لمسات إبداعية لـ 30 فنانا محليا وعالميا في "شفت22"
في أجواء ثقافية إبداعية تشكيلية، شكلت أعمال ومنحوتات أكثر من 30 فنانا محليا وعالميا في جنبات مستشفى عرقة في العاصمة الرياض عوامل جذب لزوار مهرجان "شفت22" المتخصص بفن الجداريات.
واستطاع الفنانون المشاركون في المهرجان، الذي أطلقته هيئة الفنون البصرية، من محاكاة العناصر العمرانية للمستشفى في أعمالهم الفنية.
وحظي المهرجان بتوافد الزوار من محبي الفن التشكيلي خاصة فن الجداريات، حيث اشتملت الفعاليات على ورش وأنشطة وعروض فنية يقدمها متخصصون وخبراء، إضافة إلى منطقة "ساحة التزلج" لكي يمارس فيها محبو لوح التزلج هوايتهم الإبداعية، ويجاورها منطقة لبيع الأزياء العصرية.
ويهدف المهرجان إلى التركيز على أحدث أشكال الفن بالمملكة، وتعزيز حضوره الإبداعي، وتوفير منصة تستعرض منتجات الفنانين.
وخطف الفنانون السعوديون الأنظار بأعمالهم الفنية، حيث استعمل الفنان ضياء ون النمط الكرتوني واليدوي بلمسات ثقافية سعودية ليرمي بجداريته "هرولة" إلى الركض وسرعة التغيير ومواكبة المستقبل. ونشرت السلام والمسامحة الفنانة زينب الماحوزي بجداريتها "روح من نور"، وقام الفنان نواف نيزر بالمشاركة بجدارية "رجل الفضاء السعودي"، التي تميزت بأسلوب التراث النجدي.
وترك الفنانون العالميون بصمتهم على تلك الجدران برسومات زاهية كجدارية "قصيدة حب" التي طوع فيها الفنان "كراش" الأحرف والنوتات الموسيقية لبدء حوار بين القلب والعين، أما الفنان توني شومان فأعاد تعريف السعادة والتفكير بعد أزمة "كورونا" عن طريق جداريته "التحول"، فيما تناول جيمس ريكا أهمية مستشفى عرقة عبر عمله التجريدي "روابط"، إذ تتصافح الأيادي وتعكس قيم الحب والتكاتف.
وحولت تقنيات البروجكتر مباني المستشفى إلى متحف ليلي مفتوح، بأعمال فنية مرئية لعدة فنانين، إضافة إلى أن المهرجان خصص مساحة للخوض في رحلة إبداعية مع فيديو فني مرئي بعنوان: "قصيدة إلى الصحراء" بجانب مساحة عرضت "تجربة صائدة الأحلام" عن طريق الحبال والأضواء والعروض التقنية.
وحولت الفنانة العالمية "زيل بيل" حطام مستشفى عرقة من الزجاج والألمنيوم والسراميك والحديد إلى منحوتات مدهشة، كما أنتجت أعمالا في موقع المهرجان تضمنت عمل "الثعبان" المعبر عن التجديد والتشافي، وعمل "الحصان" كأحد رمزيات الثقافة السعودية الدالة على الفخر.
وتأتي هذه الفعالية ضمن استراتيجية هيئة الفنون البصرية ورؤيتها، المتمثلة في أن تكون المملكة مركزا إقليميا للفنون البصرية، يسعى إلى تشجيع المجتمع المحلي على تذوق الفن والاحتفاء به، وتوفير فرص فريدة لنمو المواهب المحلية، وتمكين الممارسين على مستوى عالمي بروح وطنية، فيما نصت الرسالة التي تسعى إلى أدائها الهيئة على تمكين حركة الفنون البصرية في المملكة من خلال دعم التعبير المجتمعي، وتعزيز الحوار من خلال فرص المشاركات الفنية المتنوعة، والعمل كمحفز لاقتصاد مبدع ومستدام"، كما حددت الاستراتيجية المحاور الثلاثة التي يندرج حولها نشاط الهيئة وأهدافها، وهي: الفنون البصرية وسيلة للتعبير المجتمعي والتفاعلي، وأداة للحوار والمشاركة، ومحركا للاقتصاد الإبداعي.
وتضمنت الاستراتيجية حزمة البرامج التي ستعمل الهيئة على تنفيذها، التي تتكون من 12 برنامجا تغطي المسارات التي يتطلبها مشروع تطوير قطاع الفنون البصرية والنهوض به، وهي: برامج تعليم الفنون البصرية، برنامج تنمية مواهب المنظومة الفنية ودعمهم في مسيرتهم المهنية، برنامج دعم الوصول إلى الموارد المرجعية ومصادر الإلهام المحلية والعالمية، برنامج إتاحة فرص الوصول إلى مصادر الإنتاج، برنامج الربط بالمصادر والخدمات المعرفية، برنامج دعم التمثيل الفني وصالات العرض وشركات المزاد، برنامج رعاية الفعاليات، برنامج تاريخ الفنون في المملكة وشمولية التواصل، برنامج مشاركة المجتمع المحلي، برنامج مشاركة الممارسين الفنيين والمشاركة الدولية، برنامج تمويل الفنون وتحفيز الطلب عليها، وبرنامج دعم وتحسين حقوق الفنانين المهنية.