رغم هدوء التوترات .. تقلبات أسعار النفط مستمرة مع حالة التوجس بين التجار

رغم هدوء التوترات .. تقلبات أسعار النفط مستمرة مع حالة التوجس بين التجار

هدأت التوترات في سوق النفط نسبيا، بعد إعادة تشغيل خط أنابيب ينقل الخام الروسي إلى أوروبا، ما دفع مخاوف الطلب مرة أخرى إلى الواجهة، بينما استمرت تقلبات الأسعار.
وعاد بيع النفط الخام بعد إعادة تشغيل قسم من خط أنابيب النفط دروجبا، وهو أكبر خط أنابيب للنفط الخام في أوروبا، بعد انقطاع الإمدادات مؤقتا عقب الهجوم الصاروخي.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن الأسواق هدأت نسبيا بعد أخطار جيوسياسية واسعة أعقبت الهجوم الصاروخي على بولندا، لكن زعماء حلف شمال الأطلسي وبولندا قالوا إن الحادث من غير المرجح أن يكون هجوما متعمدا، ما خفف التوترات في سوق النفط، وهدأت وتيرة صعود الأسعار المرتبطة بمخاوف الإمدادات.
وأوضح المحللون، أنه لا تزال المخاوف من تعمق التباطؤ الاقتصادي العالمي تلقي بثقلها على توقعات الطلب وتعوض في الوقت الحالي المخاطر التي يشكلها انخفاض مخزونات الوقود، لافتين إلى تسجيل مخزونات النفط في الدول المتقدمة أدنى مستوى لها منذ 2004.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن سوق النفط في حالة ترقب وتوجس لما سيحدث في الأشهر المقبلة، حيث ينتظر التجار ليروا تأثير العقوبات الأوروبية والغربية على النفط الروسي، التي ستبدأ في أوائل الشهر المقبل، وقياس مدى تأثيرها على التوازنات العالمية.
ويتزامن ذلك مع اجتماع جديد ومرتقب لوزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" لتحديد مستوى الإمدادات في بداية العام، بعد خفض قياسي واسع في الشهر الجاري بلغ نحو مليوني برميل يوميا.
وأضاف أن هناك حالة من المخاوف والشكوك بشأن وتيرة عودة الطلب الصيني، وأيضا تجاه كيفية صمود الطلب على النفط الخام في حالة حدوث ركود محتمل يؤثر كثيرا في أساسيات العرض، مشيرا إلى أنه تم نزع فتيل التوتر الجيوسياسي بشكل فاعل، الذي حدث في أعقاب الهجوم الصاروخي على بولندا بعدما تبين أنه غير متعمد، وهو ما أدى على الفور إلى انخفاض الأسعار.
من جانبه، قال أندريه موريس، مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، إن مخاوف الطلب عادت حاليا إلى تركيز التجار وسط قيود مكافحة كوفيد المستمرة في الصين، والتي تزامن مع بعض البيانات الدولية التي تشير إلى التوقعات الاقتصادية العالمية القاتمة.
ولفت إلى أن رياحا معاكسة أخرى تواجه أسعار النفط، وتتمثل في بداية موسم الإنفلونزا، ما قد يعقد وضع الوباء في الصين وسط تخوفات من إمكانية حدوث مزيد من عمليات الإغلاق في المراكز المكتظة بالسكان، التي تضر بالطلب على النفط بشكل كبير.
بدوره، ذكر أندري جروس مدير شركة "إم إم إيه سي" الألمانية، أن الانخفاض الكبير في مخزونات النفط الخام الأمريكية يكبح مكاسب الأسعار، ولكن لا يزال هناك احتمال صعودي في المستقبل في ضوء الحظر القادم من الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي، كما أن هناك أيضا مشكلة نقص الديزل، خاصة في أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة، التي تسهم في ارتفاع أسعار النفط.
ولفت إلى تراجع أسعار الطاقة بشكل عام بعد أن استبعد قادة الناتو وبولندا احتمال أن تكون الضربة الصاروخية على الأراضي البولندية هجوما روسيا متعمدا، بينما في المقابل يسهم الطلب القوي على مصافي التكرير في الولايات المتحدة في سرعة السحب من مخزون النفط الخام، لافتا إلى بقاء مخزونات الديزل في الولايات المتحدة ضيقة وسط تراجع حاد.
من جهتها، أوضحت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن أسعار النفط الخام تلقت دعما من انخفاض إجمالي مخزونات الخام التجارية الأمريكية، ما جعل المخزونات تبقى أقل من متوسط الخمسة أعوام لهذا الوقت من العام بنسبة 4.6 في المائة.
من ناحية أخرى، واصلت أسعار النفط انخفاضها أمس مع انحسار التوترات الجيوسياسية، في حين أضافت زيادة الإصابات بكوفيد - 19 في الصين إلى المخاوف المرتبطة بالطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.
وبحلول الساعة 0430 بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.04 في المائة أو 1.1 في المائة إلى 91.82 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.17 دولار أو 1.4 في المائة إلى 84.42 دولار للبرميل.
وتراجع خام برنت 1.1 في المائة الأربعاء في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط 1.5 في المائة.
وتأثرت الأسعار بعد تقرير مخزونات متفاوت من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وانخفضت مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم 5.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر إلى 435.4 مليون برميل، وفقا لما أعلنته إدارة معلومات الطاقة، وهو ما يقل بكثير عن توقعات "رويترز" بانخفاضها أكثر من 440 ألف برميل يوميا.
لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير زادت أكثر من المتوقع.
وذكرت لجنة الصحة الوطنية الصينية الخميس إن الصين سجلت 23276 إصابة جديدة بمرض كوفيد - 19.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 91.72 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 91.16 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة على التوالي، وأن السلة خسرت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 93.13 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة