فرض الحد الأقصى للأسعار ومع تطبيق الاتحاد الأوروبي الحظر على الخام الروسي المحمول بحرا منذ الخامس من ديسمبر الجاري تتطلع ألمانيا إلى صفقة محتملة مع كازاخستان لتزويد مصافي التكرير الألمانية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط في ختام تعاملات بضغط من المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي الذي سينعكس على مستويات الطلب على الخام في النهاية بالسلب.
وعند التسوية، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 2.17 دولار أو 2.6 في المائة إلى 79.04 دولار للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 3.8 في المائة هي الأكبر منذ مطلع أكتوبر.
وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكية بنحو 1.82 دولار أو 2.4 في المائة إلى 74.29 دولار للبرميل، وسجل مكاسب أسبوعية أيضا بنحو 4.6 في المائة. وتشهد الأسواق بشكل عام اضطرابات بسبب مخاوف الركود، خاصة بعدما قالت البنوك المركزية في أوروبا وأمريكا إنها ستواصل رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وانخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة مرة أخرى، حيث تراجع إجمالي عدد الحفارات بمقدار أربع مرات أخرى إلى 776 الأسبوع الماضي - 197 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، و299 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل انتشار الوباء.
وذكر تقرير شركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن حفارات النفط في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار خمسة حفارات عند 620 وارتفعت منصات الغاز بمقدار 1، لتصل إلى 154، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2.
وأشار التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان على حاله عند 350، وانخفض عدد الحفارات في "إيجل فورد" 1 إلى 71.
وتراجع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى 12.1 مليون برميل في اليوم في الأسبوع المنتهي في 9 ديسمبر، حيث بقي لمدة أربعة أسابيع قبل أن يرتفع إلى 12.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع السابق، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة.

الأكثر قراءة