مديرو الصناديق يستعدون لجذب المستثمرين إلى السندات مجددا

مديرو الصناديق يستعدون لجذب المستثمرين إلى السندات مجددا

يقول مديرو صناديق السندات الذين يواجهون أحد أسوأ أعوامهم منذ عقود إن التيار يتحول حيث يستعدون لجذب المستثمرين الذين يميلون إلى العوائد المرتفعة.
تدفق ما يقارب 480 مليار دولار خارج الصناديق المشتركة للدخل الثابت في الولايات المتحدة منذ بداية العام، وفقا لمعهد شركات الاستثمار. بينما انتقل بعض المال إلى الصناديق المتداولة في البورصة، فقد عكس معظمه رحلة المستثمرين الأفراد خلال فترة انخفضت فيها أسعار السندات بشدة.
لكن، تباطأت التدفقات الخارجة بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية وبدأت تنعكس على بعض المناطق، حيث بدأ المستثمرون يأملون أن التضخم سيهدأ وأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتوقف عن رفع أسعار الفائدة. شهد الخميس الماضي أكثر ارتفاعات الأسعار حدة في سندات الخزينة لأجل عامين، التي تعد حساسة تجاه أسعار الفائدة خصوصا، منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008.
رفع ذلك آمال مديري الصناديق بأن المستثمرين سيشعرون بجاذبية أسعار السندات المنخفضة بصورة كبيرة عن العام السابق.
قال دان آيفسن، كبير مسؤولي الاستثمار في بيمكو، أكبر شركة إدارة استثمارات تركز على السندات في العالم، "نشهد اهتماما متجددا باستراتيجياتنا للدخل. لقد رأينا تدفقات داخلة في فئات محددة واستقرارا في التدفقات الخارجة. إننا نشهد نموا في صناديقنا النشطة".
الحساب بسيط، خسر مستثمرو السندات الحاليون خسائر كبيرة هذا العام بسبب تخفيض أسعار الفائدة المرتفعة لقيمة حيازاتهم وإثارة الشكوك في استخدام الدخل الثابت كتحوط أمام الأسهم المتقلبة. لكن بالنسبة إلى المستثمرين الجدد، تستطيع هذه المنتجات الآن تقديم أعلى العوائد منذ أعوام.
"تختلف بيئة مستثمري الدخل الثابت اليوم اختلافا جذريا عن أي شيء قد رأيناه منذ مدة"، كما قالت ماريلين واتسون، التي تترأس فريقا عالميا لاستراتيجيات الدخل الثابت في شركة بلاك روك. "يستطيع المستثمرون الآن تحقيق مستويات جذابة من الدخل بطريقة تسيطر على المخاطر، خاصة في الائتمان الأولي عالي الجودة".
قالت ستيفاني بوتشر، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة إنفيسكو لإدارة أصول تبلغ قيمتها 1.3 تريليون دولار، "فريق الدخل الثابت متفائل الآن كما رأيته لفترة طويلة لأن إجمالي العوائد المتاحة في كل من درجة الاستثمار والائتمان مرتفع العوائد كان أعلى مما شهدناه منذ أعوام. في النهاية، يتم الدفع لك لتخاطر".
جعل ذلك مديري الصناديق متحمسين لاحتمالية أن كلا من المستثمرين الأفراد والمؤسسات الاستثمارية قد يكونون منفتحين لتجربة مديرين مختلفين ومنتجات مختلفة عند عودتهم إلى أسواق الديون.
"المال يتحرك"، كما قال جيسون برادي، الرئيس التنفيذي لشركة ثورنبيرج لإدارة الاستثمار في مدينة سانتا فيه، "هناك انفتاح كبير".
كانت الصناديق المتداولة في البورصة تنتشر أكثر، شهدت "بلاك روك" صافي تدفقات داخلة يبلغ 100 مليار دولار في صناديقها المتداولة في البورصة للسندات هذا العام رغم التدفقات الخارجة الواسعة في القطاع. كما شهدت صناديق السندات عالية العوائد صافي تدفقات داخلة قدره ثمانية مليارات دولار تقريبا في أكتوبر، الأكبر هذا العام، وفقا لمنصة مورنينج ستار دايركت. يأمل الذين يديرون محافظ استثمارية نشطة الاستفادة من خلال وعد المستثمرين بعوائد عالية ومخاطر منخفضة.
"الآن تعد السندات مفيدة مجددا"، حسبما قال بيتر فان دويجيويرت، رئيس حلول الأصول المتعددة في مجموعة مان.
من جانبه، قال جيرشون ديستنفيلد، رئيس مشارك للدخل الثابت في شركة ألاينس بيرنشتاين، هناك سابقة لتعاف سريع، انتعشت أسعار سندات الشركات أسرع من الأسهم بعد أزمة 2008 المالية. "يتوقع مديرو الأصول عودة التدفقات بقوة إلى الدخل الثابت ويتنافسون للحصول على مكان"، كما قال. "ينتظر الجميع توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة وسيتزاحم الجميع على الدخل الثابت عندما يحدث ذلك".
بغض النظر عن الحماس المتزايد بعد أرقام التضخم الأقل من المتوقعة الأسبوع الماضي، حذر بعض الاقتصاديين ومديري الصناديق أن الأوقات الصعبة للدخل الثابت قد تستمر.
"قد يكون هناك بصيص أمل في نهاية المطاف. لكن سيعتمد هذا كثيرا على ما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي". كما قال شون كولينز، كبير الاقتصاديين في معهد شركات الاستثمار. "لقد شهدنا هذه الارتفاعات المفرطة في التفاؤل بشأن الاحتياطي الفيدرالي لشهور الآن".
يتوقع كثير من الاقتصاديين الآن ركودا، ما سيضع قيودا على المقترضين ويزيد مخاطر التخلف عن الدفع.
قال آيفسن من بيمكو، "يريد المستثمرون أن يكونوا حذرين في أكثر مناطق السوق حساسية اقتصاديا. مجموعة الفرص عالية بما يكفي في المناطق عالية الجودة".
من جهته، حذر توماس ديجينان، الذي يترأس حلول الاستثمار في شركة يو بي إس لإدارة الأصول، أن المتنبئين يواجهون وقتا صعبا لمعرفة ما عليهم توقعه، "عادة ما تكون الفوارق بين سيناريوهاتنا المختلفة ليست كبيرة كما هي عليه اليوم - فعدم اليقين أكبر بكثير".
لكن لا يزال مايك جيتلين، رئيس الدخل الثابت في مجموعة كابيتال، التي شهدت صافي تدفقات داخلة صغير في طرح سنداتها هذا العام، متفائلا. "أعتقد أننا سننظر خلفنا ونرى أن 2022 كان عام الخسائر وسحب الاستثمار، و2023 عام الفرص وإعادة الاستثمار".

الأكثر قراءة