لماذا ينبغي أن يتنحى التنفيذيون بعد 10 أعوام؟
يعتقد بيل جورج أن في إمكاننا أن نعزو كل شيء، من مقتل جورج فلويد إلى حرب أوكرانيا، إلى القيادة الفاشلة. هذا تأكيد استفزازي من الرئيس التنفيذي السابق لشركة ميدترونيك الذي أصبح أستاذا في كلية إدارة الأعمال في جامعة "هارفارد"، والذي أمضى 20 عاما في تقديم المشورة للجميع، من الرؤساء التنفيذيين والجنرالات إلى المديرين المتوسطين الطموحين، حول كيفية القيادة.
أخيرا، نشر جورج الذي كان عضوا في مجلسي إدارتي بنك جولدمان ساكس وشركة إكسون موبيل "من بين شركات أخرى"، أحدث كتاب من سلسلة كتب حاول فيها توجيه من هم في السلطة لتبني "القيادة الحقيقية" لإلهام أولئك الذين يشرفون عليهم.
في كتاب "ترو نورث: إميرجينج ليدير إديشين"، يدعو هو والمؤلف المشارك، زاك كلايتون، جيلا جديدا للعثور على "النجم القطبي" – هدفهم – ولجلب القيم والشجاعة الأخلاقية للتحديات التي يواجهونها.
إنه من نوع الكتب الذي سيحبه عدد لا يحصى من المهنيين، الذين يتصفحون مكتبات المطارات، وسيكرهه كثيرون أيضا. هناك مساحة لاقتباسات غاندي، وتشرشل، ومدربي كرة السلة.
على الرغم من ذلك، ما يميز جورج هو مدى يقظته للجوانب السلبية لوضع المديرين على قمم الجبال. بعد محادثة أخيرة معه، فإن ما علق في ذهنى كان الحاجة إلى التفكير مطولا في كيفية بناء حوكمة فعالة في الشركات، كما نفكر فيما يجعل الفرد قائدا يستحق أن يسير الآخرون على خطاه.
يوافق جورج دون تردد، مثلا، على أن هوسنا بالقيادة ينطوي على خطر إيجاد قادة أقوياء لا يخضعون للرقابة من قبل الحوكمة الهادفة.
يشير إلى أن "تملق" الرؤساء التنفيذيين كان يمثل مشكلة بالفعل عندما كان جاك ويلش يدير شركة جنرال إلكتريك. التهمة التي وجهها ديفيد جيليس، زميل سابق في "فاينانشيال تايمز"، لويلش، في كتاب أصدره أخيرا بعنوان "تحطيم الرأسمالية"، في فترة توليه للمنصب التي استمرت 20 عاما.
يشعر جورج بالقلق بشأن "الطوائف"، التي تتشكل حول قادة الأعمال، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمؤسسين مثل إيلون ماسك أو مارك زوكربيرج. ويحذر من أن "القادة ينشغلون بالمال والشهرة والسلطة.
نحن مفتونون بقيادة الشركات. لكن هل يأتي هذا الهوس على حساب حوكمة الشركات، والأعمال الأقل إثارة لضمان وجود ضوابط على سلطة أي فرد في الشركة، والآراء المختلفة والمليئة بالتحدي حول طاولة مجلس الإدارة؟
إن الحوكمة هي الحرف G في الاختصار ESG "المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة"، ومن الصعب المجادلة بأن الاستثمار في الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة قد قضى على تبجيل الرؤساء التنفيذين.
لقد دفع عصر الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة المجالس لمراجعة تكوينها ومراقبة مجموعة أوسع من المخاطر. لكنها لم تغير ميزان القوى بين المديرين والرئيس التنفيذي.
في الولايات المتحدة بشكل خاص، حيث يترأس كثير من الرؤساء التنفيذيين مجلس الإدارة أيضا، ما يسمح لهم باختيار المديرين المفترض أنهم مستقلون والذين سيحددون أجورهم وطول فترة عملهم.
يجادل جورج بأن أعضاء مجلس الإدارة ما زالوا يقضون كثيرا من الوقت، وهم يقلقون بشأن الأرباح. بدلا من ذلك، ينبغي لهم طرح مزيد من الأسئلة حول ثقافة الشركة، وما تظهره الدراسات المسحية للموظفين والعملاء، وما إذا كان الرئيس التنفيذي محاطا "بالإمعات".
تم تهديد جورج ذات مرة من قبل مسؤول تنفيذي في شركة ثيرانوس بعد أن شكك في قيادة إليزابيث هولمز قبل انهيار شركتها، التي تعمل في مجال فحص الدم. ذكره ذلك بمخاطر وجود عدد قليل جدا من "قائلي الحقيقة" في فرقهم.
يمكن القول إن الكاتب غزير الإنتاج هو أحد المساهمين في هوس القيادة لدينا، لكن جورج أيضا من منتقدي جنون العظمة في الشركات. لقد أقنعته دراساته عن الرؤساء التنفيذيين الآخرين أن أداءهم يتدهور بعد العقد الأول، لذلك وضع لنفسه حدا ثابتا عشرة أعوام أثناء عمله في شركة ميدترونيك، ويعتقد أن كثيرا من مجالس الإدارة كانت أعجز من أن تفرض مثل هذه الحدود.
يقول إننا بحاجة أيضا إلى مجالس إدارة متنوعة ذات مديرين قياديين أقوياء "بمن في ذلك الرؤساء التنفيذيون السابقون" ينتبهون إلى ما إذا كان رئيسهم التنفيذي يستمع إلى النقاد ويطور الطبقة التالية من المديرين التنفيذيين. القادة الموثوق بهم مهمون للشركات – كذلك الهياكل التي تمنعهم من تصديق المتملقين أو البقاء طويلا في المنصب.
يسهل بيع كتاب عن القيادة أكثر من بيع كتاب عن الحوكمة: نطمح جميعا إلى إبراز شخصية إرنست شاكلتون الداخلية فينا، لكن القليل منا يرغب في القراءة عن ضوابط وموازين الشركات. وبشكل مشابه، يمكن لمعظمنا تسمية الرؤساء التنفيذيين لشركة تسلا أو بنك جولدمان، لكن قلة منا يعرفون كثيرا عن المديرين المستقلين فيهما.
يقدم الكتاب دروسا للمديرين التنفيذيين، ولمجالس الإدارات ومستشاريهم، ويذكر بأن القادة الذين يتولون المنصب لفترة طويلة قد يكونون مدفوعين بانعدام الأمن بقدر ما يدفعهم جنون العظمة. ولدى سؤاله عن مدى صعوبة توقف أقرانه عن كونهم رؤساء، عاد جورج إلى صورة متسلق الجبال التنفيذي.
"أعتقد أنه بالنسبة لكثير من الرؤساء التنفيذيين وصولك إلى قمة الجبل يعني أنك في قمة قوتك ويبدو أن الطريق نحو الأسفل طويل. يبدو كالجرف".