"بايجوز" .. تكنولوجيا التعليم الأضخم عالميا تسعى إلى تحقيق الحلم الهندي

"بايجوز" .. تكنولوجيا التعليم الأضخم عالميا تسعى إلى تحقيق الحلم الهندي
"بايجوز" .. تكنولوجيا التعليم الأضخم عالميا تسعى إلى تحقيق الحلم الهندي

في الأيام التي سبقت انتشار الإنترنت عبر الهاتف المحمول عبر الهند، كان بإمكان بايجو رافيندران، مهندس ومعلم تحضير للاختبارات من قرية ساحلية في ولاية كيرالا، جذب انتباه مدرج مليء بآلاف المراهقين بقوة الأرقام. أو، على الأقل، الأرقام السحرية التي سيحتاجون إليها لاجتياز اختبارات الهندسة القياسية التنافسية في الهند.
لكن على الرغم من تنظيمه أحداث تعليمية واسعة النطاق، أراد رافيندران جمهورا أكبر. بحلول 2015، أطلق تطبيقا تعليميا خاصا به، أطلق عليه "بايجوز" Byju’s
اليوم، تقدم المجموعة التي تتخذ من بنجالور مقرا لها تعليما عبر الهواتف الذكية، أو أجهزة الحاسوب اللوحية، للطلاب من سن المدرسة الابتدائية وما فوق، باستخدام الرسومات والرسوم المتحركة لإضفاء الحيوية على دروس الفيديو. تقول الشركة إن لديها أكثر من 150 مليون مستخدم، على الرغم من أن أقل من 10 في المائة من المشتركين، الذين يدفعون في المتوسط 15 ألف روبية "180 دولارا" مقابل عضوية سنوية للتطبيق. يمكن للآباء دفع المزيد مقابل الدروس المباشرة والمتابعة الشخصية من المعلمين.
يقول براتيك راو، المدير الإبداعي الذي عمل في شركة بايجوز من شباط (فبراير) 2021 إلى أوائل هذا العام، "سابقا في الهند، إذا كان لدى المعلم ألف طالب في الفصل، كان الأمر يتعلق بالفخر. أعتقد أن رافيندران يريد أن يكون الأستاذ الوحيد الذي درس جميع الطلاب في هذا العالم".
أدت هذه الرؤية، وسيل أموال المستثمرين التي تدفقت على شركات التكنولوجيا الهندية الناشئة خلال جائحة كوفيد- 19، إلى دفع المعلم الذي يتمتع بكاريزما إلى النجومية وجعلته من أغنى أثرياء الهند. اليوم، تقدر قيمة شركة بايجوز بـ22 مليار دولار، وهي أعلى نسبة لأي شركة ناشئة في مجال التعليم التكنولوجي في العالم. من بين الداعمين لها مبادرة تشان زوكربيرج، التي أنشأها مؤسس شركة فيسبوك، مارك زوكربيرج وزوجته، بريسيلا تشان، إضافة إلى شركة تينسنت الصينية وصندوق التحوط الأمريكي تايجر جلوبال. بدورها، استحوذت شركة بايجوز على نحو 20 شركة أخرى في جميع أنحاء العالم.
عندما أبقت عمليات الإغلاق الصارمة التي فرضتها الحكومة بسبب كوفيد العائلات في المنزل في 2020، بدا أن الزيادة في التعلم عبر الإنترنت ستثبت أنها لحظة مهمة لتكنولوجيا التعليم. لذلك كان الأمر أكثر إثارة للدهشة عندما أخر خلاف حول مراجعة الحسابات والتدقيق تقديم نتائج شركة بايجوز الإلزامية لـ2021 لمدة 18 شهرا كاملة. عندما ظهرت الأرقام أخيرا في أيلول (سبتمبر)، أظهرت ثباتا في الإيرادات وخسائر هائلة تعادل 560 مليون دولار.
