تراجع الاسترليني يعيق نمو شركات المحاماة البريطانية في أمريكا
تكافح أكبر شركات المحاماة الدولية في بريطانيا لجذب الموظفين والاحتفاظ بهم في الولايات المتحدة بعد انهيار قيمة الجنيه الاسترليني الذي ضاعف من افتقارها إلى القدرة التنافسية في السوق القانونية الأكثر ربحية في العالم.
في الأسابيع الأخيرة، انهارت واحدة على الأقل من عمليات التوظيف الكبرى في نيويورك مع انخفاض الجنيه البريطاني بمقدار الخمس تقريبا مقابل الدولار الأمريكي، وفقا لأشخاص على دراية بمحاولات التوظيف الأخيرة. طالب كبار الموظفين الحاليين – الذين يشعرون بالقلق من أن تقلبات أسعار الصرف ستفاقم تقلص رواتبهم - إلى زيادة رواتبهم أو ربطها بالدولار.
تاريخيا، كافحت مجموعة شركات المحاماة "الدائرة السحرية" التي تعمل على أكبر صفقات الحي المالي في لندن لمضاهاة منافساتها الأمريكية على الأجور بسبب انخفاض الربحية الإجمالية ونماذج المكافآت الأكثر تقييدا التي حالت دون تقديم رواتب ضخمة للشركاء النجوم.
حصل الشركاء المساهمين في "فريشفيلدز" على أكثر من مليوني جنيه استرليني لكل منهم في المتوسط للعام المنتهي في 30 نيسان (أبريل)، وهو الأعلى في مجموعة شركات الدائرة السحرية. مع ذلك، فإن ربحيتها لا تزال أقل كثيرا من تلك التي حققتها أكبر شركات المحاماة الأمريكية، حيث يتجاوز متوسط أرباح الشركاء سبعة ملايين دولار.
على الرغم من هذه الفوارق، نجحت "فريشفيلدز" و "كليفرد تشانس" و"آلان آند أوفري" في استقطاب شركاء بطريقة غير مشروعة من منافساتها الأمريكية، بعد تخفيف هياكل الأجور القديمة وإنفاق الملايين على توسعهم في أمريكا.
مع ذلك، قال محامون إن اتساع الفجوة بين الجنيه الاسترليني والدولار يضر بشكل كبير بقدرة الشركات التي تتخذ من لندن مقرا لها على توظيف كبار الشركاء، وقد يؤدي قريبا إلى فض الشراكات. أضافوا أنه في حين إن الشركاء المقيمين في الولايات المتحدة يتقاضون رواتبهم بالدولار، إلا أن مكافآت الشركاء في الأسهم في بعض الشركات مرتبطة جزئيا على الأقل بالجنيه الاسترليني.
تستخدم "فريشفيلدز" سعر صرف ثابتا للأجور على أساس الجنيه الاسترليني، وهو الآن أكثر ملاءمة لشركاء الولايات المتحدة، بينما تستخدم "كليفورد تشانس" متوسط السعر، وفقا لشخص مطلع على الشركتين.
أضاف الشخص أن الشركات التي تتخذ من لندن مقرا لها، التي تحاسب العملاء بالدولار أو اليورو وتحول الإيرادات إلى الجنيه الإسترليني، يمكن أن تستفيد أيضا من انخفاض الجنيه، الأمر الذي سيعوض بعضا من العجز في الأجور للذين ترتبط أجورهم بالأرباح الإجمالية.
امتنعت كل من "فريشفيلدز" و"كليفورد تشانس" و "لينكلاستر" و"آلان آند أوفري" عن التعليق.
قال موظفو التوظيف إن تحركات العملة من المرجح أن تجعل الشركات التي تتخذ من لندن مقرا لها أكثر عرضة لخطر انسحاب الشركاء الذين ينتقلون إلى الشركات الأمريكية في الحي المالي في لندن - وهي مشكلة طويلة الأمد بالنسبة لمجموعة شركات الدائرة السحرية.
استقطبت شركة كيركلاند آند إيليز، وهي شركة المحاماة الأعلى ربحا في العالم، بطريقة غير مشروعة شريكين من شركات الدائرة السحرية في لندن في غضون أسبوع في سبتمبر. قامت الشركة بتعيين الشريك المالي جيمس بوسويل من شركة كليفورد آند تشانس، وسارة بيكرسجيل الرئيسة المشاركة السابقة للبنية التحتية العالمية في شركة آلان آند أوفري.
قال توني ويليامز، مدير شركة جوماتي للاستشارات والشريك الإداري لشركة كليفورد آند تشانس، إن تحركات سعر الصرف الأجنبي كانت "تفاقم" مشكلة قائمة بالنسبة لشركات الدائرة السحرية. قال: "فرق العملة يضيف إلى ما كان بالفعل بيئة صعبة".
تحركات العملة توجد مشكلات توظيف في كل من كبار الموظفين وصغارهم، حيث تدفع مكاتب المحاماة الأمريكية للشركاء أجورا مرتفعة أعلى من الرواتب التي تقدمها الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها.
قال فريدي لوسون، موظف قانوني في شركة فوكس رودني: "كانت الحرب على المواهب صعبة بالفعل بالنسبة للشركات البريطانية، وتحركات العملة ستزيد صعوبة الأمر. سيكون هذا حافزا لمزيد من الانتقالات".
في لندن، انتقلت الشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها إلى وضع حد أقصى لسعر الصرف الذي يستخدمونه لحساب رواتب المحامين المقيمين في المملكة المتحدة، من أجل تجنب دفع الأجور المتزايدة بسرعة نتيجة لارتفاع الدولار.
"أكين جامب"، شركة محاماة مقرها واشنطن العاصمة، تدفع لمحاميها بالرجوع إلى سلم الرواتب في الولايات المتحدة، سواء كان مقرهم في لندن أو نيويورك. اعتادت الشركة على تحديد سعر الصرف الذي تستخدمه لتحويل الرواتب بالعملة الأمريكية إلى الجنيه الاسترليني على أساس ربع سنوي، لكنها وضعت حدا لسعر الصرف الأجنبي مع انهيار الجنيه الاسترليني.
ارتفعت رواتب محامي "أكين جامب" المؤهلين حديثا في لندن بالفعل من 159 ألف جنيه استرليني للربع الأول إلى 179 ألف جنيه استرليني للفترة من يوليو إلى سبتمبر.
كان من الممكن أن تضطر "أكين جامب" إلى زيادة هذه الرواتب مرة أخرى للربع الأخير من العام، لكنها اختارت بدلا من ذلك التوقف عن مطابقة سعر الصرف الفعلي ليكون الحد الأعلى 1.2 في المائة والحد الأدنى 1.5 في المائة. تم الإبلاغ عن التحديث لأول مرة بواسطة موقع رول الإخباري الجمعة.
حددت شركات أخرى سعر صرف سنوي، ما يعني أن بعض الشركاء قد يكونوا على استعداد لتحقيق قفزة كبيرة في الأجور في يناير.