أسواق النفط تترقب تطورات مؤثرة .. روسيا علامة استفهام كبرى في معادلة الإنتاج

أسواق النفط تترقب تطورات مؤثرة .. روسيا علامة استفهام كبرى في معادلة الإنتاج

ارتفعت العقود الآجلة للنفط خلال تعاملات أمس، قبيل اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" غدا، وحظر الاتحاد الأوروبي للخام الروسي اعتبارا من بعد غد.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 65 سنتا، أي: 0.8 في المائة، إلى 87.53 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:52 بتوقيت جرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 69 سنتا، أي: 0.9 في المائة، إلى 81.91 دولار للبرميل، وفقا لـ"رويترز".
وحقق الخامان مكاسب أسبوعية هي الأكبر في شهرين عند نحو 4.5 في المائة و7 في المائة على الترتيب، بعد انخفاضهما لثلاثة أسابيع متتالية.
وقالت مصادر إن الصين تستعد لإعلان تخفيف قواعد الحجر الصحي الخاص بكوفيد - 19 خلال أيام، وهو ما سيمثل تحولا كبيرا في سياسة ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم إلا أن محللين يقولون إن من المرجح عدم استئناف النشاط الاقتصادي بشكل ملموس إلا بعد شهور.
وتتركز المخاوف على الصين، المستورد الأول للنفط في العالم، في ظل موجة الإصابات الجديدة بكوفيد - 19 التي تسجلها، ما يبعث مخاوف من فرض حجر صحي معمم سينعكس حتما على الاقتصاد.
غير أن بكين بعثت بعض الأمل في الأسواق هذا الأسبوع بإشارتها إلى احتمال تخفيف سياسة "صفر كوفيد" المطبقة بصرامة في هذا البلد، بعد موجة تظاهرات غاضبة احتجاجا على القيود الصحية.
وتضاف إلى كل هذه الظروف المخاوف من انكماش اقتصادي في العالم على خلفية تزايد التضخم في أوروبا وعبر المحيط الأطلسي.
وتعززت أسعار النفط أيضا بهبوط مؤشر الدولار، الذي عادة ما يتناسب أداؤه عكسيا مع أسعار النفط، مسجلا أدنى مستوياته في خمسة أشهر.
بدوره، قال الشيخ نواف سعود الناصر الصباح الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية إنه يبدو أن المستويات الحالية للإمدادات في سوق النفط جيدة.
وأضاف في مؤتمر بروما أمس، "بناء على ما أجمعه من عملائنا، الوضع جيد حاليا، وسوق النفط في توازن نسبي في هذه المرحلة".
في غضون ذلك، كشف دبلوماسيون ووثيقة اطلعت عليها أن حكومات الاتحاد الأوروبي اتفقت بصورة مبدئية على تطبيق حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولارا للبرميل مع آلية تعديل لإبقاء السعر أدنى من مستوى السوق 5 في المائة.
ويتعين حصول هذا الاتفاق على الموافقة الرسمية قبل سريان عقوبات الاتحاد على الخام الروسي في الخامس من كانون الثاني (ديسمبر). وجرى تداول خام الأورال الروسي عند نحو 70 دولارا للبرميل بعد ظهر الخميس.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن بولندا، التي سعت لخفض الحد الأقصى للسعر قدر المستطاع، لم تؤكد أنها ستدعم الاتفاق.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تلتزم "أوبك+" بسياسة خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميا خلال اجتماعها الأحد لكن بعض المحللين يعتقدون أن أسعار الخام قد تنخفض ما لم تقرر المجموعة مزيدا من الخفض.
وأوضح ستيفن برينوك من معهد "بي في إم إنرجي" "ثمة احتمال كبير أن تؤكد المجموعة مرة جديدة التزامها حيال تخفيضاتها الأخيرة للإنتاج ولو أنه يستبعد أن تمضي "أوبك+" أبعد دعما لأسعار النفط.
فمنذ اجتماع التحالف في أكتوبر الذي عقد في مقر الكارتيل في فيينا، هبطت الأسعار بصورة كبيرة لتعود إلى مستويات مطلع 2022، بعيدا عن الذروات التي بلغتها بعد بدء الحرب.
وبمعزل عن التباطؤ الاقتصادي، يطرح النفط الروسي نقطة الاستفهام الكبرى على صعيد معادلة الإنتاج، مع سعي الدول الغربية لاستهدافه للحد من الموارد التي تسمح لموسكو بتمويل حربها في أوكرانيا.
وخارج الاتحاد الأوروبي، تعتزم دول مجموعة السبع ومن ضمنها الولايات المتحدة وأستراليا فرض آلية مماثلة. وأوضح إدواردو كامبانيلا المحلل في "يونيكريديت" أن لدى الكرملين عدة خيارات للالتفاف على هذه التدابير، وبإمكانه أن يعول على دعم بعض الدول.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت بنحو 13 مليون برميل، وهو أكبر مستوى منذ 2019 في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر. لكن إنتاج الخام الأمريكي تجاوز 12 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ ما قبل تفشي فيروس كورونا.
وقال مصدر مطلع، إن قرار مجموعة "أوبك +" عقد اجتماعها في الرابع من ديسمبر عبر الإنترنت يشير إلى انخفاض احتمال تغيير السياسة، الأمر الذي حد من مكاسب النفط.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 83.13 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 83.42 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وإن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.19 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة