مخترعون مجهولون

رسخت في أذهان الناس منذ عقود أسماء محددة لمخترعين ارتبطت أسماؤهم باختراعات عظيمة رغم أن هناك اختراعات تبدو في ظاهرها بسيطة أو حتى تافهة، إلا أنها غيرت العالم وساعدت على تسهيل حياة البشر، والأغرب أن مخترعيها مجهولون تماما لا يكاد أحد يذكرهم، ألهمتهم حوادث عابرة في حياتهم هذه الابتكارات الفريدة.
ومن هذه الاختراعات علب المشروبات ذاتية الفتح التي نستخدمها إلى اليوم. في منتصف الخمسينيات الميلادية كان أيرني فرايز صاحب شركة هندسية ناجحة في نزهة حين أدرك أنه نسي إحضار فتاحة علب للمشروبات، وانتهى به الأمر إلى فتح العلب بمصد السيارة، وبعد عدة أشهر كان يجد صعوبة في النوم فقرر حل معضلة ليتمكن من النوم، وبالفعل قام فرايز بتصميم نوع جديد من العلب يعرف باسم "بوب توب" الذي يمكن فتحه بسهولة، وبدأت شركته تصنيع هذه العلب بكميات كبيرة لاستخدامها من قبل شركات المشروبات الغازية، وبحلول 1980، كانت شركته تجني أكثر من 500 مليون دولار في العام.
في 1925 كان شارلي برانكوك ابن صانع الأحذية مهووسا باكتشاف أفضل طريقة لمعرفة مقاس الأحذية بدقة. كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة مقاسك في ذلك الوقت هي باستخدام قالب خشبي، وهي طريقة لم تنجح جيدا. وأثناء دراسته في جامعة سيراكيوز، شرع في حل المشكلة باستخدام مجموعة ألعاب البناء، بنى برانوك نموذجا أوليا لجهاز يقيس بدقة أحجام القدم. ليصبح بعدها جهاز برانكوك عنصرا أساسيا لمتاجر الأحذية في جميع أنحاء العالم يباع منه بالملايين، بنسخته الأصلية إلى يومنا هذا رغم مرور 85 عاما.
ومن أشهر تلك الاختراعات أيضا ولا يكاد يفارق أيدي الكبار والصغار ليلا ونهارا دون أن يفكر أحد فيمن ابتكره. الحقيقة أن شركة صولو طلبت من جاك كليمنتس تصميم طريقة تمكن من شرب القهوة والتنقل بها دون أن تنسكب أو أن تلامس الأنف المشروبات خاصة الرغوية، فصمم غطاء كوب القهوة ذي الفتحة الصغيرة الذي قد يكون بين يديك الآن، وقد حقق هذا الابتكار أرباحا بمليارات الدولارات.
في 1966 فكر المهندس الاسكتلندي جيمس جودفيلو في طريقة تجعل الناس يصلون إلى أموالهم في البنوك بعد إغلاق أبوابها، فكانت فكرة الصراف الآلي، لكنه أيضا فكر في طريقة لإثبات هوية المستخدم، فلجأ في البداية إلى التعريف الصوتي أو بصمة العين، لكنه وجد أنها غير مجدية، ليلجأ في نهاية 1966 إلى ابتكار رقم التعريف الشخصي PIN.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي