إطلاق إستراتيجية وطنية لربط 14% من السعوديين بالثقافة والفنون
أطلقت وزارة الثقافة ووزارة التعليم اليوم، استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وذلك لربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل في القطاع الثقافي، حيث ستعمل الاستراتيجية على إدراج الثقافة والفنون في جميع مراحل التعليم والتدريب التقني والمهني، وتطوير البيئة التعليمية، لتنمية القطاع الثقافي والارتقاء به إلى مجالات أرحب في ظل رؤية المملكة 2030 التي أولت الثقافة اهتماما كبيرا بوصفها عنصرا رئيسا في تحسين جودة حياة المجتمع.
وأكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، أن الاستراتيجية الوطنية تعد ثمرة طبيعية للعناية الكبيرة التي يحظى بها قطاعا التعليم والثقافة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تحتل المشاريع التنموية المرتبطة بهذين القطاعين الحيويين مكانة متقدمة في البرامج الحكومية الرئيسة المرتبطة برؤية المملكة 2030".
وأضاف "نقول دائما التعليم أولا خاصة في مجالات الثقافة والفنون، والإبداع عموما، وفي ضوء ذلك نطلق اليوم استراتيجية تنمية القدرات الثقافية وذلك لتطوير القدرات والمهارات الثقافية والفنية لأفراد المجتمع عبر منظومة من السياسات والمعايير والبرامج الأكاديمية وفرص تنمية القدرات التي تثري الإبداع الثقافي في المملكة، وتضمن ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل ودعم الممارسة المستدامة في القطاع الثقافي".
ووجه الشكر لمنظومة التعليم والتدريب، وفي مقدمتها وزارة التعليم "التي أسهمت بدورها الفعال في إثراء الاستراتيجية وتوفير الدعم الكامل لها، بوصفها شريكا رئيسا في هذا المشروع التعليمي التنموي الطموح، الذي نسعى جميعا لأن يساعد في تحقيق تطلعات القيادة في توفير مجال تعليمي ثقافي حيوي قادر على إنتاج المواهب الخلاقة، وتنمية قدراتها الإبداعية، في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
من جانبه، أوضح يوسف البنيان وزير التعليم أن الوزارة تسعى إلى الاستثمار في الإنسان بوصفه العنصر الرئيس في بناء المجتمعات وتطور الأوطان، تحقيقا لمستهدفات رؤية 2030، مؤكدا أن إدراج الثقافة والفنون في جميع مراحل التعليم يسهم في الارتقاء بالكفاءات وتطوير العملية التعليمية وأسلوب الأنشطة وأنماط التفاعل؛ لتهيئة بيئة تعليمية جاذبة وملهمة.
وقال "الوزارة تشارك في تنفيذ استراتيجية تنمية القدرات الثقافية ضمن مشروع تكاملي بين مختلف الجهات؛ لدعم وصقل مواهب الطلاب والطالبات وتأهيلهم في المجالات الإبداعية، وتنمية قدراتهم للمنافسة عالميا"، منوها بأهمية التعاون مع وزارة الثقافة لتوحيد الجهود ذات العلاقة، وتوفير مجال تعليمي وتدريبي متطور يعزز الجوانب الثقافية في جميع مسارات الإبداع.
وأكد استعداد منظومة التعليم لدعم استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، وتوفير كل المتطلبات لتحقيق النتائج المستهدفة، التي من أهمها إتاحة الفرصة للمواهب المبدعة من أبناء وبنات الوطن في اكتشاف قدراتهم منذ وقت مبكر، وتنميتها وتطويرها، بما يسهم في تعزيز تنافسية القطاعين التعليمي والثقافي إقليميا ودوليا.
وانتهجت استراتيجية تنمية القدرات الثقافية نهجا وطنيا شاملا لضمان الاتساق والكفاءة وتعزيز العلاقات مع الشركاء، حيث درست الاستراتيجية البرامج التعليمية والتدريبية الحالية عبر مراحل التعليم، وخرجت بجملة من التحديات التي تواجه القطاع الثقافي في مسار تنمية القدرات بهدف معالجتها وتحديد التوجهات بناء على الأولويات والمستهدفات المنشودة، وتسعى الاستراتيجية لتحقيق أولى مستهدفاتها بحلول 2026 ومنها أن تقدم أكثر من نصف مدارس التعليم العام أنشطة لا صفية ثقافية، وأن يختار 5 في المائة من خريجي التعليم العام التخصص والعمل في مجالات الثقافة، إضافة إلى تخريج 20 ألف متخصص في مجالات الثقافة من مرحلتي التعليم العالي والتدريب التقني والمهني، والوصول إلى 120 مؤسسة تدريبية في مجالات الثقافة والفنون، ودعم الهواة بحيث يكون 14 في المائة من السعوديين لديهم هوايات مرتبطة بالثقافة والفنون.
وحددت الاستراتيجية ستة أهداف ستعمل على تحقيقها، وهي: التأكد من استكشاف المواهب والهوايات الفنية والثقافية وتقديرها على نحو مستمر، وإتاحة الفرصة لتطوير الهوايات والتعليم غير المؤسسي لتعزيز استكشاف الأفراد لاهتماماتهم ومهاراتهم الفنية، وتزويد طلاب التعليم العام بتعليم تأسيسي ذي جودة عالية في الثقافة والفنون، وتزويد طلاب التعليم العالي والتدريب التقني والمهني ببرامج تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية في الفنون والثقافة لتلبية احتياجات سوق العمل، وتمكين تطوير مهني مستدام لممارسي الفنون والثقافة ورواد الأعمال، وزيادة الوعي العام بتنمية القدرات الثقافية وخلق صورة إيجابية للمهن والمواهب الفنية والثقافية.
وستتوزع الأهداف الاستراتيجية على المسارات التعليمية الأربعة؛ التعليم العام، والتعليم العالي، والتدريب التقني والمهني، والتعلم مدى الحياة، حيث ستعمل على تحقيقها عبر مجموعة من البرامج، مثل مناهج الثقافة والفنون وتوسيع نطاقها، وبرامج وأنشطة لا منهجية، وبرامج تطوير المعلمين، والبرامج الأكاديمية، ودعم الكليات والأكاديميات المتخصصة، وبرامج التدريب المهني، وبرامج صقل المهارات المهنية، وبرامج ريادة الأعمال "الحاضنات ومسرعات الأعمال"، وبرامج اكتشاف المواهب، والمسابقات، وأندية الهواة، وورش عمل للصغار خارج المدارس، وورش العمل غير الرسمية.
وصممت استراتيجية تنمية القدرات الثقافية 33 مبادرة ستعمل عليها في هذا السياق، من بينها؛ برامج اكتشاف ورعاية الموهوبين والاحتفاء بالقدرات في الثقافة والفنون، وتصميم وتحسين وطرح مناهج الثقافة والفنون بالتعليم العام، وتحديد معايير المعلمين المهنية، ومعايير وتطوير البنية التحتية في المدارس، وكليات وبرامج أكاديمية في التعليم العالي، ونظام برامج وتراخيص التدريب التقني والمهني، وبرنامج الابتعاث الثقافي، وبرامج صقل المهارات بالثقافة والفنون، وأنشطة الهواة، ودراسات وبحوث تنمية القدرات الثقافية، وغيرها من البرامج الرامية إلى تطوير البيئة التعليمية وتنمية مجالات الإبداع الثقافي.