«جيه بي مورجان» يشهد صراعا داخليا حول عملائه الأثرياء

«جيه بي مورجان» يشهد صراعا داخليا حول عملائه الأثرياء

تصاعدت حدة الاختلاف الداخلي في "جيه بي مورجان تشيس" حول كيفية إدارة ثروة أليكس رودريجيز، نجم كرة القاعدة المتقاعد، لتصبح معركة تدور رحاها داخل المصرف منذ عامين، وقد ضمت شخصيات بارزة مثل جينيفر لوبيز، نجمة البوب، والكاتب مالكولم جلادويل، إضافة إلى جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي.
معركة شد الحبل كشفت عن التوترات داخل "جيه بي مورجان"، ما أدى إلى تحريض المصرف الخاص للمقرض ضد شركة استشارات الثروات التي تم الاستحواذ عليها كجزء من شراء "بير شتيرنز" في 2008 خلال الأزمة المالية.
في قلب الخلاف توجد مستشارة مالية بارزة تدعى جوين كامبل. جلبت المستشارة معها عملاء من بينهم رودريجيز عندما انضمت إلى "جيه بي مورجان" بعد عملها في "ميريل لينش" التابع لبنك أوف أمريكا في 2020 وتعارضت مع "جيه بي مورجان أدفايزرز"، فيما أصبحت تعرف الآن بعملية بير القديمة.
اتهمت كامبل زملاء لها في مصرف جيه بي مورجان الخاص بمحاولة إغراء رودريجيز بالذهاب إليهم. من الأمثلة على ذلك، عندما حاول المصرف الخاص الاستفادة من علاقته القائمة مع لوبيز كجزء من استراتيجيته، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.
هرع جلادويل، الذي تصدر قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعا بما في ذلك كتاب "نقطة التحول"، الذي كان أيضا عميلا لكامبل منذ فترة طويلة، للدفاع عنها، وبعث برسالة إلى ديمون نيابة عنها، وفقا لرسائل نصية اطلعت عليها صحيفة "فاينانشال تايمز". لم يستجب ديمون له بشكل مباشر، وبدلا من ذلك كلف مديرين تنفيذيين آخرين بالرد على مخاوف العملاء.
قال جلادويل لصحيفة "فاينانشال تايمز"، "اعتقدت أن جيمي ديمون كان من المفترض أن يكون ذا حنكة سياسية. لكن هذه اللعبة تشبه ما يقوم به طفل يبلغ من العمر 11 عاما".
أضاف، "بصرف النظر عما يفعله تجاه جوين، فأنا عميل. مدخرات حياتي مع جيه بي مورجان. تم نفي مستشاري المالي تماما كما نفي نابليون إلى إلبا. هل هذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع عملائك؟ أنا قليل الأهمية لهم لكن كثيرا من عملائها ليسوا كذلك".
منذ كانون الأول (ديسمبر)، كانت كامبل تسعى إلى الحصول على تعويضات مالية من خلال التحكيم لما تزعم أنه خرق للعقد. من المقرر عقد جلسة استماع في تموز (يوليو) من العام المقبل.
في غضون ذلك، ما زالت كامبل مستمرة في العمل لدى "جيه بي مورجان" في سان فرانسيسكو. بينما خسر فريق مستشاريها ثلاثة أعضاء وقد اشتكت في الإيداعات القانونية من أنها منعت بشكل متكرر من الوصول إلى أنظمة الحاسوب الخاصة بالمصرف.
"إن ما يفعله جيه بي مورجان لا يؤذي جوين فحسب، بل له تأثير سلبي مباشر في عملائها الذين هم أيضا عملاء جيه بي مورجان. هذا شيء يعرفه جيمي ديمون ومجلس الإدارة"، كما قال محامي كامبل، مايكل ويليمين، الشريك في "ويجدور إل إل بي".
قالت متحدثة باسم "جيه بي مورجان"، إن المصرف "وضع تركيزا كبيرا واستثمارات" في "جيه بي مورجان أدفايزرز" و"وضع قواعد للمواقف التي تقدم فيها الخدمة للعملاء بأكثر من خط عمل واحد".
قالت المتحدثة، "هذه القواعد تسمح لنا بتزويد العملاء بالخبرة التي يحتاجون إليها مع ضمان تقديم المعاملة لهم وللمهنيين الماليين التابعين لنا بشكل منصف".
كان هذا الخلاف الداخلي ينبع من وجود أعمال منفصلة في "جيه بي مورجان"، لكنها متداخلة - فكل من "جيه بي مورجان أدفايزرز"، حيث تعمل كامبل، والمصرف الخاص يلبيان احتياجات العملاء الأثرياء لكن تحت قيادتين مختلفتين.
كان المستشارون الماليون والعاملون في المصرفية الخاصة داخل "جيه بي مورجان" دائما ما ينتقدون المنافسة الداخلية على العملاء، وفقا لما قاله الموظفون الحاليون والسابقون.
في حادثة أخرى وقعت في وقت سابق من هذا العام مع مستشار آخر، تنازع المصرف الخاص و"جيه بي مورجان" حول القسم الذي يجب أن يدير الأموال لأحد العملاء بعد أن ورث مئات الملايين من الدولارات من أحد أقاربه، وفقا لشخص مطلع على المسألة.
قال المصدر إن ديمون تدخل في نهاية الأمر، وأخبر كلا الطرفين أن المصرف لم تتوافر لديه الحصة في السوق من أجل خوض حرب عصابات. أصبح الأمر متروكا للعميل ليختار القسم الذي يضع فيه أمواله.
