نصيحة للموظفين الكبار: كن هينا لينا

نصيحة للموظفين الكبار: كن هينا لينا

انس الشعر الرمادي والتجاعيد العميقة حول العينين. في العمل، لا شيء يجعلك كبيرا في السن أكثر من أن تصبح متعنتا، وتقلب عينيك، وتتحدث باستمرار عن الموظفين الشباب، وتتمتم، "لقد جعلني ذلك ما أنا عليه اليوم". أو ما هو أسوأ، "حسنا، لم يسبب ضررا لي!".
غالبا ما يظهر هذا التعنت عندما يتعلق الأمر بمطالب تحسين أنماط العمل، مثل العمل عن بعد وزيادة التنوع وساعات العمل المرنة. في العام الماضي، هاجم كزافييه روليه، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن آنذاك، محللي "جولدمان ساكس" الذين اشتكوا من أيامهم الطويلة، قائلا إنه عندما كان شابا، كان يعمل "أكثر من 80 ساعة بكثير".
من الصعب التعاطف مع الخريجين الذين يتقاضون أجورا عالية، لكن مثل هذه التعليقات تنم عن تعنت. هل كان الماضي عظيما لدرجة أنه لا يمكن تحسينه؟
كما سيؤكد أي أحد من أفراد الأسرة أو السياسيين، فإن التعامل مع الاختلافات بين الأجيال ليس سهلا، وكذلك في بيئة العمل أيضا. مثلما يخاطر المتعنت بالظهور بمظهر المتمسك بعاداته والمعارض للتقدم، فإن الخيار البديل هو بأن يصبح مسحورا جدا من الشباب لدرجة استسلامه لأي فكرة جديدة على أمل أن يبدو عصريا. بصفتي فردا من الجيل إكس - مواليد ما بين الستينيات والثمانينيات - أعرف مغريات كلا الخيارين.
اعترفت صديقة أخيرا بانزعاجها من دعوة زميل مستجد إلى حدث لم يسمح لها بحضوره إلا بعد أعوام من العمل الشاق. الأسوأ، كما شكت، أن هذا الزميل الأصغر سنا لا يبدو ممتنا لهذه الفرصة. لكن صديقتي كانت واعية بما يكفي لتدرك أن حزنها عبر بما في الكفاية عن حياتها المهنية. لو عرضت عليها أيضا هذه الفرص عندما كانت أصغر سنا، لربما وجدت حياتها العملية مرضية أكثر.
هذا لا يعني أنه لا توجد متعة في الامتعاض من الأقران الأصغر سنا. إن استعادة ذكريات مراحل الحياة الرهيبة والتذمر من الزملاء يعدان طريقة لإقامة العلاقات وتمضية الوقت. في الآونة الأخيرة، أخبرتني قريبتي المراهقة عن مدى صدمتها في يومها الأول من العمل في فندق من كثرة شكوى زملائها في العمل من زملائهم الآخرين والعملاء. مرحبا بك في الحياة العملية.
لكن عندما يكون المتعنتون حسادا، فإنهم يصبحون بغيضين. تقول جابرييلا براون، مؤلفة كتاب "كل ما نحن عليه، الكشف عن الحقائق الخفية وراء سلوكنا في العمل" ومستشارة في ديناميكية بيئة العمل، إنه يمكن أن يصبح "ساما. مثل خدش سيارة رائعة بمفتاح، لا نستفيد شيئا بفعل ذلك".
كما يمكن أن يحفز تحليل الذات. إذا كان العمال الأصغر سنا يتوقعون ظروف عمل أفضل، كما تقول براون، فهذا يثير التساؤل الآتي، "لماذا تحملها السابقون فترة طويلة؟" ربما تجعل الناس يشعرون بأنهم "ساذجون ومطيعون أكثر من اللازم وربما يشعرون بالخزي"، كما أشارت. عندما ظهرت قصص حملة "مي-تو" -أنا أيضا-، دفعت بعض النساء المسنات إلى التفكير مليا في سبب تحملهن مثل هذا السلوك السيئ في حين كل ما أردن فعله هو أداء عملهن.
في وقت سابق من هذا العام، أخبرني محام في شركة للطاقة عن رغبته المستميتة في أن يطبق نظام المرونة خلال أيام عمله حتى يتمكن من إيصال أطفاله إلى الحضانة والنوم جيدا. كانت المعارضة الأشد من طرف الرجال الكبار الذين بالكاد رأوا أطفالهم يكبرون خلال الأسبوع بسبب ساعات العمل الطويلة. شك في أن طلبه نظام المرونة بدا كأنه انتقاد شخصي لأبوتهم، كما لو كان يتهمهم بأنهم آباء سيئون.
تحدثت إلى جوان ويليامز، مؤلفة كتاب "الطبقة العاملة البيضاء، التغلب على الجهل الطبقي في أمريكا" ومؤسسة مركز أبحاث "وورك لايف لو"، الذي يبحث في السياسات الرامية إلى إيجاد المساواة بين الجنسين في بيئة العمل ويعززها. تقول إنه ينبغي ألا نشعر بالحنين إلى أنماط العمل القديمة. "عمري 70 عاما. حدثت أمور كثيرة سيئة حقا. في أول إجازة أمومة لي، اضطررت إلى أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر وأخرجوني من التأمين الصحي. الأمور أصبحت أفضل بكثير، حتى في الولايات المتحدة".
لكن على الموظفين، كما قالت، الاعتراف بالدور الذي أداه أقرانهم الأكبر في تحسين ظروف العمل، مضيفة أنهم لا يقدرون دائما الكفاح من أجل التمتع بظروف عمل أفضل. هذا أسهل في المنظمات التي لا تهتم بالشباب، وحيث يشعر الموظفون في الخمسينيات وما فوق بأنهم موجودون ولديهم فرص، حيث في الأغلب ما يبعد الحقد بين الأجيال المسؤولية عن القادة.
على أرباب العمل أن يعدوا التعنت علامة على أن الموظفين ربما يفتقرون إلى التفاؤل إزاء حياتهم العملية. الثقة بالمستقبل ربما تحفز البذل. كما قالت وليامز، "علينا أن نصبح راضين. هذا هو العالم الذي أسهمنا في إنشائه".

الأكثر قراءة