أثار التدقيق في الشركة خلال فترة التأخير الطويلة تساؤلات حول ممارسات شركة بايجوز المحاسبية، وكشف عن ملايين الدولارات من الاستثمارات المتوقعة التي تقول شركة بايجوز الآن إنها لم تتلقاها أبدا وكشفت عن اتهامات بالبيع المضلل للآباء. كما ألقت ضوءا على ثقافة مبيعات وصفها الموظفون بأنها "سامة".
أعرب المستثمرون عن شكوكهم حول استراتيجية التوزيع السريع للأموال من أجل التوسع على مستوى العالم. يبلغ تقييم الشركة الآن 10 أضعاف الإيرادات المتوقعة للعام المنتهي في آذار (مارس) 2023، وفقا لما قاله رافيندران. يقول الخبراء إن هذا الوضع ألقى بظلال من الشك حول قدرة قطاع تكنولوجيا التعليم على جني الأرباح عبر تحويل المستخدمين العابرين إلى مشتركين يدفعون رسوما.
يقول أحد المخضرمين في مشهد الشركات الناشئة في الهند إن التأخير في رفع نتائج الشركة "زعزع ثقة المستثمرين الحاليين والجدد". يضيف المخضرم أن رافيندران، "ما كان ينبغي له (...) أن يفسد سمعته. آمل أن يكون قد تعلم درسه".
يعتقد البعض الآخر أن رافيندران تعرض للتشهير بشكل غير عادل. يقول جاتين كومار، الرئيس التنفيذي لمجموعة بروبر تي العقارية الهندية، "عندما تكون بهذه الضخامة، ستواجه معارضة ساحقة من كل مكان". يضيف أن التدفق النقدي السلبي وأهداف المبيعات الطموحة هي مشكلات تواجه كثيرا من الشركات سريعة النمو. "يجب توجيهها بحذر شديد (...) وإلا ستنهار مثل منزل من ورق".
يبدو أن رافيندران نفسه لم يتأثر بالمزاعم، ويلقي باللوم فيما يتعلق بالخسائر على الممارسات المحاسبية الجديدة، التي قللت من مقدار الإيرادات التي يمكن أن تقيدها "بايجوز" في دفاترها مقدما. يقول، "حتى في الأوقات العصيبة مثل هذه، لم يبع مستثمر واحد أسهمه في الأشهر 12 الماضية. العالم بحاجة إلى عشر شركات أخرى مشابهة لبايجوز".
يلامس عرض رافيندران للآباء قلقا عميق الجذور بين كثير من العائلات في الهند من أن الطريقة الوحيدة لنجاح أطفالهم هي عبر الالتحاق بكلية أو جامعة محترمة، ومن هناك، الحصول على وظيفة جيدة الأجر.
لا يعد الشاب البالغ من العمر 41 عاما أول مرشد تعليمي عصامي يقدم مساعدة في امتحانات المدارس الهندية التنافسية المخيفة لتخصصات مثل الهندسة والطب، التي ينظر لها على أنها بوابة إلى جامعات حكومية عالية الجودة وبأسعار معقولة. معدلات القبول منخفضة لأن الطلب على التعليم العالي يفوق العرض بكثير - تقدر ذراع هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي التابعة للحكومة أن هناك حاجة إلى نحو 35 ألف كلية جديدة و700 جامعة جديدة لمواكبة الطلب.
استجابة لذلك، أنشأت صناعة مزدهرة من مدربي الامتحانات، والمعلمين ومؤسسات المذاكرة عملا جيدا لعقود. تتوقع "إنفينيوم جلوبال ريسيرش"، شركة استشارية مقرها بيون، أن تبلغ قيمة صناعة فصول التدريب في الهند 500 مليون دولار هذا العام. لا يلتزم الجميع بالقواعد. يبدو أنه في كل موسم امتحان تظهر مزاعم جديدة عن الغش من قبل معاهد التدريب.
العام الماضي، كتب المحللان، براناف بهافسار ونيتين منجال، "الحلم الهندي سيدور دائما حول التعليم الذي يضمن كسب حصة جيدة من محفظة العملاء. تمكنت شركة بايجوز من الاستفادة من هذا".
