تغيير أسماء الشركات يجب ألا يكون عبثيا

تغيير أسماء الشركات يجب ألا يكون عبثيا

عندما بدأت الحرب الروسية - الأوكرانية في شباط (فبراير)، كان الموظفون في شركة سفر صغيرة تبعد أكثر من 1500 ميل في إنجلترا، مشغولين بأمور أخرى.
تتخصص الشركة فيما تسميه بتجارب لا تنسى للشباب - فرص للتدريس في تايلاند، والقفز بالمظلات في جنوب إفريقيا، والاحتفال في إيبيزا - لم تكن أوكرانيا موجودة بشكل كبير فيما تقدمه.
لكن سرعان ما أصبحت أوكرانيا مهمة، لأنه على مدار تاريخها الممتد على مدى 14 عاما، لم يكن للشركة سوى اسم واحد: إنفيجين "الغزو".
يقول نيك ستييرت، خريج كلية الحقوق الذي شارك في تأسيس الشركة في مانشستر "لم نتمكن من العمل بهذا الاسم". كان هناك كثير من "الإيحاءات السلبية" لأن الناس كانوا يفكرون على الفور في الحرب.
دخلت "إنفيجين" المجموعة الشائنة لإعادة تسمية الشركات، وهي خطوة أدت بشكل عام إلى السخرية والشك والحيرة بدرجة متساوية إلى حد ما.
بدءا من الأسبوع الماضي، تغير اسمها من "إنفيجين" إلى "إنترافيلر"، خليط بين اسمها القديم وإنتراكس، مجموعة سفر أمريكية أقدم وأكبر اشترت "إنفيجين" العام الماضي.
يقول ستييرت "إنه أمر مخز. لكن هذا يمثل أيضا فرصة جديدة".
أنا متأكدة من ذلك، وليس فقط لـ"إنفيجين"، أو "إنترافيلر" كما يجب أن نسميها الآن.
كما توفر قصتها فرصة للأخذ في الحسبان بعض الأمور التي يجب عليك اتخاذها أو تجنبها عند تغيير اسم شركتك، بدءا من الدافع إلى هذا التغيير.
كان لدى "إنترافيلر"، على عكس غيرها من الشركات التي غيرت اسمها، سبب وجيه لتغيير اسمها. لقد كانت ضحية للأحداث، بشكل مشابه لشركة أيسيس للأدوية "اختصار داعش باللغة الإنجليزية". تأسست مجموعة التكنولوجيا الحيوية في 1989، قبل وقت طويل من أن يصبح اختصار "داعش" مألوفا، وبحكمة غيرت الشركة اسمها إلى "أيونيس للأدوية" في 2015.
هذا يجعلها و"إنترافيلر" متقدمة على عمليات تغيير أسماء الشركات غير الضرورية والضارة، التي لا يزال يجسدها على أفضل وجه قرار 2001 المكلف الذي تم الاستهزاء به كثيرا بإعادة تسمية شركة رويال ميل باسم "كونساينيا".
"يصف الاسم الجديد النطاق الكامل لما يفعله مكتب البريد بطريقة لا يمكن بها لكلمتي مكتب والبريد أن تفعلاه"، كما ادعت المجموعة، قبل التراجع عن القرار بشكل مفاجئ في العام التالي.
استغرقت شركة تريبيون ببلشينج، دار نشر صحيفة "شيكاغو تريبيون"، وقتا أطول بقليل للتخلي عن الاسم الأكثر فظاعة الذي جاءت به في 2016: ترونك. تخلت عنه بحلول 2018.
كما يمكن الإشادة بشركة إنترافيلر لابتكار اسمها الجديد بنفسها، بدلا من توظيف مستشارين خارجيين يكلفون الكثير.
يمكن من خلال اسم "إنترافيلر" تمييز الشركة بأنها متخصصة في السفر، traveller تعني "المسافر"، لذلك ينبغي أن تتجنب بعض السخرية التي لاحقت شركة ريفينيتيف، الاسم الذي أطلق على شركة التداول والبيانات المتفرعة من شركة طومسون رويترز.
تساءل الناس: "ماذا يعني اسم ريفينيتيف؟"، مثلما تساءلوا ذات مرة عما يعنيه اسم شركة أكسينتشر، التي كانت تعرف باسم أندرسن كونسولتنج.
مع الأسف، لقد ارتكبت "إنترافيلر" خطأ فادحا واحدا.
لقد استسلمت للاتجاه الفظيع في التخلي عن أحرف العلة. لماذا اضطرت إلى الاستغناء عن الحرف e الثاني في اسمها الجديد؟ الكلمة الصحيحة بالإنجليزية هي traveller.
قال ستييرت، "في البداية أردنا أن يكون الاسم إنترافيل"، لكن الاسم سبق استخدامه.
أدى ذلك إلى أن يكون الاسم Intravelr، بدون حرف e الثاني لأننا "اعتقدنا أنه سيخاطب جمهور الشباب فقط"، كما قال ستييرت. "إنه اسم ثوري بعض الشيء"، ويبدو "أكثر حداثة قليلا، وأكثر شعبية".
أفترض أن هذا النوع من التفكير هو الذي أقنع شركة إدارة الأصول في المملكة المتحدة، ستاندرد لايف أبردين، بتغيير اسمها العام الماضي إلى أبردن، الاسم الذي لم يكن غير مفهوم فحسب، بل تطلب شرحا حول كيفية نطقه. قالت الشركة إنه لا يزال ينطق "أبردين".
الحقيقة، لا يوجد من الحداثة أو العصرية شيء على الإطلاق في تجريد حروف العلة تماما من الأسماء.
نشرت مجلة التكنولوجيا، "وايرد"، نعيا لحرف العلة E في 2013، بعد أن رصدت مسيرة تطبيق مشاركة الصور فلكر Flickr، وتطبيق التدوين تمبلر Tumblr وغيرها.
على الجانب الإيجابي، لا تزال كل هذه الشركات مستمرة بعد عقد تقريبا. أتمنى أن يحصل الشيء نفسه لشركة إنترافيلر، وحرف العلة المفقود، وللجميع.

الأكثر قراءة