92.6 مليار دولار قيمة سوق VPN .. الشبكات الافتراضية أمان أم احتيال؟
بات نمط العمل الهجين والعمل عن بعد واقعا تعيشه جميع الشركات والمؤسسات في العالم، أدى ذلك إلى نمو استخدام تقنيات الشبكات الافتراضية الخاصة VPN بشكل كبير، حتى باتت الأغلبية العظمى من الشركات تعتمد عليها لتوفير وصول الموظفين إلى بياناتها وأنظمتها وذلك بسبب المستوى العالي من الأمان الذي توفره هذه التقنيات، وعلى مستوى الأفراد، يعتقد كثيرون أن استخدامهم لتقنيات الشبكات الافتراضية الخاصة VPN يوفر لهم حماية كبيرة ويخفي أنشطتهم التي يقومون بها على الإنترنت ويعطيهم صلاحيات ووصولا أكبر لمحتوى أكثر شمولا، لكن هذا الأمر لا يمثل الحقيقة الكاملة لماهية هذه الشبكات خاصة التطبيقات المجانية المخصصة لها، فكما لهذه التقنية فوائد، هناك مخاطر يجب الحذر منها ولا سيما على سلامة بيانات المستخدمين وخصوصيتهم.
النمو العالمي لسوق الـVPN
لا يقتصر استخدام شبكات الـVPN على الشركات والمؤسسات فحسب، بل بات الأفراد على مستوى العالم يعتمدون عليها بشكل كبير، ففي 2016 بلغت القيمة الإجمالية للسوق 15.64 مليار دولار، وبمتوسط نمو سنوي 2.5 مليار دولار، حتى وصلت قيمتها للمستهلكين الأفراد والشركات مجتمعة بما لا يقل عن 43 مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت الحالي، فإن 31 في المائة من مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم يعتمدون في عملهم وتصفحهم على استخدام VPN، خاصة بعد اعتماد الهواتف الذكية وزيادة استخدام الإنترنت لأغراض مثل المعاملات التجارية والعمل عن بعد.
ومن المرجح أن تتسارع وتيرة هذا النمو، فمن المقدر أن تبلغ القيمة الإجمالية لسوق VPN الخاصة بالأعمال والمستهلكين مجتمعة 92.6 مليار دولار بحلول 2027، وفي حين أن كثيرا من أرباح هذه السوق تكون لقطاع الشركات إلا أن سوق قطاع الـVPN المخصص لأفراد مستهلكين سيصل إلى ما قيمته 834 مليون دولار بحلول 2024.
اعتماد الشركات على VPN
بالنسبة للشركات والمؤسسات، أصبح استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة أمرا رئيسا لحماية أنظمتها وضمان تأمينها، حيث يخفي اتصال VPN حركة البيانات عبر الإنترنت ويحميها من الوصول الخارجي غير المصرح به، فالبيانات غير المشفرة يمكن أن تكتشف من قبل أي شخص يمكنه الوصول إلى الشبكة، لكن عند استخدام VPN يصبح من الصعب على المخترقين ومجرمي الإنترنت فك تشفير هذه البيانات، حيث توفر هذه التقنية للشركات التشفير الآمن، والوصول إلى المحتوى الخاص بالشركات، فلا يكون من الممكن دائما الوصول إلى المحتوى الخاص بالشركة، إلى جانب إمكانية النقل الآمن للبيانات، وهو الأمر الذي يحتاجه الموظفون إلى الوصول إلى الملفات المهمة على شبكة الشركة، ولأسباب أمنية، يتطلب هذا النوع من المعلومات اتصالا آمنا، وفي الأغلب ما يلزم وجود اتصال VPN للوصول إلى الشبكة، حيث تتصل خدمات VPN بالخوادم الخاصة وتستخدم أساليب التشفير للحد من خطر تسرب البيانات.
