الصيد الجائر يقلل أسماك مضيق البوسفور

الصيد الجائر يقلل أسماك مضيق البوسفور

يضع صيادون على ضفة مضيق البوسفور صناراتهم جانبا ويكتفون أياديهم وقد بدا الإحباط جليا على وجوههم وهو ينظرون إلى قارب صيد يسحب شباكه الضخمة في المياه بواسطة ونش كبير.
ويصيح أحدهم "هيا، اذهب من هنا"، وهو ينتظر بفارغ الصبر رحيل القارب ليتمكن مجددا من ممارسة الصيد في مياه البوسفور.
ويقول محمد دوغان الذي لم يصطد سوى سمكة واحدة من نوع بونيتو، "أنا هنا منذ السادسة صباحا، لكن هذا القارب ألقى شبكة صيده أمامنا ما منعنا من ممارسة نشاطنا".
وتعد هذه الفترة موسما لسمك البونيتو، أحد أنواع التونة الشهيرة، في مياه البوسفور.
وتلقي السفن شباكها التي يزيد طولها عن ألف متر عبر المضيق، فتحد من فرصة الصيادين الهواة كمحمد على اصطياد الأسماك. وبحسب "الفرنسية"، يشير سعدت كاراكولاك الأستاذ في كلية العلوم المائية في إسطنبول إلى أن حجم الصيد في البوسفور انخفض خلال بضعة أعوام من نحو 500 أو 600 ألف طن سنويا إلى 328 ألف طن، ما يشكل "دليلا على انخفاض تشهده أعداد الأسماك".
أما السلطات فلجأت إلى فكرة غريبة مع اقتراحها في مطلع الشهر إغلاق البوسفور أمام حركة المرور لنصف يوم، بهدف تخصيص مياهه لسفن الصيد وتلك الصناعية.ويواجه سمك البلمية هذه السنة خطرا لأن البونيتو الموجودة بكمية كبيرة تتغذى عليه.
والبوسفور هو أحد أكثر المضائق نشاطا في العالم إذ تمر به يوميا أكثر من مئتي سفينة من سفن شحن وناقلات من بحر قزوين إضافة إلى ناقلات البضائع الصب الجافة كتلك التي تحمل بالحبوب من أوكرانيا.
وينتظر سيركان كارادينيز الذي يرسو قاربه في الميناء حتى يفرغ الخليج من السفن ليباشر بدوره بصيد الأسماك. وتبع القبطان سمك البونيتو من البحر الأسود.
ويقيم كارادينيز الآتي من سامسون الواقعة على البحر الأسود "شمال"، في كاناكالي المحاذية لبحر إيجه.
ويشير الصياد الذي تحول هذا العام إلى صيد البونيتو بينما كان يصطاد عادة سمك البلمية، إلى أن "المنافسة قوية مع وجود أكثر من 300 سفينة صيد".

الأكثر قراءة