يقول رافيندران، ابن معلمي مدرسة، إن دخوله إلى الصناعة كان عرضيا. أثناء عمله في شركة شحن، خضع لاختبار دخول قياسي من باب التسلية وحصل على درجة عالية. بدأ بتعليم الآخرين كيفية الخضوع للامتحانات، ثم أنشأ لاحقا شركة للتحضير للاختبارات مع زوجته، ديفيا جوكولناث. بعد تأمين أول استثماراتهما الخارجية في 2013، قرر الزوجان التوسع إلى ما بعد التحضير للامتحانات الجامعية والانتقال إلى التعليم الابتدائي.
كان نموذجهما أكثر طموحا من حيث النطاق مقارنة بكثير من النماذج السابقة، تطبيق تعليمي محمل مسبقا على جهاز حاسوب لوحي من شأنه إشراك حتى الأطفال الصغار، يتم تقديمه بوساطة أفضل المواهب التعليمية في أي مكان في الهند مع دعم المتابعة الشخصية.
مع ذلك، استغل المخاوف القديمة نفسها. يقول مندوب مبيعات سابق عمل مع شركة بايجوز في 2018، "اعتدنا أن نتطرق إلى نقاط الضعف هذه، "ألا تريد أن تقدم لطفلك تعليما جيدا؟ تم تدريبنا على قول هذه الأمور بفجاجة في وجه أولياء الأمور".
في عروض المنتجات في منازل الأسر، يختبر مندوبو المبيعات الأطفال عبر طرح أسئلة صعبة. يقول مندوب مبيعات سابق آخر، "عليك أن تدفع الطلاب والآباء من خلال التقليل من شأنهم، وإخبارهم، أنت لست جيدا في دراستك". يقول رافيندران إن المحتوى التدريبي في "بايجوز" لا يحتوي على أي شيء "من هذا القبيل".
في 2015، مع توغل وصول الإنترنت إلى كل ركن من أركان الدولة، كانت الإمكانات المحتملة واضحة للمستثمرين. من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق التعليم في الهند 225 مليار دولار بحلول 2025، التي تضم أكبر مجموعة من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 عاما في العالم. يلتحق نحو 37 في المائة من أكثر من 250 مليون طالب بكليات خاصة برسوم - ينفق الآباء الطموحون كل ما في وسعهم للحصول على الرسوم الدراسية الإضافية. خلال ثلاثة أعوام، نجح رافيندران في جذب استثمارات تزيد على 180 مليون دولار.
في الوقت ذاته، وعد ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، بإيجاد 250 مليون وظيفة كجزء من مناشدة الشباب الذين يحاولون اكتشاف سوق عمل صعبة مع متطلبات مهارات متغيرة. انجذب الآلاف من خريجي تكنولوجيا المعلومات والهندسة إلى شركات التكنولوجيا الناشئة، التي تفيض بالأموال الأجنبية. كثير منها كانت تقدم أجورا أفضل حتى من عمالقة تكنولوجيا المعلومات في الهند مثل شركتي "انفوسيس" و"تاتا كونسلتنسي سيرفسز". بدا المسرح مهيأ لنمو مطرد.
قال رافيندران للكاميرا، "مرحبا يا أطفال. نحن جميعا في مواجهة أزمة". كان كوفيد- 19 ينتشر في جميع أنحاء الهند، ما أدى إلى إغلاق المدارس وما أثر في نحو 286 مليون طفل. في الفيديو الذي تبلغ مدته 35 ثانية، وتمت مشاهدته 12 مليون مرة على "يوتيوب"، تعهد بمساعدة الأطفال على مواصلة التعلم، وتقديم دروس مباشرة مجانية.
حينما خفضت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة، كانت الشركات التكنولوجية الناشئة في الهند تسبح بالأموال الرخيصة. لم تكن "بايجوز" استثناء. بين آذار (مارس) 2020 ونهاية 2021، جمعت الشركة أكثر من 2.5 مليار دولار من المستثمرين، وفقا لمزودة البيانات شركة تراكسن.