استخدامات متعددة للأفراد
بحسب الإحصاءات، فقد أشار نصف مستخدمي تقنيات VPN إلى أنهم يعتمدون عليها بشكل كبير لحماية خصوصيتهم على شبكات Wi-Fi العامة، في حين يعتمد عليها 44 في المائة بسبب ميزة للتمتع بالتصفح المجهول التي لا تسمح للمواقع باستهدافهم بالإعلانات أو تتبع نشاطهم على الإنترنت، وقال 22 في المائة إن تقنية VPN تساعدهم على الوصول إلى المواقع المحجوبة في بيئة العمل خاصة الشبكات الاجتماعية، في حين يستخدمها 30 في المائة لحماية هويتهم والبقاء مجهولين عند تصفح الإنترنت.
ومن الواضح أن الشبكات الافتراضية VPN الخاصة بالأفراد قد تحولت من كونها أداة مستخدمة من قبل مجموعة صغيرة فقط من خبراء الكمبيوتر والشركات إلى حل قياسي واسع الاستخدام لمجموعة من المشكلات، ففي 2020 قام المستخدمون من 85 دولة بتحميل تطبيقات الـVPN أكثر من 277 مليون مرة، وارتفع هذا الرقم في 2021 ليصل إلى 785 مليون عملية تحميل، ويعود ذلك إلى أن 64 في المائة من المستخدمين يعتمدون على هذه الشبكات عبر الهواتف الذكية، وتظهر الأرقام الإجمالية لاستخدام VPN أن 19 في المائة من المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط، يعتمدون على تقنيات الـVPN بشكل دائم.
خطر تطبيقات الـVPN
وإلى جانب جميع الفوائد والمزايا التي توفرها هذه الشبكات، إلا أنها ليست بعيدة عن الخطر، فمع مجانية الأغلبية الكبرى من التطبيقات المخصصة للأفراد فإنهم وبياناتهم يمثلون مصدر الربح الأساسي لهذه التطبيقات ومطوريها، حيث يمكن لهذه التطبيقات التي تعمل كوسيط بين المستخدم وبياناته من جهة والمواقع التي يزورها المستخدم من جهة أخرى أن تكون على إطلاع كامل وتملك الوصول الكامل للبيانات بسهولة، إلى جانب مراقبتها لكل ما يقوم به المستخدم وجميع معلوماته ككلمات المرور والحسابات المستخدمة في المواقع والاسم ورقم الهاتف والصور والبيانات البنكية وغيرها من البيانات حتى إن كانت هذه البيانات مشفرة، حيث يتم حفظها في قاعدة بيانات ضخمة ومصنفة، التي بدورها تقوم هذه الشركات ببيعها لجهات أخرى، لذلك توفر هذه التطبيقات بشكل مجاني لإغراء المستخدمين والحصول على بياناتهم.
ونشط عديد من قراصنة الإنترنت خلال الفترة الماضية في مجال استهداف الأفراد عبر تطبيقات الـVPN المجانية، حيث إنه خلال الربع الثالث من العام الجاري استخدمت العصابات الرقمية في هجماتها أساليب ماكرة وغير متوقعة، تهاجم المستخدمين عبر خدمة VPN، التي يفترض أنها خدمة لتأمين الاتصال بالإنترنت، حيث تم الكشف عن حملات تجسس استهدفت الهواتف الذكية، تم توزيعها من خلال تطبيقات VPN التجارية، التي يفترض أنها تتيح الاتصال الآمن عبر شبكة خاصة افتراضية، وقامت العصابات بإغراء المستخدمين لتحميل هذا النوع من التطبيقات عبر مزايا إضافية، إلا أنها كانت مشتملة على برمجية تجسس كاملة الوظائف تسمح للجهة التخريبية بسرقة البيانات الحساسة، التي تشمل سجلات المكالمات وقوائم جهات الاتصال، علاوة على قدرتها على تتبع أنشطة الضحايا.