الاجتماعية في التطبيقات مهمة لنجاحها
في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ساعدت شبكات التواصل الاجتماعي على تغيير مفهوم المجتمع في حد ذاته. من خلال إنشاء المنتديات المنشورات في بداية ظهور الإنترنت، روجت شركات مثل فيسبوك وتويتر لرؤية الشبكة "الاجتماعية".
لكن هذا الوعد نقض بدرجة كبيرة: منذ 2016 فصاعدا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تقريبا مرادفة للفضائح. أدى إخفاق المنصات - في حفظ خصوصية البيانات والحد من انتشار المعلومات المضللة وخطابات الكراهية وغيرها - إلى تزويد كليات إدارة الأعمال بأمثلة على الأمور التي لا يجب فعلها.
لكن فكرة المنتجات الاجتماعية لا تزال حاضرة بقوة. بالنسبة إلى رواد الأعمال المحتملين، قد يكون تطوير أسلوب لبناء مجتمع بشكل ناجح هو الفرق بين ضياع التطبيق كما هي حال كثير من التطبيقات في هذا المجال، أو تحقيقه نجاحا مبهرا.
إن الفكرة القائلة بأهمية تضمين خاصية التواصل الاجتماعي في تطبيقات الهواتف، ليست جديدة. في 2020، كتب المستثمر دي آركي كوليكان عن فكرة "سوشال بلس" - وهي شركات مثل تيك توك أو فورتنايت، التي ركزت على اختصاص معين وبنت تجربة اجتماعية تدور حوله.
كتب كوليكان "أي منتج يحتوي على عنصر اجتماعي كجزء لا يتجزأ منه، له مزايا أساسية وأفضلية على المنتجات المنافسة التي تفتقر إلى العنصر الاجتماعي في تلك الفئة: مثل حلقات نمو أفضل، ومشاركة أفضل، واستبقاء أفضل للمستخدمين، وقدرة دفاعية أكبر. نظرا لأن شركات سوشال بلس تعتمد على الشبكات والمجتمع، فإن هذه الميزة تزداد أهميتها مع الوقت".
من أحد الجوانب التي ركز عليها كوليكان فكرة أن الميزة الاجتماعية جزء لا يتجزأ من المنتج ككل، وأنها ليست مجرد إضافة. إن مجرد إضافة القدرة على مشاركة المحتوى مع الأصدقاء لا تكفي كي يصبح المنتج ناجحا.
أحد هذه التطبيقات التي تحتوي على عنصر اجتماعي مدمج هو تطبيق شيرز، الذي يستهدف عالم تداول الأسهم للأفراد. يقول هارجاس سينج، الشريك المؤسس للشركة وكبير مسؤولي المنتج، "إن التطبيق يهدف إلى الاستفادة من نجاح الآخرين، مثل تطبيق روبين هود".
شهدت هذه التطبيقات ازديادا كبيرا في الطلب عليها خلال الجائحة، مدفوعة بطفرة تجارية دفع بها التحفيز. لكن على الرغم من حدوث زيادة كبير في المجتمعات القائمة على تداول الأسهم، فإنها تحدث خارج التطبيقات. في حالة التداول الفردي، كانت منصة ريديت - التي تضم مجموعة وول ستريت بيتس للدردشة - أحد هذه المراكز. أما غيرها فكانت تضم قنوات مغلقة أو خاصة على تطبيقات المراسلة مثل تيليجرام وديسكورد.
قال سينج "كان الاستثمار الفردي من الناحية التقليدية تجربة منعزلة وموجهة للمستخدمين الأفراد. لقد تمكن الجيل الحالي من تطبيقات الاستثمار الفردي من بناء أداة تداول فعالة، لكنها تفتقر إلى التجربة الاجتماعية".
كما يجادل بأن هذه التطبيقات أوجدت درجة من التعقيد لم تكن ضرورية، بتوجيه أو دعم محدود للمستخدمين، وأضاف "هذا الأمر يوجد حاجزا يمنع المستخدمين الذين يجدون صعوبة في المجال المالي من الدخول فيها".
إن المزايا المتاحة في تطبيق شيرز تشبه منصات التواصل الاجتماعي بقدر ما تشبه تطبيقات التداول للأفراد. يمكن للمستخدمين من خلاله أن يروا مشتريات أصدقائهم وما باعوه من الأسهم - كما أن التطبيق يسمح لهم بإخفاء بعضها - الأمر الذي يشجع على المناقشات والتفاعلات الاجتماعية.
لكن لا ينبغي فهم كلمة "اجتماعية" على أنها تقتصر على ربط جهات الاتصال رقميا فحسب. تبحث شركة شيرز أيضا عن طريقة لإنشاء شبكات اتصال جديدة من خلال تجربتها مع التطبيق، كما يوضح سينج.
يقول "لقد أطلقنا أخيرا خاصية (المجتمعات)، وهي ميزة تتيح للمستخدمين المشاركة في الحوارات العامة حول الاستثمار والتعرف على مستثمرين آخرين يشبهونهم في طريقة التفكير، من أجل تنمية شبكات اتصالهم". وهي خاصية تشمل المستثمرين المبتدئين وغيرهم من المستثمرين في شركات مثل تسلا أو أبل وممن يركزون على العملات المشفرة أو تكنولوجيا ويب 3.0.
تقوم شركة لوب للتكنولوجيا المالية - تم إطلاقها العام الماضي - أيضا على فكرة الدمج السلس للجوانب الاجتماعية مع الأعمال الأخرى. كما تمنح المستخدمين تسهيلات لاقتراض المال أو إقراضه للأصدقاء بالمجان.
يقول بول بيستر، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"لوب"، "تركيزنا ينصب على المجموعات الاجتماعية والتفاعلات بين العملاء. الخدمات المالية عادة لا تفكر بهذه الطريقة، لأنها تفكر في الحسابات والمعاملات".
كما يقول بيستر "إن ثلث الناس يقترضون المال عادة من عائلاتهم وأصدقائهم، مع وجود نحو 12 مليار جنيه استرليني من الأموال المستحقة". يركز تصميم تطبيق لوب على رقمنة التجارب الاجتماعية السائدة بين الناس.
لكن على عكس النموذج الذي تستخدمه وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية، الذي تم انتقاده بسبب طريقة استخدامه في الإعلانات أو لأغراض سياسية، فإن هذه المنتجات الجديدة تحقق الأرباح بأساليب أخرى.
الدرس المستفاد لطلاب الأعمال من هذه التطبيقات هو أنه في حين إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون في مواجهة أوقات صعبة، فإن هناك مسارا أقوى من أي وقت مضى للشركات التي يمكنها إيجاد طريقة لتضمين النموذج الاجتماعي والمجتمعات في منتجاتها الأوسع.
"الاجتماعية هي حاجة عالمية وخالدة. في أعماقنا، البشر كائنات اجتماعية. نحن نتوق إلى التواصل والانخراط في المجتمع - بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي - كما أن كل شيء سينهار عندما نفقده"، حسبما كتب كوليكان.