لست كسولا.. تلذذ بنومك الطويل واستمتع به

لست كسولا.. تلذذ بنومك الطويل واستمتع به

بينما رميت بثقلي ضجرة على أريكة طاولة غرفة المعيشة، وأنا أمسك بفنجان القهوة الثالث وأشعر بالغثيان بوضوح وبدوخة بسبب قلة النوم التي أعانيها - لقد نمت "فقط" ست ساعات ونصف الساعة الليلة الماضية - بدأت التفكير في فئة معينة مزعجة من الأشخاص التي يبدو أن حياتي مليئة بها، النائمين المتعجرفين.
في هذه الفئة الأشخاص الذين يبدو أنهم قادرون على النجاة - والنجاح حتى - في ظل قسط ضئيل من النوم الثمين، الذين لا يبدو أنهم يجدون الإرهاق موضوع حديث مثير ومهم لهم، والأشخاص الذين يبدو أنهم يعدون الصباح جزءا مفعما بالنشاط ومبهجا كأي جزء آخر من اليوم. إنني أكره هؤلاء الأشخاص. إذا كانوا لا يجعلونني أشعر بالسوء لكوني شخصا كسولا، فإنهم يغرونني بالمغامرات المتأخرة في الليل عندما أعلم أنه علي أن أستيقظ مبكرا في اليوم التالي. على عكسهم، أنا متأكدة من أنني سأستيقظ بشعور سيئ.
لكن مع الأسف، أعرف كثيرا من الأشخاص من هذا النوع. مثل الزميل الذي يكتب سبقا صحافيا ببراعة كل ليلة في الساعة الثانية صباحا، ويغفو في غضون "دقيقتين"، ويضبط المنبه على الساعة الثامنة صباحا ويصل إلى المكتب وهو يقطر طاقة وحيوية. أيضا صديقتي، مديرة تنفيذية في مجال الأزياء للتو أصبحت أما، التي توجد دائما على صفحات مجلة "فوغ" ولديها أكثر حياة اجتماعية نشاطا أعرفها على الإطلاق، تنام لمدة أربع ساعات في الليلة، كحد أقصى. ثم والد صديق آخر، أكاديمي في جامعة كامبردج، الذي دعا الله أن يهبه معجزة الحاجة إلى النوم لأقل من سبع إلى ثماني ساعات التي كان ينام فيها حتى ذلك الوقت. كان يقفز بسعادة من السرير بعد ست ساعات من النوم منذ ذلك الحين "قصة حقيقية".
أنا لست من هذا النوع. في عالم مثالي، سأكون من الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات في الليلة، وربما حتى تسع ساعات ونصف. عندما تأتي عطلة نهاية الأسبوع، إذا كنت قد نمت لوقت قليل خلال الأسبوع، كما يكون الحال في غالب الأحيان، فقد عرف عني أنني أنام فترات طويلة من الوقت "نمت نومة جميلة أخيرا استمرت لأكثر من 12 ساعة". هل أفعل شيئا خاطئا؟ هل علي أن أشعر بالخجل؟ أم أحاول على الأقل تدريب نفسي على النوم لساعات أقل؟
أشارت دراسة جديدة نشرت الأسبوع الماضي إلى أن النوم خمس ساعات هو "نقطة تحول صحة سيئة". هل استنتج من ذلك أنه يجب علي أن أشعر بأنني على ما يرام إذا استغرقت ست أو سبع ساعات من النوم في الليلة؟ لحسن الحظ، أخبرني راسل فوستر، أستاذ علم أعصاب الساعة البيولوجية في جامعة أكسفورد، إنه لا يجب علي ذلك. كما يشدد على أن "هناك تباينا فرديا هائلا في عادات النوم" وأنه بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن أن تكون نقطة التحول هذه في الواقع ست أو سبع ساعات أو أكثر.
يقول فوستر، إنه لا يوجد رقم سحري لمقدار النوم الذي ينبغي أن نحصل عليه. بدلا من ذلك، ينبغي أن نكتشف هذا الأمر بأنفسنا، بناء على ما إذا كنا نشعر بالنشاط أم لا. الاختبار السهل لهذا هو ما إذا كنا سنستيقظ قبل أن يدق المنبه في الصباح أم لا - إذا لم نكن كذلك، فمن المحتمل أننا لم ننم لوقت كاف.
لا يقتصر عدم الحصول على قسط كاف من النوم على تدهور الصحة البدنية بسبب زيادة مستوى الكورتيزول الذي ينتج عنه، ما يؤدي بدوره إلى تثبيط جهاز المناعة، كما يؤدي إلى سوء الصحة العقلية. يستشهد فوستر بدراسة أجراها باحثان من جامعة هارفارد في 2006، مثلا، وجدا أن الأشخاص الذين لم يناموا كفاية كانوا أكثر عرضة للاحتفاظ بالذكريات السلبية وأقل احتمالية لتذكر الذكريات الإيجابية. يقول، "نظرتك إلى العالم متحيزة للتجارب السلبية، ما يعني أنه يمكن أن ينتهي بك الأمر بارتكاب بعض الأخطاء السيئة جدا حول كيفية إدارة حياتك".
على الرغم من ذلك، فقد يكون البحث العلمي حول النوم محيرا. أشار كثير من الدراسات إلى أن النوم ساعات طويلة - أكثر من سبع أو ثماني ساعات في الليلة - يرتبط بارتفاع معدل الوفيات.
لكن لمجرد أن النوم فترات طويلة "مرتبط" بمعدل وفيات أعلى، فهذا لا يجعله خطأ النوم. يخبرني ماثيو ووكر، أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومؤلف كتاب لماذا ننام، "لدينا دليل سببي على أن قلة النوم ضارة لك - ليس لدينا دليل سببي على أن النوم ساعات طويلة مضر لك". يقول ووكر إن الأدلة تشير إلى أن السبب وراء توصل الدراسات إلى هذا الارتباط هو أن المرضى يميلون إلى النوم أكثر للتعويض عن هذا وذاك، علاوة على ذلك، فإن جودة النوم - أمر بالغ الأهمية - لم تؤخذ في الحسبان في هذه الدراسات.
لذا، نعم، قد يكون للنائمين المتعجرفين ميزة اجتماعية غريبة ومفعمة بالحيوية، لكن يمكنهم الاحتفاظ بها لأنفسهم. لا أرغب في تدريب نفسي على الحاجة إلى قدر أقل من النوم - فهذه ليست ساعات ضائعة على حد علمي، بل على العكس تماما. أريد أن أتلذذ بالنوم، وأستمتع به.

الأكثر قراءة