استثمرت "بايجوز" هذه الأموال في شراء الشركات الأجنبية والمحلية وضمها تحت علامتها التجارية. كانت عمليات الاستحواذ التي قامت بها في الولايات المتحدة، خاصة، غير عادية إلى حد كبير بالنسبة إلى شركة هندية ناشئة، نظرا إلى التقييمات الأعلى عموما للشركات الأمريكية، أشار هذا إلى مستوى جديد من الثقة بين شركات التكنولوجيا الهندية.
لكن مندوبي المبيعات كانوا محرك النمو في "بايجوز". وصفت المقابلات مع عشرات الموظفين السابقين والحاليين، الذين عملوا في جميع أقسام الشركة على مدار الأعوام الأربعة الماضية، الشركة بأنها موجهة نحو تحقيق الأهداف وتقدم حوافز سخية "في 2019، دبرت سفر الموظفين ذوي الأداء العالي إلى المملكة المتحدة لحضور مباراة كريكيت دولية"، لكنها قاسية على العمال الذين تخلفوا في الأداء.
بحلول 2018، كان طابق المبيعات في المقر الرئيس لشركة بايجوز في بنجالور، "مثل حفلة إخوة جامعية، حيث يتم الدفع لك"، حسب قول مندوبة مبيعات، تم توظيفها من حرم جامعتها. تقول، "كانت الثقافة غريبة جدا، كانوا يشتمون علانية"، مضيفة أنها شهدت المديرين "يصيحون" و"يصرخون" في وجه العمال والزملاء يبكون في المكتب. قال اثنان من مندوبي المبيعات عملا في فرع "بايجوز" في كولكاتا إن طابق مكتبهم كان يطلق عليه "ذئب وول ستريت".
يقول راو، المدير الإبداعي، "كنت أجلس في العمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة صباحا. لقد وظفت أشخاصا رغبوا في الاستقالة خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر (...) هذه وظيفة لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة".
تعترض "بايجوز" على مثل هذه الأوصاف وتقول إنها "مهتمة برفاهية الموظفين" ولديها معدلات إنهاك منخفضة تشير إلى أنها مكان عمل يتمتع "بثقافة توجيه ورعاية". يعترف رافيندران بوجود "ضغوط أعلى" في المبيعات بسبب الأهداف، "لكن إذا صادفنا مخالفات، فإننا نتخذ إجراءات صارمة".
في مقابلة في 2019، قال رافيندران لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إن أول 300 موظف في الشركة تقريبا كانوا "جميعهم تقريبا" من خريجي قاعدة طلاب شركة بايجوز، ما وفر له ميزة على منافسيه و"قاعدة طلاب كبيرة من المتابعين، قاعدة معجبين. تمكنت من اجتذاب أفضل المواهب للعودة والانضمام إلي".
يقول راو إنه كان معجبا بدافع ورؤية شركة بايجوز. "قلت لنفسي إذا كنت أرغب في البقاء في هذه الشركة (...) فلا بد لي من مواكبة خطاها". مع نمو الشركة الناشئة بسرعة فائقة، قفز صغار موظفي المبيعات سريعا إلى المناصب الإدارية. لكن المنافسة كانت شرسة دون وجود عدد كاف من الآباء الأثرياء لبيع الخدمات لهم.
اعترف مندوبو المبيعات، أن أساليبهم، أحيانا، كانت تتجاوز الحدود الأخلاقية مثل عدم إخبار الآباء بسياسة استرداد الأموال بعد 15 يوما. يقول أحدهم، الذي لا يزال يعمل في شركة بايجوز، "نظرا إلى ضغوط فقدان وظيفتك، يتعين على مندوب المبيعات أحيانا القيام بكل ما ما يتطلبه الأمر من أجل المبيعات".
