طوكيو تنظف مخلفات الأولمبياد .. تنفيذيون خلف القضبان بتهمة الرشا
بعد بضعة أشهر من أولمبياد طوكيو العام الماضي، بدأت شركة تصفية في أوساكا بهدوء العمل الذي لم يرد أحد الاعتراف بالحاجة إليه: التخلص من شاحنات، واحدة بعد أخرى، محملة بالألعاب المحشوة والملابس ذات العلامات التجارية وغيرها من مخلفات الحدث الرياضي الأكثر رعاية في التاريخ.
بعض أكوام البضائع – المصنوعة لحدث كلف ضعف ما كان متوقعا وعقد دون متفرجين – تم إرسالها إلى قرى فقيرة في كمبوديا، وتم التبرع ببعضها إلى مؤسسات محلية لرعاية الأطفال، بينما بيع بعضها مقابل جزء بسيط من السعر الأصلي.
لكن منذ فصل الصيف، شرعت اليابان في عملية تنظيف أكبر بكثير وأكثر علنية بعد الأولمبياد: تحقيق يتضخم بسرعة، حول رشا مزعومة متعلقة بالرعاية، شملت شركات معروفة ووضعت مسؤولين تنفيذيين كبارا خلف القضبان.
هارويوكي تاكاهاشي، كان عضوا قويا في اللجنة المنظمة لألعاب طوكيو، وهو الآن رهن الاحتجاز منذ آب (أغسطس). قبل ذلك كان تاكاهاشي مسؤولا تنفيذيا كبيرا في شركة دينتسو، وهي أكبر معلن في اليابان ويمكن القول إنها الشركة الأكثر تأثيرا في البلاد.
أثار اعتقال تاكاهاشي حالة من الذعر الداخلي بشأن ما إذا كان جميع الرعاة سيخضعون للتدقيق بشأن حدث لم يحقق في النهاية أي فائدة تجارية تقريبا، حسبما قال أشخاص في اثنتين من الشركات الراعية "الذهبية" للألعاب.
كذلك ألقي القبض على أوكي هولدينجز، المؤسس والرئيس السابق لأكبر شركة لصنع البدلات التجارية في اليابان، في أغسطس، تبعه في الشهر التالي رئيس شركة كادوكاوا، وهي شركة نشر رئيسية شاركت من كثب في الألعاب.
حتى صن آرو، التي أنتجت التمائم المحشوة غير المبيعة، يقال إنها قيد التحقيق حول كيفية فوزها بعقد التمائم. امتنعت صن آرو عن التعليق.
قال شخص مقرب من إحدى الشركات القليلة المرتبطة بالألعاب، التي داهم المدعون مكاتبها هذا العام: "إنها عملية تنظيف، الأمر واضح وبسيط، وستحصد مزيدا من الرؤوس".
أضاف أنه إذا لم ينظر إلى اليابان على أنها تتعامل بشكل كامل مع الفساد المشتبه به من ألعاب طوكيو، فمن غير المرجح أن تنجح في محاولتها استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سابورو الشمالية في 2030.
قبل وقت طويل من وصول الشعلة الأولمبية إلى طوكيو في يوليو من العام الماضي، كانت الأسئلة تدور حول دور دينتسو، وهي شركة اعتمد عليها منظمو الألعاب بشكل كبير حيث حصلوا على رعاية بنحو ثلاثة مليار دولار وشرعوا في تنظيم واحدة من أغلى الألعاب على الإطلاق.
اعترفت شركة الإعلان العملاقة بأنها قيد التحقيق من قبل المدعين، كما فعلت شركة إيه دي كيه المنافسة الأصغر، وشركة بارك 24 لمواقف السيارات.
تم التعاقد مع شركة دينتسو في أبريل 2014 وتمكنت من إقناع أكثر من 40 شركة يابانية بأن تصبح ضمن الرعاة. في التدافع على المشاركة، قبل الرعاة العقود غير الحصرية، ودفعوا الكثير، لكن في الأغلب ما اضطروا إلى مشاركة الامتياز مع منافسيهم الرئيسيين.
أسفرت الرعاية في نهاية المطاف عن فوائد مالية قليلة جدا بعد تأجيل الألعاب لمدة عام بسبب جائحة فيروس كورونا ثم أقيمت دون متفرجين.
وجد استطلاع أجراه معهد نومورا للأبحاث بعد الحدث بقليل، أن 2.6 في المائة فقط من 3564 شخصا شملهم الاستطلاع اشتروا أي سلع رسمية خاصة بالحدث.
قال تاكيشي ناتسونو، رئيس كادوكاوا، في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي بعد اتهام رئيس شركة النشر: "كانت خطتنا الأصلية هي طباعة الدليل الإرشادي الرسمي وبيعه والمواد المطبوعة الأخرى، لذلك كان هناك تقدير بأنه إذا بيع كل شيء، فسيؤدي ذلك إلى تحقيق ربح". أضاف: "أقيمت الألعاب الأولمبية دون متفرجين، ونتيجة لذلك، لم يكن هناك ربح كبير".
تنحى تسوجوهيكو كادوكاوا، رئيس مجلس إدارة كادوكاوا، من منصبه بعد اتهامه لكنه تمسك ببراءته.
وفقا لتقرير من لجنة محامين خارجية، صادر عن كادوكاوا، أثار القسم القانوني للشركة أسئلة مسبقا حول شرعية مدفوعات 2019 لأحد معارف تاكاهاشي.
قال تاداشي كونيهيرو، رئيس اللجنة، الأسبوع الماضي: "كانت هناك أعمال مشبوهة يمكن تصنيفها على أنها رشا".
زعم المدعون أن تاكاهاشي، الذي غادر دينتسو في عام 2009، تلقى ما مجموعه 142 مليون ين (980 ألف دولار) في شكل رشا من أوكي وكادوكاوا، إضافة إلى وكالة الإعلانات دايكو، التي يشتبه في أنها دفعت تاكاهاشي وأحد معارفه للفوز بدور في عملية استمالة الرعاة.
ولم يتسن الوصول إلى تاكاهاشي للتعليق لكنه نفى مرارا مزاعم الرشا. قالت أوكي في سبتمبر إنها ستواصل التعاون مع السلطات بعد توجيه الاتهام إلى رئيسها، الذي لم يتسن الوصول إليه للتعليق. وقالت دايكو إنها ستتعاون بشكل كامل مع المحققين بعد إلقاء القبض على أحد مسؤوليها التنفيذيين الشهر الماضي.
تايسوكي ماتسوموتو، خبير في قانون الرياضة في جامعة واسيدا، أشار إلى أن اليابان تحتاج إلى إنهاء الدور الذي لعبه الوسطاء مثل تاكاهاشي في اختيار الرعاة، إذا أرادت استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2030.
قال: "هناك حاجة إلى إشراف مستقل لمنظمة مضيفة لتحسين الحوكمة قبل ألعاب سابورو".
بالعودة إلى أوساكا، تمكنت شركة شويتشي للتصفية من إنقاذ بعض القيمة من بضائع الألعاب. لكن رئيس الشركة، شويتشي ياماموتو، انتقد منظمي الألعاب، مشيرا إلى أن بعض الرعاة تركوا مع مخزونات ضخمة بعد انتهاء عقودهم في أواخر العام الماضي ولم يكن أمامهم خيار سوى التخلص من بضائعهم.
قال: "يبدو من غير المسؤول أن تقوم اللجنة المنظمة للألعاب بحل نفسها دون التعامل مع المخزونات غير المبيعة، على الرغم من أن الألعاب تقدر أهداف التنمية المستدامة".