قراءات
الشمال المفقود
من الرواية، مزدوجو اللغة مزيفون، فهم يعيشون معركة شبه جسدية داخل عقولهم، وإن كانت لا تخلو من امتياز، فالتيه الناشئ عن ازدواجية اللغة، حسب الكندية نانسي هيوستن، أشبه بالتفكير، والكتابة، والبكاء أيضا بلغتين. وفي رأيها، ألا يكون لدينا غير حياة واحدة، أمر غير مقبول. أو هذا ما تجادله بشاعرية في كتابها "الشمال المفقود" تحت عناوين متعددة للازدواج اللغوي المولد بدوره لانفصام حياتي مربك، على اعتبار أن الشمال بالنسبة إليها طريقة مختلفة للتحدث، وعليه فإن فقدانه لا يعني نسيان ما كنا ننوي قوله، أو المكان الذي توقفنا عنده فحسب، بل الاقتراب من حافة الجنون. الشمال إذا كما تستوعبه، هو المعادل للعقل، حيث يتساوى الجنون بفقدانه. وهو وطن طالما وصم روحها بآثار عميقة يستعصي محوها، ولذلك تخاطبه من لغة ووطن آخر "فرنسا" وتندبه بما يشبه الرثاء كخيانة مبيتة، حيث تشبه ذلك الهجران بحب وطن آخر، فهذا هو حال المنفى كما تستشعره كنوبات من التمزق، والرقابة، والإحساس بالذنب، لأنك عندما تتواصل مع الآخرين، فإنك تبدو على الدوام مضطرا لاستدعاء الجزء الطفولي فيك، أو البالغ وليس الاثنين معا أبدا.
سرقة أدبية
من الرواية، أعلن الإثنين فوزه بجائزة أدبية واتهم الثلاثاء بسرقة بعض المقالات الصحافية، ثم اتهم الخميس بسرقة موضوع الرواية التي فازت بالجائزة. في الإثنين التالي، وقع 79 كاتبا على خطاب يطالبونه بإعادة الجائزة والاستقالة من منصبه الجامعي حيث أسس إمبراطوريته الصغيرة. في الأربعاء، رفض الجائزة واستقال. في اليوم نفسه علم أن زوجته كانت على اتصال بالرجل الذي يدير الحملة ضده! في الأسبوع الذي يليه، استمع إلى تسجيل لمكالمة هاتفية لمنافسه. في ذلك الخميس، تم العثور على خصمه مطعونا حتى الموت، وتلقى الجمعة زيارة من الشرطة، بطبيعة الحال، كل هذا يتطلب تفسيرا. المؤلف إيكتور أجيلار كامين "من مواليد التاسع تموز (يوليو) 1946، كاتب وصحافي ومؤرخ مكسيكي ومدير مجلة "نيكسوس". ولد أغيلار في شيتومال، كوينتانا رو، وتخرج في الجامعة الأيبيرية الأمريكية بدرجة البكالوريوس في علوم المعلومات وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من كلية إم أوركسيكو.
الثقة المفرطة والحرب
من مقدمة الكاتب، في هذا الكتاب، أقوم بثلاثة أشياء، أولا، أجادل في أن الإفراط في الثقة أوقات النزاع كان سمة تكيفية في ماضينا التطوري، وكنتيجة لذلك، أصبح جزءا لا يتجزأ من النفسية البشرية. ثانيا، أجادل في أنه سواء أكان له أصل تطوري أم لا، فإن الإفراط في الثقة يعد ظاهرة منتشرة لا يمكننا غض الطرف عنها في محاولتنا لفهم النزاع. ثالثا، أجادل في أن الإفراط في الثقة يسهم في التسبب في الحرب. يعد كل واحد من هذه الادعاءات الثلاثة قائما بذاته، لكن مهمتي تتمثل في إظهار أنها مترابطة، حيث أجادل في أن الانتقاء الطبيعي في التطور البشري كان يفضل الميزة الاستراتيجية للروح الواثقة، وبالتالي فهي شائعة في سيكولوجيتنا اليوم، ولذا فهي تعزز نشوب الحرب. "لكنني لا أجادل في أن الثقة المفرطة هي السبب الوحيد لاندلاع الحرب".