في ديسمبر، امتد النزاع بين كامبل والمصرف الخاص إلى العلن عندما رفعت أولى الدعوات ضد "جيه بي مورجان"، حيث طلبت من المحكمة إصدار أمر تقييدي ضد المصرف. لكن طلبها قوبل بالرفض.
رفعت كامبل دعوى للتحكيم للحصول على تعويضات مالية، وقدمت في نيسان (أبريل) شكوى إلى لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية، زاعمة أنها عانت التمييز بناء على الجنس.
أما بعض عملاء كامبل فطلبوا من أشخاص مثل جلادويل أن يكتبوا رسالة إلى ديمون ليحثوه على التدخل نيابة عنها، كما نصت عليه رسائل البريد الإلكتروني التي اطلعت عليها "فاينانشال تايمز".
في حزيران (يونيو)، أرسل جلادويل رسالة بريد إلكتروني إلى ديمون، طالبا منه "أن يجد طريقة لإنهاء هذا النزاع بطريقة هادئة ولبقة". تلقى جلادويل ردا من كريستين ليمكاو، الرئيسة التنفيذية لشركة جي بي مورجان لإدارة الثروات، التي شاركت في توظيف كامبل.
ليمكاو أخبرت جلادويل أنها لا تستطيع التعليق على مزاعم كامبل بسبب انتظار صدور الحكم، لكن "جيه بي مورجان" "ملتزم بالبحث في جميع القضايا التي أثارتها ومعالجتها".
قال جلادويل، الذي عرف كامبل لأكثر من 20 عاما، إن الطريقة التي تعاملها بها "جيه بي مورجان" سببت له الصدمة.
قال لصحيفة "فاينانشال تايمز"، "أشعر بالدهشة لأنهم يعذبونها. أنا لا أفهم لماذا قد يتعمد شخص ما جعل حياة آخر بائسة تلقائيا ودون سبب".
جاكي ريسيس، المديرة التنفيذية السابقة في شركة سكوير للمدفوعات التي تشغل الآن منصب الرئيسة التنفيذية في "ليد بانك"، هي عميل آخر غير سعيد لدى كامبل، حيث قالت لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إن "جيه بي مورجان" "لا يتصرف بالشكل الصحيح في هذا الموقف".
قالت ريسيس، التي حددت مجلة "فوربس" صافي ثروتها بأكثر من مليار دولار العام الماضي، "يجب على جيه بي مورجان أن ينظر إلى هذا على أنها مسألة تخص العميل، وليست مسألة تقاضي".
جاءت كامبل إلى "جيه بي مورجان أدفايزرز" في 2020 ومعها نحو 1.4 مليار دولار من أصول وقروض العملاء، وفقا لإيداع قانوني تم في ديسمبر. كان هذا المبلغ يشمل ملايين الدولارات التي تعود إلى رودريجيز، الذي حقق ما يقدر بنحو 400 مليون دولار خلال مسيرته في لعبة البيسبول التي امتدت لـ22 عاما. بعد تقاعده من فريق نيويورك يانكيز في 2016، أصبح اللاعب المعروف باسم أيه-رود مذيعا ومستثمرا ورائد أعمال.
قبل انضمام كامبل إلى "جيه بي مورجان"، نصح المصرفيون الاستثماريون بعد محاولتهم الفاشلة، كلا من رودريجيز ولوبيز بشراء فريق نيويورك ميتس للبيسبول في 2020. كما احتفظ رودريجيز أيضا بـ"مبلغ صغير مكون من سبعة أرقام" في المصرف الخاص، كما ادعت كامبل في الإيداعات القانونية. نتيجة لذلك، بعد انضمامها، تم تعيين رودريجيز كعميل مشترك بين "جيه بي مورجان" والمصرف الخاص.
جادلت كامبل بأنه كان من الواجب حماية علاقتها مع رودريجيز بموجب اتفاقها مع "جيه بي مورجان"، الذي نص على أن يكون نهج التعامل مع العملاء المشتركين من خلال "الحفاظ على الطبيعة الحالية لعلاقتهم مع المصرف الخاص". لكنها اتهمت المصرف بالترويج لعدد من عملائها للتعامل معهم، وكان رودريجيز هدفهم الرئيس.
انتهى الأمر بالمصرف الخاص إلى الفوز بمزيد من أعمال رودريجيز من خلال تقديم قرض لاستحواذه على حصة أقلية في فريق مينيسوتا تمبرولفز لكرة السلة في 2021، حسبما زعمت كامبل في إيداعات المحكمة. كان هذا بعد إخبار كامبل بأن "جيه بي مورجان أدفايزرز" لن تمول القرض.
قبل هذا القرض، قام المصرف الخاص أيضا بتحويل تغطية لوبيز من فريق ويست كوست إلى مصرفيي نيويورك الذين تم تكليفهم بتنمية العلاقة مع رودريجيز، وفقا لمطلعين على القرار. كما قالوا، كان رودريجيز ولوبيز مخطوبين في ذلك الوقت، وبالتالي تمت إعادة التكليف على أمل أن يسهل هذا العمل في المستقبل مع رودريجيز.
امتنع "جيه بي مورجان" عن التعليق. لم يبعث ممثلو لوبيز ورودريجيز أي رد على طلبات للتعليق.
في رسالة أرسلت إلى مجلس إدارة "جيه بي مورجان" في أبريل، اطلعت عليها "فاينانشال تايمز"، قالت كامبل إن الاستمرار في التقاضي ليس أمرا تفضله وإنها تريد "احترام شروط عقد العمل الخاص بي".
كتبت كامبل، "إذا لم يكن ذلك ممكنا، فإن الخيار الثالث هو أن ننفصل ونحل هذه المسألة بطريقة تعكس قيمة دفتر الأعمال التي تبلغ قيمتها مليار دولار جلبته إلى جيه بي مورجان".

الأكثر قراءة