رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


فرصة ضائعة في بالي «2 من 2»

ستركز الأمانة الأمريكية - الصينية التي سيكون مقرها في مكان محايد، بدوام كامل على جميع جوانب العلاقة، لتحل محل الجهود المؤقتة التي تبذل على عجل للتحضير لقمة معينة، مثل قمة بالي، أو للجهود السابقة، مثل الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.
وسيكون للأمانة الجديدة للولايات المتحدة والصين أربع مسؤوليات رئيسة:
تأطير العلاقات: تتضمن هذه المهمة "تقارير حكومية" للسياسة التي توضع بصورة مشتركة، إلى جانب تطوير قاعدة بيانات مشتركة وتنقية ذات جودة لإحصاءات النظام الأساسي المزدوج. وتهدف هذه الأنشطة إلى دعم الاجتماعات المنتظمة بين القادة وكبار المسؤولين في كلا البلدين، إضافة إلى خلفية المناقشات العسكرية.
عقد الاجتماعات: ستعقد الأمانة اجتماعات بين شبكات من الخبراء المتخصصين في العلاقات القائمة في كلا البلدين، بما في ذلك الأكاديميون، ومراكز الفكر، وجمعيات الأعمال والتجارة، والمجموعات المشاركة فيما يسمى حوارات المسار الثاني. وستسعى لأن تكون غرفة مقاصة للمواهب يمكن استغلالها لمعالجة المشكلات ذات الاهتمام المشترك. وكانت الجهود التعاونية خلال المراحل المبكرة من جائحة كوفيد - 19 مثالا واضحا ومهما على ذلك.
الرقابة والامتثال: سيتمثل هذا الدور في تنفيذ الاتفاقيات القائمة والجديدة بين الولايات المتحدة والصين ورصدها. ومع اقتراب ظهور النزاعات، يمكن للأمانة العامة للولايات المتحدة والصين، التي تتحلى بالشفافية في وظيفتها المتمثلة في حل النزاعات وفرزها، أن توفر المحطة الأولى للتعبير عن المظالم.
التواصل: ستدعم الأمانة منصة شفافة ومفتوحة وقائمة على الإنترنت، ومكتملة بنسخة عامة من قاعدة بيانات الولايات المتحدة والصين، وأوراق عمل لباحثي الأمانة، ومراجعة ربع سنوية مشتركة للقضايا المتعلقة بالعلاقة بين الولايات المتحدة، والصين.
باختصار، يمكن للأمانة العامة للولايات المتحدة والصين أن ترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الأهمية التي تستحقها في حوكمة كلا البلدين. وستكون لها فائدة إضافية تتمثل في توفير مساحة عمل مشتركة لتعزيز مناخ يتسم بالألفة الشخصية. وفي الأغلب ما تبدأ عملية بناء الثقة بخطوات صغيرة.
والتقطت الصور خلال قمة "بالي" التي قدمت ضمانات دبلوماسية عادة ما تكون غامضة، ومزيدا من الدعاية لرحلة وزير الخارجية الأمريكية المقبلة، أنتوني بلينكن، إلى بكين، ووعودا غامضة بشأن تأسيس مجموعات عمل جديدة معنية بالأمن الغذائي. وأفضل ما يمكن أن يقال عن هذه القمة هو أنها خطوة اتخذت في مجال العلاقات العامة لوقف مؤقت للتصاعد المشؤوم لحدة الصراع. لكن لم يكن هناك مضمون ولا استراتيجية ولا مسار للتخفيف من وتيرة التصعيد.
وكانت الأمانة العامة الأمريكية - الصينية ستحول قمة "بالي" إلى فرصة تعاونية لحل الصراع. إذ كان من الممكن أن تقدم أجندة غنية وغير شخصية تعالج القضايا الصعبة والروايات غير الصحيحة التي تفرق بين القوتين العظميين - بما في ذلك الاقتصاد، وحقوق الإنسان، والصحة العالمية. ويحتاج كل من الولايات المتحدة والصين، المسؤولتين عن أسوأ نزاع بينهما منذ 50 عاما، إلى إطار عمل جديد للمشاركة أكثر من أي وقت مضى.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2022.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي