لعبة كلووي .. نجاح مبهر يثير الشكوك في سوق هابطة
بعد أن شهدت طفرة غير مسبوقة خلال عامين من عمليات الإغلاق القسري بسبب الجائحة، تواجه صناعة الألعاب على الهواتف المحمولة تحديات في 2022. انخفض إنفاق المستهلكين على ألعاب الهاتف المحمول في الولايات المتحدة 10 في المائة تقريبا في النصف الأول من العام، وفقا لتقرير حديث صادر عن شركة سينسور تاور المتخصصة في أبحاث التطبيقات.
أثار اهتمامي عندما علمت من خلال التقرير أن لعبة لم أسمع عنها من قبل أصبحت واحدة من الألعاب القليلة التي بدأت تنمو بالفعل في الوقت الحالي. لعبة كلووي ليست مقدمة من أفضل استوديوهات صناعة ألعاب الهاتف المحمول، مثل "سوبرسيل" أو "كينج". كما أنها لا تحتوي على رسومات مذهلة ولا تستخدم شخصيات معروفة. مع ذلك، حققت عائدات بقيمة 16.5 مليون دولار من المستخدمين الأمريكيين في النصف الأول من العام، وفقا لتقديرات "سينسور تاور"، ما يجعلها اللعبة الأولى على الهاتف المحمول من نوع الآركيد "ألعاب الإثارة والحركة".
لكني سرعان ما اكتشفت أن لعبة كلووي تقدم حقا تصنيفا خاصا بها. هناك عدد لا يحصى من ألعاب "الآركيد" القديمة التي تستحضر شعور الحنين للأجهزة من فترة السبعينيات والثمانينيات التي تعمل بالعملات المعدنية. لكن "كلووي" تجلب لك تجربة صالة ألعاب حقيقية بالفعل إلى هاتفك الجوال.
تدير شركة جايجانتك، التي طورت اللعبة، مستودعا يضم مئات من الآلات المصممة للإمساك باستخدام الأصابع، ولكل منها ذراع ميكانيكية تستخدم لالتقاط الألعاب المحببة، وميداليات المفاتيح وغيرها من الجوائز الأخرى. تتصل هذه الأجهزة بخطوط إنترنت عالية السرعة تمكن المستخدمين من التحكم في الأصابع عن بعد. يظهر لك بث فيديو مباشر الشيء الذي يمكنك سحبه. إذا فزت، فستقوم لعبة كلووي بتوصيل الجائزة إلى منزلك. أما إذا كنت لا تريد أن تلعب بنفسك، يمكنك مشاهدة الآخرين وهم يلعبون، كما لو كنت موجودا في صالة الألعاب بنفسك.
هل هذه عودة مبهجة للزمن الجميل للعب على الأرصفة، أم أنها علامة على نهاية زمن الابتكارات؟ بدافع الفضول بسبب شهرة اللعبة، قمت بتجربتها. في محاولتي الثانية، فزت بميدالية مفاتيح "القطة المحظوظة". يا له من حظ! أم أنه ليس كذلك. كما ربح اثنان من أصدقائي أول جائزتين لهما من لعبة كلووي بسهولة تثير الشك، وهذا ليس بالإحساس الذي قد يميزه أي شخص لعب بالألعاب الصعبة بالفعل في صالات الألعاب.
على الرغم من وعد اللعبة "بالتوصيل المجاني"، إلا أن المطالبة بجائزتي كانت تعني أن أدفع 3.49 جنيه استرليني أسبوعيا مقابل "شحن لا نهائي من الجوائز"، أو الانضمام إلى نادي كلووي مقابل 7.99 جنيه استرليني شهريا، لقاء كومة من العملات المعدنية الافتراضية اللازمة للعب وفرصة الفوز "بجوائز حصرية". تصر شركة جايجانتك على أن "كلووي" ليست لعبة قمار، بحجة أنها تتطلب مهارة في الضغط مرتين على الزر عند كل محاولة للإمساك بالجائزة. تقدر شركة سينسور تاور أن اللاعبين أنفقوا نحو مائة مليون دولار حتى الآن على التطبيق على مستوى العالم.
يبدو أن المستثمرين يؤمنون بنجاح اللعبة على المدى الطويل: جمعت شركة جايجانتيك سبعة ملايين دولار من التمويل الاستثماري خلال هذا الصيف، بينما يجادل مصممو لعبة كلووي بأنهم ابتكروا نوعا جديدا من ألعاب "الواقع المتصل" التي تدمج بين الأجزاء والذرات. قال رون برايتمان، الرئيس التنفيذي لشركة جايجانتك، لمجلة محلية متخصصة في الأعمال التجارية "إنها تسد الفجوة بين الحقيقة والواقع الافتراضي".
غير أن التعقيد الذي يدخل في تصميم هذا النوع من الأنطمة ليس موضع شك. تحريك ذراع ميكانيكية على الفور عند النقر آلاف المرات في اليوم على شاشة تعمل باللمس على بعد آلاف الأميال ليس بالأمر الهين. لكن بعد عقد يعد الأكثر جنونا في التاريخ من حيث الاستثمار في التكنولوجيا، مع إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم، من الصعب النظر إلى لعبة كلووي وعدم التساؤل، هل هذا كل ما في الأمر؟
كثير من ألعاب الهواتف المحمولة الأكثر ربحا و"المجانية" استعارت نموذج أعمالها من أجهزة "جاتشا" اليابانية التي تصرف كبسولات بداخلها ألعاب. أصبحت التطبيقات مبدعة في حث اللاعبين على شراء "صناديق الغنائم" التي تحتوي على أدوات سرية، وذلك لمساعدتهم على مواصلة التقدم في اللعبة. يقول المنتقدون "إنه لا يمكن تمييزها عن القمار". التطبيق الذي يجمع بين صناديق الغنائم الرقمية وأجهزة جاتشا التي تشبه الواقع يعد أمرا حتميا بقدر ما هو محبط.