مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته

مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته
مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته
مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته
مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته
مؤتمر الخيال العلمي .. العالم يستلهم مستقبله من أساطير الشرق وحكاياته

يسبر الخيال العلمي أغوار الحالة الإنسانية، ويشكل منطقة غنية ثقافيا لنمو الكتاب والناشرين، بما يحمله من إمكانات غير مستغلة، ملهما الواقع، الذي يتجاوز أحيانا حدود خيالهم وكل ما سبق إنجازه.
عبر جلسات مؤتمر الخيال العلمي - الأول من نوعه في المملكة، وتنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة مصاحبا لمعرض جدة للكتاب 2022 - يبحث 56 متحدثا كيفية بناء إمبراطورية من قصص نسجها الخيال، ودور حكايا العرب في إثراء خيال العالم، ورحلة تحول أدب الخيال العلمي إلى أفلام سينمائية ومسلسلات، في صناعة تنمو سعوديا وتنتشر بسرعة وعلى نطاق واسع.
خيالات علمية متحققة
انطلق مؤتمر الخيال العلمي بجلسة حوارية حملت عنوان "كيف يلهم الخيال العلمي واقعنا"، استشهد المتحدثون فيها بأمثلة واقعية لخيالات علمية كتب عنها في الألفية الأولى، وتحققت في الألفية الثانية، حيث تحدث عبدالوهاب الرفاعي الروائي والناشر الكويتي عن الخيال العلمي بصفته "أدب توقع العلم بالمستقبل"، متحدثا عن النبوءات التي كتب عنها العلماء وذكرت في الكتب التاريخية، لتتحقق اليوم في عالمنا، مثل الطائرة، وشاشة اللمس المستخدمة في الهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية، كما أن العلم في وقتنا الحالي يتوقع استقبال زوار من الفضاء، وخيالات أخرى من الممكن أن تحدث في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب.
الجلسة التي شهدت حضورا كبيرا، أكد فيها شريف جوزف رزق الشريك المؤسس في دار التنوير للنشر والتوزيع أن الإقبال النسائي على قراءة كتب الخيال العلمي أقل بكثير من إقبال الرجال عليها، وكتب الفنتازيا أكثر انتشارا في المجتمعات الغربية مقارنة بالمجتمع العربي، لمحدودية التفكير في مجالات الخيال العلمي في عالمنا العربي، مبينا أن العلماء كانوا فيما مضى يتحدثون عن البعد الرابع، بينما في وقتنا الحاضر انتقل الحديث عن أبعاد خيالية جدية تتمثل في البعدين الخامس والسادس وغيرهما.
قالب جديد للرواية
امتلأت قاعة المسرح بالحضور، رغبة في لقاء أسامة المسلم الروائي السعودي المعروف بكتاباته في الخيال والفانتازيا، الذي أكد في جلسة حوارية شهدها مؤتمر الخيال العلمي الأول أنه يتعرض لهجوم يشنه البعض عليه، لمحاولته اختراع قالب جديد للرواية.
هذا التصريح المدوي للمسلم علله بحاجة الساحة الروائية إلى القوالب الجديدة بعيدا عن القوالب القديمة، مستندا إلى خبرته في هذا المجال بأكثر من 26 رواية، محققا جماهيرية ومبيعات عالية.
وتناول الروائي المعروف روايته "بساتين عربستان" ومراحل تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان Rise of the Witches، يجري تصويره حاليا في منطقة "نيوم"، مشيرا إلى أن هذا المسلسل من المفترض أن يعرض في وقت لاحق من 2023. وتتمحور قصة المسلسل حول شخصيتي "دعجاء" و"أفصار" وهما يحاولان أن يشقا طريقهما في عالم السحر.
حديث أسامة المسلم المشوق كشف فيه عن بداياته المرتبكة أثناء كتابة القصة، لكن الإقبال على الفانتازيا دفعه إلى مواصلة الكتابة، مبينا أن نحو خمس روايات "شبه منتهية" لم ينشرها حتى اللحظة.
أغرب البدايات
عن روايته الشهيرة "أبابيل"، أكد الروائي أحمد آل حمدان أن تحويلها إلى فيلم سينمائي مشروط بعاملين، هما وجود شركة منتجة جادة توفر ميزانية وفريقا مؤهلا لإخراج العمل بالصورة الجيدة، والنظر إلى تجارب الآخرين الذين حولوا رواياتهم إلى أفلام، لتلافي الأخطاء.
