معركة المطارات ضد شركات الطيران بحاجة إلى نهج جديد

معركة المطارات ضد شركات الطيران بحاجة إلى نهج جديد

لا أحد يحب المطارات. الركاب يمقتون انتظار إنجاز إجراءات السفر، وتناول الأمتعة، والإجراءات الأمنية. وشركات الطيران تكرهها لأنها مضطرة إلى دفع رسوم المدارج، والمحطات، والخدمات الأرضية المفروضة من جانب المطارات، التي هي في أغلب الأحيان احتكارات. الآن يشعر مستثمرو المطارات بالظلم لأن استثماراتهم ليست مستقرة ومنخفضة المخاطر مثلما كانت تبدو قبل بضعة أعوام.
أثناء دردشة مع مستثمري مطارات أوروبيين كبار في الأسابيع الأخيرة، كان المزاج متشائما للغاية. فرضت الحكومة الهولندية أول سقف بيئي في العالم على عدد الرحلات الجوية في أحد المطارات. ستقتصر الحركة في مطار شيفول على رحلات أقل 11 في المائة عما كانت عليه في 2019. وفي إسبانيا رفضت الجهات التنظيمية طلب شركة اينا Aena، مشغلة المطارات، زيادة الرسوم كوسيلة لاسترداد نحو ملياري يورو من خسائر كوفيد - 19.
وفي أي لحظة الآن قد ينشب خلاف بين مطار هيثرو في المملكة المتحدة وشركات الطيران، حيث تستعد هيئة الطيران المدني لنشر قرارها النهائي بشأن مستوى الرسوم التي يمكن أن يفرضها المطار. بعد أن رفعت سقف الرسوم بشكل كبير لتعويض مطار هيثرو عن كوفيد - 19، تقترح الجهة التنظيمية تخفيضها على مدى خمسة أعوام حتى 2026.
لا أحد سعيد بهذا الاقتراح، شركات الطيران تجادل بأن سقف الرسوم لا يزال مرتفعا للغاية في مطار يفرض بالفعل بعضا من أعلى الرسوم في العالم، ومطار هيثرو غير راض لأنه يريد رسوما أعلى بكثير لدفع مقابل الخدمات المحسنة وانتقال الطاقة، اللذان يضيفان بشكل كبير إلى تكاليفه. لذا استعدوا لجولة جديدة في حرب ردود طويلة الأمد. حدد ويلي والش، رئيس هيئة صناعة الطيران "أياتا"، النغمة في وقت سابق من هذا العام عندما قال ساخرا "إنني أسعد عند السماع عن مطار يتأذى".
لكن ماذا لو كانت هناك طريقة أخرى؟ طريقة تضع العبء على المطارات وشركات الطيران للتفاوض بشأن الاستثمارات المطلوبة والتكاليف التي يجب استردادها؟ لأنه حتى الآن، المطارات الأوروبية التي تتعامل مع أكثر من 15 مليون مسافر سنويا لا تسترد في المتوسط التكاليف من خلال الرسوم النظامية على الخدمات الجوية، وفقا لمؤشرات الأداء التي نشرها مجلس المطارات الدولي.
لقد فعلت أستراليا هذا قبل 20 عاما، حين أنهت الحدود القصوى للأسعار، للسماح بتحديد الرسوم من خلال عقود يتم التفاوض عليها تجاريا. وتتدخل الجهات التنظيمية فقط إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، أو إذا أساء المطار استخدام مركزه السوقي.
لم تجد مراجعة أجريت بتكليف من الحكومة في 2019 أي سبب لتغيير نظام القواعد الخاصة ببعض عقود الخدمات غير المهمة للمنافسة العابرة للحدود بشكل كبير. ومن المسلم به أن لجنة المنافسة في البلاد، التي تعنى بالمستهلكين، تجادل بأن المطارات الرئيسة حققت أرباحا متفاوتة. لكنها لا تزال تستنتج أن التفاوض التجاري أفضل من التحديد النظامي للأسعار وتشير إلى أن عملية التحكيم المستقلة يمكن أن تردع إساءة استخدام السوق.
شركات الطيران التي تعمل في سوق شديدة التنافسية تكره الفكرة. يقول ممثل إحدى شركات الطيران "إنك تتعامل مع احتكار، لذا لا يمكنك إجراء نقاش تجاري". لكن أندرو تشارلتون، من شركة آفييشن أدفوكاسي الاستشارية، يؤكد أن تنظيم الأسعار ليس هو الحل لإساءة الاستخدام. وتساءل "أليس هذا هو السبب في اختراع قانون المنافسة؟ إذا اعتقدت شركات الطيران أن المطارات تسيء استخدام السلطة، فاذهب إلى المحكمة. المسألة ليست (هل لديها قوة سوقية). المسألة هي هل تسيء استخدامها؟".
هذا بالضبط ما حدث في أستراليا. هذا العام وجدت محكمة أن مطار بيرث "مارس على الأرجح قوة سوقية كبيرة في التفاوض بشأن رسوم الطيران في 2018". لا يوجد نموذج مثالي وقد لا تمتلك أستراليا جميع الإجابات. تنظيم المطارات، مع قوى سوقية مختلفة وملكيات وخلفيات مختلفة، أمر معقد للغاية.
لكن ينبغي أن يعرف المستثمرون أن أيام الاستثمار المستقر والآمن قد ولت منذ زمن بعيد - هذا إذا كانت موجودة. يقول أندرو لوبنبيرج، وهو محلل للطيران في بنك إتش إس بي سي "لا أفهم لماذا يجب أن تكون المطارات خالية تماما من المخاطر لمجرد أنها استثمارات تتطلب رأسمال كبير وذات أهمية وطنية استراتيجية. لماذا خلال الأحداث الكارثية، كالجائحة، ينبغي أن يتم تعويض المطارات بالكامل عن الخسائر، بينما تتحمل شركات الطيران كل هذه المخاطر، والآن هي بحاجة إلى إعادة رسملة من قبل المساهمين؟".
حتى قبل الجائحة كان النمو العالمي في الحركة الجوية يتباطأ. والآن تطرح المخاوف البيئية أسئلة جدية حول توسيع المطارات. ربما يمكن للصناعة أن تفعل مزيدا لاستخدام السعة الحالية بشكل أفضل، كتقليل حالات التأخير لتحرير مزيد من مساحات الإقلاع والهبوط. سيساعد هذا بالتأكيد على تقليل التكاليف والرسوم. خلال أولمبياد لندن 2012، ساعدت إدارة الحركة الجوية الأفضل على تقليل أوقات التأخير بنسبة 95 في المائة. ألن يكون هذا سببا لحب ليس فقط مطارا بعينه، بل حب تجربة السفر برمتها؟

الأكثر قراءة