رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حرب الألغام

رغم جهود البشر في إعمار الأرض وتسهيل الحياة إلا أن بعضهم سعى إلى خرابها وتدميرها. وأحد أخطر هذه الأسلحة الألغام التي لا يقتصر أثرها في وقت وقوع الحروب، بل يمتد أعواما بعدها لتفتك بكل من تقع قدمه عليها من أطفال ونساء ورجال، سواء كانوا عسكريين أو مدنيين لا دور لهم في الحرب، حتى الحيوانات لم تسلم من طغيانها!
ویرجع تاريخ استخدام الألغام إلى العصور الوسطى، حیث كانت تحفر الأنفاق تحت مواقع العدو وأسوار حصونهم، لهدمها أو لفتح الثغرات فيها، وذلك بحشوها ببارود البنادق، ثم تفجيرها في الوقت المناسب لتهدم أسوار الحصون، ويذكر أن الأتراك هم أول من استخدم هذه الطريقة، لنسف أسوار مدینة بلغراد خلال حصارهم لها في 1440، كما استخدموا الطريقة نفسها، أثناء حصار قلعة "جریزونیل" في إیطالیا في 1487.
أما الألغام البحرية فيعود تاريخ استخدامها إلى القرن الـ18، عندما بدأ الأمريكيون في 1776 بمحاولة استعمال شحنات من المتفجرات، لإصابة وإغراق السفن الإنجليزية خلال حرب الاستقلال، غیر أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ولم تظهر الألغام البحرية بشكلها الحالي إلا في منتصف القرن الـ19، وتتم زراعتها إما بالسفن وإما بالإسقاط الجوي.
أما الألغام المضادة للأشخاص فلم تبتكر إلا في نهاية القرن الـ19، واستخدمت بكثافة في ميادين الحرب العالمية الأولى، خصوصا في المعارك التي عرفت بحرب الخنادق، ثم تبعتها الألغام المضادة للدبابات إثر ظهور الدبابة في 1916.
وتعد الألغام المضادة للأشخاص من أشد أنواع الألغام فتكا بالبشر لخطورتها على الإنسان والتنمية الاقتصادية في آن واحد، إذ يبلغ عددها المعلن على مستوى العالم 110 ملايين لغم، ومثل هذا العدد لم يعلن، والعجيب أن تكلفة صناعتها تراوح بين "ثلاثة و30" دولارا، بينما تكلفة إزالتها تبدأ من 300 إلى ألف دولار، يقع ضحيتها أكثر من 4200 شخص سنويا معظمهم من الأطفال!
في 1997 حررت اتفاقية حظر استعمال وتكديس وإنتاج الألغام المضادة للأفراد "أوتاوا"، ورغم ذلك بقية المشكلة قائمة. كما أطلقت السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروع إزالة الألغام من الأراضي اليمنية "مسام" منتصف 2018، لإنقاذ المدنيين هناك من الألغام التي زرعها الحوثي. نزعت فرق "مسام" حتى اليوم 358،863 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وبلغت مساحة الأراضي التي تم تطهيرها 38.5 مليون متر مربع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي