رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الحاسة المهملة

حاسة اللمس لم تحظ باهتمام أو دراسة العلماء لها، مثل باقي الحواس كالسمع والبصر، ونميل إلى الاعتقاد بأن اللمس هو أقل الحواس فائدة والشعور به مقتصر على أطراف الإنسان لكن الواقع أن حاسة اللمس ترتبط ارتباطا وثيقا بالجلد الذي يغلف أجسامنا من كل ناحية.
ومن خلالها نتعرف على الأشياء عند ملامستها، شكلها صلابتها نعومتها وكذلك درجة حرارتها، كما نشعر بالبرودة والألم والضغط من خلال لمسنا الأشياء. فالجلد هو أول ما يتعرض من جسم الإنسان لأي مؤثرات خارجية.
والواقع أن الخلايا الحسية التي تستقبل المؤثرات الخارجية لا توجد في أماكن محددة من الجلد، بل هي موزعة على كامل سطح الجلد، ويزداد الإحساس باللمس حينما يكثر عدد الأعصاب، ويمثل طرف اللسان قمة الإحساس باللمس، بينما يمثل ظهر الكف أضعف أجزاء الجسم استجابة للمس، وتعد أطراف الأصابع وطرف الأنف من الأجزاء بالغة الحساسية. إنها إحدى معجزات الخالق التي يكتشف العلماء أسرارها يوما بعد يوم، فقد وجدوا أن جلدك أو حاسة اللمس الكامنة به قد تؤثر في قراراتك فالأشخاص الذين يجلسون على مقاعد صلبة أقل عرضة للتفاوض على السعر من الأشخاص الذين يجلسون على مقاعد وثيرة. الأشخاص الذين تعاملوا مع قطع الألغاز الخشنة، قيموا التفاعلات الاجتماعية بقسوة أكبر من الآخرين.
بوجود حاسة التذوق تستطيع التمييز بين الحالي والمر والحامض والمالح، لكن ماذا عن ذلك الشعور بالحرق الذي تشعر به حين تتناول الفلفل الحار أو ذلك الإحساس بالبرودة في فمك عند تناول حلاوة النعناع؟ يتفق الجميع على أن هذه الأحاسيس ليست نكهات فهي لا تنشأ من براعم التذوق بل مستقبلات اللمس، حيث ترسل تحذيرات إلى دماغك عندما تتلامس مع أي شيء تقارب حرارته 42 درجة مئوية، وهي "عتبة الألم الحراري للإنسان"، وتبلغ درجة حرارة مادة الكابسيسين "المادة الفعالة في الفلفل" 35 درجة مئوية.
وفي الدراسات وجدوا أن اللمس يؤدي إلى النجاح فالعواطف تنتقل عن طريق اللمس فالتربيت على الكتف يدفع الرجل لتحمل مزيد من المخاطر، ولمس الرأس أو الكتف أو العناق بين اللاعبين يجعل أداءهم أفضل ويزيد من فرص فوزهم.
وتبلغ حساسية حاسة اللمس عند الإنسان درجة مرهفة جدا، فمثلا أطراف الأصابع تستطيع الإحساس بحركة اهتزاز لا تزيد على "0,2 ميكرون"، أي إننا نستطيع أن نشعر بوجود كائنات لا ترى بالعين المجردة. وحاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة التي لا تستطيع تعطيلها حتى تحت التخدير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي