رغم ضوابط كوفيد .. الصين تجذب الشركات العالمية

رغم ضوابط كوفيد .. الصين تجذب الشركات العالمية

اختتمت الصين معرضا تجاريا بارزا للواردات سعيا إلى تعزيز وصول الأجانب إلى أسواقها، حتى مع استمرار الإجراءات الحكومية الصارمة لمكافحة فيروس كورونا في تقييد التجارة الدولية مع البلد.
استضاف معرض الصين الدولي للاستيراد في شنغهاي، أحد أكبر المناسبات التجارية في العالم والمشروع الشخصي للرئيس شي جين بينج منذ إطلاقه في 2018، أكثر من نصف أكبر الشركات متعددة الجنسيات، وفقا للمنظمين.
يأتي الحدث، الذي أقيم افتراضيا جزئيا العام الماضي تقريبا، في لحظة محورية. يواجه الاقتصاد الصيني ضغوطا مكثفة من سياسات صفر كوفيد الحكومية، وضعف البيانات التجارية، والتدقيق المتزايد في آفاق إعادة فتحها.
بينما كان الأجانب غائبين إلى حد كبير عن مركز المؤتمرات الواسع الذي تبلغ مساحته 59 فدانا بالقرب من مطار هونغكياو في شنغهاي، زار ما يقارب 500 ألف شخص الأجنحة البراقة حيث عرضت الشركات أحدث منتجاتها وتقنياتها.
تستمر السلطات الصينية في طلب أسبوع من الحجر الصحي في فندق للقادمين من الخارج، وعلى عكس الأحداث السابقة كدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لم يتم إنشاء نظام "الحلقة المغلقة" لتسهيل حضور الأجانب في المعرض التجاري. طبق المعرض أيضا بروتوكولات "كوفيد – 19" خاصة به، من ضمنها نتيجة فحص بي سي آر سلبية خلال الـ24 ساعة الماضية لدخول المعرض.
في جناح مجموعة آرلا فودز أنجريدينتس الدنماركية، قال ألكسندر لوفجين، رئيس مقر المجموعة في شنغهاي المعني بشؤون آسيا، إن بعض العملاء من داخل الصين وخارجها كافحوا للمشاركة في الحدث بسبب إجراءات الجائحة. وأضاف أن الشركة كانت تستضيف حدثا منفصلا لهم وسط المدينة.
من جانبه، قال أندرياس ثورود، مدير الصين في المجلس النرويجي للمأكولات البحرية، "إنه نظام صارم". مضيفا أن صادرات المأكولات البحرية النرويجية إلى الصين هذا العام ارتفعت مع ذلك 6 في المائة على أساس سنوي من حيث الحجم و46 في المائة من حيث القيمة، وهو رقم قياسي.
عندما يتعلق الأمر بالمأكولات البحرية النرويجية في السوق الصينية، فإن الأرقام تتحدث عن نفسها.
يؤكد هذا النمو الجاذبية الهائلة لسوق الصين للمصدرين الأجانب على الرغم من القيود والاضطرابات التجارية الناجمة عن الجائحة. في 2020، أوقفت الصين لفترة وجيزة واردات سمك السلمون الأوروبية بعد أن ارتبط تفشي المرض بسوق الجملة شينفادي في بكين. أدت حالات كوفيد القريبة من الموانئ إلى إعاقة التجارة بشكل متقطع.
قال لوفجين إن شركته سجلت نموا بأرقام زوجية في الإيرادات في الصين هذا العام وظلت البلد سوقا جاذبة. إن أحد الآثار الجانبية لكوفيد – 19 هو زيادة الوعي الصحي لدى الناس في الصين.
أظهرت بيانات التجارة الرسمية الأسبوع الماضي أن الواردات الصينية، التي انتعشت في وقت مبكر من الجائحة، تراجعت للمرة الأولى الشهر الماضي منذ 2020، بينما تقلصت الصادرات أيضا، على الرغم من التوقعات في زيادة قدرها 4.5 في المائة. نما الاقتصاد 3.9 في المائة في الربع الثالث، وهو أقل بكثير من الهدف الحكومي البالغ 5.5 في المائة لهذا العام.
لم يتمكن بعض ممثلي الشركات الأجنبية من المشاركة في المعرض إلا عن بعد، من خلال اجتماع مرئي تحضره بالكامل تقريبا وسائل الإعلام المحلية. قال ديف نيكولاس، مدير شركة الألبان هولسلاندت النيوزيلندية، "إن الصين فرصة عظيمة لجميع الشركات النيوزيلندية العاملة في صناعة الألبان"، مضيفا أنه يتطلع إلى السفر إلى الصين مرة أخرى بعد زيارته الأخيرة في 2019.
من جهته، أكد دومينيكو مونجي، رئيس أكبر علامة تجارية لأطعمة الحيوانات الأليفة في إيطاليا "مونجي"، على أن الصين "فرصة رائعة" لكنه أشار إلى التحديات في السوق، ومن بينها المنافسة المحلية.
في كلمة افتتاحية عبر رابط فيديو، قال شي، "إن الصين لا تزال ملتزمة بـالسياسة الوطنية الحيوية للانفتاح على العالم"، مضيفا أنها "ستعمل مع جميع الدول وجميع الأطراف لمشاركة الفرص في سوقها الواسعة".
لكنه لم يقدم أي فكرة عن مزيد من التخفيف من ضوابط كوفيد. أدت التكهنات بشأن إعادة الفتح المحتملة إلى تقلبات السوق في الأسابيع الأخيرة.
في جناح المجلس النرويجي للمأكولات البحرية، قال ثورود "إنه من المهم أن يستمر الحدث التجاري على الرغم من القيود". في الوقت الحالي، نرى أن معرض الصين الدولي للاستيراد يسير كما هو مخطط له. إن الصين ليست مفتوحة بعد، ولكن عندما يحدث ذلك، عليك أن تكون مستعدا.

الأكثر قراءة