تحذير .. المؤثرون لا يسدون فجوة الاستشارات المالية

تحذير .. المؤثرون لا يسدون فجوة الاستشارات المالية

هل تريد الحرية المالية، وأن تبني ثروتك وتتقاعد في عمر الـ30؟ استنادا إلى عدد الأشخاص المتزايد الذين يشاهدون و"يفضلون" محتوى الفيديوهات من هذا النوع على "تيك توك" و"إنستجرام"، فقد زادت أزمة تكلفة المعيشة عدد الذين يسعون إلى حل سريع لأمورهم المالية.
إذا تابعت بعض "المؤثرين الماليين"، ستجد دوما أن الطريق للثراء يتضمن اقتراض المال واستثماره في أصول عالية المخاطر، أو الدفع لدورة تعلمك أسرار التداول "سأفسد هذا بقولي: إن الشخص الوحيد الذي يحقق دخلا بلا عناء هو المؤثر الذي يتحدث عن التسويق بالعمولة". أتظن أن ذلك يبدو كالمقامرة بدلا من الاستثمار؟ يا صديقي ستصبح فقيرا إلى الأبد إذا لم تغير تلك العقلية السامة!
منصات التواصل الاجتماعي تصبح المكان الذي يتعلم الناس فيه عن المال على نحو متزايد – حتى إن كان من المرجح أن يؤدي معظم ما "يتعلمونه" إلى كارثة. لكن هل على العالم المالي التقليدي أن يرى هذا على أنه تهديد، أم فرصة؟
هذا الأسبوع، اتخذت المملكة المتحدة خطوات لتغيير منظور الاستشارات المالية. اقترحت هيئة السلوك المالي إجراءات جديدة لتحسين مراقبة الترويج عبر الإنترنت للاستثمار عالي المخاطر.
تقول سارة بريتشارد، المديرة التنفيذية للأسواق في هيئة السلوك المالي: "وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات عبر الإنترنت تعني أن المستهلكين يستغرقون وقتا أقل بين مشاهدة عرض ترويجي واتخاذ قرار مالي"، مشيرة إلى احتمال زيادة الضرر مع ارتفاع الأسعار الذي يجعل المستهلكين يشعرون بالذعر ويتخذون قرارات متسرعة.
هذا العام، أزال المنظمون أكثر من خمسة آلاف إعلان غير مناسب أو تم تعديلها من شركات مصرح لها من هيئة السلوك المالي– نحو عشرة أضعاف العدد الذي أزالوه في 2021. ستسمح قوى التدقيق الأكبر لها بحزم بمحاسبة الشركات غير المنظمة والمؤثرين الذين تسهل إعلاناتهم الاستثمار دون الإشارة إلى الأخطار بوضوح.
ذلك رائع – لكن تبقى مشكلة العملات المشفرة الضخمة "خارج صلاحيات هيئة السلوك المالي حاليا" والتيار المتزايد من الاحتيالات، مع ذلك، سيجبر مشروع قانون الأمن على الإنترنت المتأخر كثيرا المنصات نفسها على فعل مزيد.
أحد أهم أسباب اعتماد المستهلكين على منصات التواصل الاجتماعي هي قلة الاستشارات المالية ذات السعر المعقول في الأماكن الأخرى. أخذ 8 في المائة فقط من البالغين في المملكة المتحدة استشارات منظمة على مدى العام الماضي. تتضمن "فجوة الاستشارات" المقدرة 13.2 مليون بريطاني لديهم أكثر من 840 مليار جنيه استرليني من الأصول القابلة للاستثمار. مبالغ كبيرة، لكن ليست كبيرة بما يكفي لكثير من الشركات الاستشارية لتهتم بها.
اقترح أعضاء البرلمان هذا الأسبوع تعديلا على قانون الخدمات المالية والأسواق، الذي سيرسخ فئة جديدة من الاستشارات – التوجيه المالي الشخصي.
بينما يمكن أن تسبب الاحتيالات والاستثمارات عالية المخاطر أضرارا مالية، فعدم المخاطرة بشكل كاف تعد مشكلة أيضا – الاحتفاظ بكثير من المال نقدا أو عدم الاستثمار الكافي للتقاعد. كما دفع التسجيل التلقائي ملايين الناس بنجاح إلى مدخرات المعاشات التقاعدية، يمكن أن تساعد منصات الاستثمار العملاء في اتخاذ قرارات أفضل بدمج بيانات المنصة مع أفكار مستقاة من الخدمات المصرفية المفتوحة، حيث يمكن للعملاء اختيار مشاركة بياناتهم المالية مع الإدخالات المعتمدة من هيئة السلوك المالي، ولوحة بيانات المعاشات التقاعدية القادمة.
"تستطيع المنصات معرفة من يتجنب استخدام أمواله، ومن لم ينوع بشكل مناسب"، كما تقول هولي ماكاي، مؤسسة موقع بورينج موني للمستهلكين. "توجد رغبة كبيرة عبر القطاع بفعل مزيد من الأمور، لكنها منطقة رمادية من وجهة نظر تنظيمية والشركات تفضل اتخاذ الجانب الآمن".
لكن على الجانب الآخر، ينتظر المؤثرون الماليون غير الخاضعين للرقابة والتنظيم. سيساعد التوجيه الشخصي العملاء في التركيز في عمر مبكر أكثر، بينما لا يزال هناك وقت لتغيير النتائج. من الممكن أن تريهم نماذج المحافظ الاستثمارية كيفية تنويع استثماراتهم بشكل أفضل. كما يمكن أن تستخدم بيانات استثمارهم وإنفاقهم لتوقع نوع دخل التقاعد الذي من الممكن أن يحققوه مما يملكونه حاليا وكيف يقارن ذلك بمصاريفهم اليومية.
لكن هناك قيود. التوجيه ليس "استشارة" – يتطلب أن يتخذ الأفراد قرارات بمحض إرادتهم، إضافة إلى أنه إذا اختار العملاء استثمار مزيد من الأموال أو الترقية من أجل الدفع للحصول على استشارات مالية منظمة، سيكون ذلك فوزا للمنصات. لكن كما تقول ماكاي، "هل سيفضل المنظمون أن يكون الأشخاص على خطأ تماما أم على صواب تقريبا؟".
أحد المجالات، التي أود أن أرى تطبيق هذه الطرق فيها هو خطر ارتفاع رسوم الاستثمار. أعلى صناديق التعقب تكلفة في المملكة المتحدة يعد أغلى 21 مرة من أرخص صندوق، وفقا لبحث من منصة إيه جي بيل للاستثمار.
يمكن للمنصات معرفة أي من مستثمريها يمتلك الخيارات ذات القيمة الأسوأ، فلماذا لا توجههم إلى بديل أرخص؟ الأمر نفسه ينطبق على "صناديق التتبع شبه السلبية" – الصناديق النشطة ذات الرسوم الإدارية الباهظة، التي تستنزف مدخرات التقاعد، لكنها لا تحقق أداء أفضل من الصناديق السلبية الأرخص ثمنا.
أن تكون مرنا ماليا، وتبني استثماراتك ببطء، وتتقاعد بشكل أكثر راحة في سن الـ70 قد لا يكون أمرا يستحق الترويج له، ولكن هذه هي الرسائل التي يجب أن يكون لها تأثير أكبر بكثير.

الأكثر قراءة