سياحة العزلة
اعتاد الناس على أنواع معينة من السياحة للمتعة والترفيه وممارسة عديد من النشاطات المرهقة يعود بعدها السائح بحاجة إلى إجازة من الإجازة، وبالذات في الأعوام الأخيرة، حيث أصبح السفر والسياحة موسما للتفاخر والتقليد والتقاء المشاهير أو الأصدقاء، وكأنك تسافر للناس وليس لذاتك.
بعد أيام التعب والإرهاق ومصارعة النوم والراحة والسعي إلى تحقيق الذات وتحسين المعيشة، لنفسك عليك حق أن تمنحها إجازة مختلفة، إجازة تختلي فيها بنفسك أو مع من تحب بعيدا عن الضوضاء ومنغصات الحياة في أماكن معزولة، تمنحك سلاما داخليا وتجدد طاقتك لتعود إلى حياتك بعدها أكثر نشاطا وحيوية.
فإذا قررت أن تعتزل العالم وتعيش مع الطبيعة بعيدا عن الحياة العصرية فأمامك عديد من الأماكن الساحرة مثل، الخيمة المنغولية الدائرية الموجودة في منتزه التاي تافان بودج، الذي يبعد ست ساعات عن المدينة، يمنحك المنتجع فرصة التنزه على قدميك والتمتع بالشلالات والجبال، أما إذا شعرت بأنك تريد الحديث مع أحد فستجد عائلة من صيادي النسور بالقرب منك.
ولمزيد من العزلة هناك أجنحة المغامرة الشفافة المعلقة في جبال بيرو فوق الوادي المقدس، وللوصول إليها عليك المشي في طريق انزلاقي أو الصعود عبر سلالم أو كابلات مصنوعة من الفولاذ لمسافة 1300 قدم، وبعدها ستتمكن من الاسترخاء ومشاهدة الطبيعة من خلال جدران الأجنحة الشفافة.
ومن بيرو إلى كوخ ألاسكا الموجود في بقعة معزولة عن العالم لا يمكنك الوصول إليه إلا بطائرة شراعية أو قارب، وهناك في برية ألاسكا يوجد عديد من الأنشطة التي يمكن للسائح أن يمارسها ويصفي ذهنه من تراكمات الحياة مثل، المشي لمسافات طويلة أو التجديف بالكاياك أو السباحة في البرك الساخنة.
وفي معتزل هيمالايا يوجد بين قمم جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج كوخ العزلة الذي يتطلب من السياح المشي لمسافة ساعة تقريبا في طريق شديد الانحدار، المشي وشعور الخوف الممتع والمناظر الخلابة التي تحيط بالمكان، هما بداية مرحلة العزلة وتنقية الروح.
وفي الفلبين ستعيش العزلة الحقيقية في جزيرة كافيني الخاصة التي تقع على بحيرة في جبال سييرا مادري، وتتميز بجمالها الخلاب وكأنها قطعة من الجنة وحالما تغادر القارب ستفقد كل اتصال في العالم الخارجي، حيث لا توجد وسائل اتصال هناك.
وعلى بعد عدة أميال من القطب الشمالي يقع أرخبيل النرويج وهو أحد أفضل الأماكن على وجه الأرض لتجربة الحياة البرية في القطب الشمالي، ومثلها منازل جزر بيتكيرن الواقعة في جنوب المحيط الهادئ. إنها سياحة تصفية الذهن والبعد عن المألوف بالعيش في حضن الطبيعة.