لجأ كثير من الآباء إلى الاستدانة من أجل السداد. واستخدم البعض بطاقات الائتمان، لكن آخرين حصلوا على قروض من شركات التكنولوجيا المالية، ومن زملائهم الناهضين في مشهد الشركات الناشئة في الهند الذين كانوا في الغالب على استعداد لتحمل ائتمان محفوف بالمخاطر قد تتجنبه المصارف التقليدية.
قالت شركة زيست موني، وهي الشريك المالي السابق لشركة بايجوز، في بيان لها أنها انسحبت من الشراكة "بسبب سوء بيع منتجاتها للعملاء. أثر ذلك في تجربة العملاء الشاملة على كلا المنصتين". يقول رافيندران إن شركة زيست موني لم تكن "شريكا كبيرا على الإطلاق". يقول إن فريقا مركزيا يدقق الآن في كل عملية بيع، "لن أقول مطلقا، لكن يكاد يكون من المستحيل للأشخاص البيع المضلل اليوم".
أحد الآباء في نيودلهي، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه لا يزال مدينا، سجل ابنه البالغ من العمر تسعة أعوام في 2019 بعد أن طرق مندوبو مبيعات "بايجوز" باب منزله "بانتظام وباستمرار". حصل على قرض بقيمة 34 ألف روبية "نحو 420 دولار" للدفع مقابل حزمة تمتد لثلاثة أعوام.
يقول المساعد المكتبي إني أردت "أن أفعل كل ما بوسعي للتأكد من أن ابني سينمو ولا يضطر لعيش حياة صعبة مثلنا، بسبب الافتقار إلى التعليم الجيد". كان ينفق أكثر من ثلث دخله الشهري البالغ 12 ألف روبية "150 دولار" على رسوم المدرسة الخاصة. أضافت مدفوعات بايجوز 2833 روبية أخرى. لكن الجائحة أضعفت هذا الاتفاق الهش.
حينما بدا التعلم عبر الإنترنت هو الحل لإغلاق المدارس، كثير من الآباء تعرضوا للضغط لأن الشركات فصلت العمال أو أوقفت دفع رواتبهم. في أواخر 2021، عندما بدأت الشكاوى على "بايجوز" في الانتشار، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تحقيقا مؤلما عن ممارسات البيع فيها. رفضت "بايجوز" هذه المزاعم، لكن صورتها تضررت. يقول رافيندران إن لدى بايجو الآن منظمة غير ربحية تساعد الآباء الذين يكافحون من أجل دفع الرسوم الدراسية بمنح دراسية مجانية.
يقول، "الأمور الثلاثة - التضليل في البيع، والبيع العدواني، والتمويل الاستهلاكي - هي أحداث تقع مرة واحدة ونادرة الحدوث". يستشهد بتقرير من "باين آند كومباني"، التي حكمت فيه على الدليل الذي يشير إلى التضليل في البيع من قبل "بايجوز" بأنه "محدود" وأن المخاطر التي يشكلها التمويل الاستهلاكي منخفضة بالنسبة إلى المستثمرين.
قالت مؤسسة التمويل الدولية، وهي مؤسسة الاستثمار الشقيقة للبنك الدولي التي اشترت حصة قدرها 15 مليون دولار في "بايجوز" في 2016، إنها كانت "على دراية بالتقارير الإعلامية المتعلقة بأساليب البيع العدواني في قطاع تكنولوجيا التعليم ودعت إلى إيجاد حلول". تقول إن "بايجوز" "اتخذت التدابير اللازمة لمنع وقوع هذه الحوادث". كانت المؤسسة هي الوحيدة التي وافقت على التعليق من بين 15 مستثمرا في "بايجوز" اتصلت بهم "فاينانشال تايمز".