وعن بداياته التي وصفت بـ"الغريبة"، يحكي الكاتب أنه اكتشف موهبته في الكتابة بعد أن كان يعمل في محل هدايا، حيث كان يطلب منه العملاء أن يكتب لهم الإهداءات، ثم يرجعون إليه ليقدموا له الهدايا لكتابته كلاما أثر فيهم، حيث شكلت هذه انطلاقته الأولى في الكتابة.
وذكر أن الكتابة ليست قرارا بل اختيار، وطوق نجاة لصاحبها، فهي تخرج الكلام الذي يغص به قلب الكاتب، مبينا أنه لا يفضل أن يتأخر المؤلف في إصداراته، فرواية "جمانة" استغرقت منه ألفي ساعة كتابة، والقارئ ينهيها في ساعة ونصف، فليس من المعقول أن ينتظرك القارئ عاما كاملا حتى تصدر له عملا آخر، إذ يجب على المؤلف أن يكون حاضرا حتى لا ينسى.
"ألف ليلة وليلة" حجر الأساس للخيال
لا يستوي الحديث عن الخيال العلمي دون التطرق إلى أساطير وحكايات كتاب "ألف ليلة وليلة"، التي كان لها أثر في الفانتازيا العالمية، وتأثر بها روائيون غربيون، مثلما تأثروا بالحضارة السومرية في مؤلفاتهم.
وأكد الكاتب محمد عصمت مؤلف كتاب "صائد الذكريات" أن الغرب وظف حكايات "بساط الريح" في "ألف ليلة وليلة"، وبدا واضحا تأثر أدب الخيال الغربي بتراثنا العربي، فيما أرجع يوسف المحيميد الروائي السعودي قلة الاهتمام بالخيال العلمي لدينا إلى تأخر بدايات الرواية في العالم العربي، مشيرا إلى أن الواقع العربي أكثر "أسطرة" من الأسطورة.
وكأحد أركان الخيال العلمي، تناول المؤتمر فن "المانجا" الذي جاب العالم، متناولا أسباب انتشاره، فأكد في إحدى الجلسات محمد فريد رئيس تحرير محروسة سنتر للنشر أن انتشار "المانجا" ليس صدفة، فهي ليست فنا حديثا، بل ظهرت في القرن الـ12، كما أن "المانجا" تتعامل مع مجالات مختلفة، من رومانسية، وأبطال خارقين، وتنوع في النشر، ما يوفر قاعدة كبيرة من القراء، كل حسب ذوقه واهتمامه، ولهذا حظيت بانتشار كبير في النشر، لأنها تحمل رسالة أخلاقية.
الكتب الصوتية لعالم الخيال
أفرد المؤتمر جلسة حول التوجهات العالمية في صناعة كتب الخيال العلمي والفانتازيا الصوتية، وطرق تحويل هذه الروايات إلى كتب صوتية جاذبة، وكشف خبراء أن الأصوات النسائية في الكتب الصوتية الأكثر تواؤما من الأصوات الرجالية، حيث إن المرأة بطبيعتها تستطيع إيصال مشاعر الفرح والحزن وغيرها بأكثر من أسلوب أثناء قراءة الرواية وتسجيل الكتاب الصوتي.
وأكدوا في حديثهم، ومنهم روبين لاي رئيس قسم الصوتيات في إحدى شركات الإنتاج الصوتي، أن نقل المشاعر أثناء تسجيل القصة هو العنصر الأهم في قراءتها، لتشعر المستمع بعظمها، حيث يكشف أحمد رويحل خبير النشر الصوتي عن وجود ثمانية آلاف كتاب صوتي عربي متاح عبر تطبيقات المحتوى الصوتي، بنمو بلغ 400 في المائة خلال أزمة جائحة كورونا، فيما تشير تقديرات إلى وصول عدد مستمعي مواد البودكاست إلى مليار مستمع في العام 2022.
تغير المفاهيم
يلفت الروائي فوزي صادق، المؤلف لأكثر من 14 عنوانا في الخيال العلمي والفانتازيا، إلى أن الفرق بينهما يكمن في أن الخيال عبارة عن مزج بين الحقائق العلمية والتنبؤات، في حين الفانتازيا تعد خليطا من عالم مليء بالرعب والجن والأحداث المخيفة، مبينا أن الكتابة في الخيال العلمي كانت من المحظورات، إذ منعت روايته "عاويل" في عام 2014 من دخول أربع دول، لكن مفاهيم الجيل الجديد تغيرت وأصبحت ثقافتهم أكثر شمولية.
من جهته أوضح إبراهيم لامي، كاتب رواية "هيكل بنداوي"، أن المؤلف ليس كاتب أحداث للتنبؤ، بقدر ما يكون هناك شد لانتباه المتلقي للأحداث، فيما كشف الروائي عبدالله بو موزة أن اتجاهه لكتابة روايات عن "الزومبي" كان لعدم وجود أي رواية عربية أو خليجية تتحدث عن هذا التحول.
كما استضاف المؤتمر صناع أشهر المسلسلات العالمية في الخيال العلمي، الذين قدموا كواليس الأعمال وأسرار نجاحها على طبق من ذهب لكتاب السيناريو والمنتجين وصناع الخيال العلمي في المملكة.

الأكثر قراءة