عندما قامت شركة ديلويت، التي تدقق حسابات "بايجوز"، بالتوقيع في أواخر آب (أغسطس)، كشفت شركة تكنولوجيا التعليم عن نتائج ضعيفة في الظاهر بسبب تغيير كبير في السياسات المحاسبية - كما أشارت "ديلويت". سجلت "بايجوز في السابق أغلبية إيراداتها من بيع الأجهزة اللوحية مسبقة التحميل، على الرغم من أن الآباء كانوا يشترون خططا لعدة أعوام. مع ذلك، أثناء الجائحة، كان العملاء الحاليون يستخدمون دروس الفيديو المجانية عبر البث المباشر. نظرا إلى تصنيفها كخدمة، نصح المدققون بضرورة احتساب عائدات الدروس الحية هذه بمرور الوقت.
نصحت "ديلويت" شركة بايجوز بأن الإيرادات من الحزم المبيعة للعملاء بالائتمان، وهي ممارسة بدأت خلال الجائحة، يجب تسجيلها فقط عند تحصيلها بالكامل. بصورة عامة، يقول رافيندران، إن التغييرات المحاسبية أجلت نحو 20 مليار روبية من الإيرادات التي تبلغ قيمتها 45 مليار روبية. بينما أثرت في المجموعة خسائر شركة وايت هات جيه آر، وهي مدرسة لتعليم البرمجة عبر الإنترنت التي استحوذت عليها "بايجوز" في آب (أغسطس) 2020.
تسبب أسلوب التسويق الشرس في خسائر فادحة بلغت 45 مليار روبية "555 مليون دولار"، مع تضخم الإنفاق نحو ثلاثة أضعاف قيمة الإيرادات. يقول نيرجونان تيروتشيلفام، رئيس أبحاث قطاع المستهلك في مجموعة تيليمر للتحليلات، إن أكثر من 90 في المائة من التكاليف جاءت من الأنشطة الترويجية مثل رعاية فريق الكريكيت الهندي ودعم المشاهير الآخرين إضافة إلى مزايا الموظفين. يقول، "يتوجب على المستثمرين معرفة ما إذا كان بإمكان بايجوز وقف شلال الإنفاق على التسويق والعودة إلى النمو عن طريق التسويق الشفوي".
كانت هناك بعض الأنباء السيئة أيضا حول التمويل. فشلت شركتان من أصحاب رأس المال الاستثماري في الولايات المتحدة، وهما "أوكسشوت كابيتال" و"سوميرو فينتشورز"، في تقديم استثمارات بقيمة 250 مليون دولار تعهدتا بها خلال العام الماضي. ولم يستجب أي منهما لطلباتنا بالتعليق.
تتطلع "بايجوز" الآن إلى عالم ما بعد الجائحة. المؤسس، الذي قال ذات مرة، "لقد قتلنا نموذج أعمالنا التقليدي الذي لا يعتمد على الاتصال بالإنترنت"، يقدم نظاما هجينا من خلال افتتاح مراكز تعليم وكلية تدريب جرى الاستحواذ عليها حديثا تسمى "أكاش".
مع ذلك، إذا كانت الخسائر التي تكبدتها شركات تكنولوجيا التعليم العالمية الأخرى تعطي أي مؤشر، فقد تكون الأعوام القليلة المقبلة صعبة. كما يقول مستشار التكنولوجيا جيفري لي فانك، ثلاث شركات أمريكية ناشئة في مجال التعليم عبر الإنترنت، وهي "كورسيرا" و"يوديمي" و"تشيج"، تكبدت خسائر تراكمية تراوح بين 400 و600 مليون دولار. قال، "أتوقع أن الأداء المالي لهذه الشركات الناشئة (...) سيزداد سوءا مع افتتاح المدارس. من المحتمل أن تعمل الديناميكية نفسها مع شركة بايجوز". تقول "بايجوز" إن إيراداتها ترتفع بقوة.
مضى رافيندران قدما بالفعل. يقر بأن "المستثمرين والمقرضين كانوا قلقين" إزاء تأخر التدقيق، لكنه أضاف، "كل ما يفعله المدققون يتسم بالإنصاف (...) على المدى القصير، قد تعتقد أن عام 21 المالي سيئ من وجهة نظر التقارير، لكن من يهتم لهذا، أليس كذلك؟ نحن نفكر في الـ20 عاما المقبلة".

الأكثر قراءة