ماجستير الإدارة .. التطور ضروري في الأوقات المتقلبة

ماجستير الإدارة .. التطور ضروري في الأوقات المتقلبة

من موجات الحر والجفاف إلى الصراع والمجاعة، أثبتت الأشهر القليلة الماضية أنها كارثية للمجتمعات حول العالم. تتعرض كليات إدارة الأعمال لضغوط للاستجابة، وفقا لاستطلاع "فاينانشيال تايمز" الأخير حول ماجستير الإدارة.
قدمت الحرب الروسية - الأوكرانية - مثل تهديدات الصين لتايوان - تذكيرا واقعيا بأن السياسة لا تزال قادرة على التغلب على الاقتصاد، وأن للعولمة حدودا. أدى القتال ونقص الإمدادات المرتبط به إلى إثارة مخاوف عالمية بشأن الأمن الغذائي وزيادة الضغوط التضخمية، فضلا عن خطر حدوث ركود.
تعمل هذه العوامل على تكثيف الضغوط طويلة المدى من آثار جائحة فيروس كورونا وكذلك تغير المناخ، وكلاهما كانا مدفوعين إلى حد كبير بالنشاط البشري. أدى التحول الصناعي وإزالة الغابات والهجرة إلى تغيير أنماط الإصابة بالأمراض وزيادة انبعاثات الوقود التقليدي.
توجد هذه التحديات طلبا متزايدا على مهارات ومناهج وقيم جديدة من الذين يدرسون الإدارة ويبحثون فيها ويدرسونها على حد سواء. تتفاعل بعض كليات إدارة الأعمال بشكل مباشر، مع وجود بعضها على خط المواجهة إلى جانب كلية كييف للاقتصاد، التي لا تزال تعمل تحت تهديد الهجوم، بينما تحشد دعما دوليا أوسع للأزمة الإنسانية في أوكرانيا.
رحبت المؤسسات في أماكن أخرى بالطلاب والعلماء الأوكرانيين، أو أقامت شراكات للمساعدة على التدريس المشترك للذين نزحوا بسبب النزاع. فيما يتعلق بالموضوعات المهمة الأخرى، ولا سيما حول الاستدامة والبحث عن الهدف والتأثير المجتمعي الذي يسعى إليه "الجيل زد"، هناك كثير من التغييرات التي أدخلت على التوظيف وتصميم المناهج والعمليات.
كتب أندرو هيل، كاتب في "فاينانشيال تايمز"، أنه في حين إن الآراء منقسمة بشأن هدف الأعمال وهناك كثير من القيود على الإطار الحالي للعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة، هناك ضغط متزايد على القادة لإعادة التفكير في أدوارهم بما يتجاوز مجرد تحقيق أقصى قدر من الأرباح. هذا يشمل المرونة، في وقت يتجدد فيه الاهتمام بالصحة العقلية والنفسية في العمل.
وفقا لتقرير "فاينانشيال تايمز"، تبذل كليات إدارة الأعمال جهودا لتقليل انبعاثات الكربون من السفر. كما نشرنا في تقرير آخر دعوة من أحد الأكاديميين للمعلمين والشركات والمجتمع ليكونوا أكثر شمولا لذوي الاحتياجات الخاصة، لأسباب تتعلق بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.
تجري "فاينانشيال تايمز" مقابلات مع الطلاب، الذين يصفون قيمة البرامج التي يدرسونها لتعلم التعاون، وتعزيز الشبكات، والتفاعل مع مجموعة متنوعة، واكتساب خبرة دولية ومجموعة واسعة من المهارات. مع تجهيزهم بشكل مناسب، يسعون إلى وظائف في القطاعات الخاصة وغير الربحية والعامة، سواء في المنظمات العريقة أو بشكل متزايد في الشركات الناشئة.
أحد الطلاب، لاجئ نشأ في كينيا، التحق بكلية إدارة الأعمال في أوروبا ويدير الآن العمليات الإثيوبية لشركة إفريقية ناشئة. تعكس قصته الرغبة المتزايدة في جذب طاقم متنقل وأكثر تنوعا للمهارات التكنولوجية والرقمية، بما في ذلك تحليلات الأعمال والذكاء الاصطناعي، وتجهيزه.
على الرغم من الاضطراب، فإن الطلب على ماجستير الإدارة قوي. لكن هناك تغييرات في تدفقات أماكن قدوم الطلاب ودوافعهم، ما أثار تفكير كليات إدارة الأعمال، ودفع الابتكار في علم التربية وفي الشراكات وفي إنشاء دبلومات متخصصة ودرجات مشتركة.
كالعادة، يجب وضع تصنيف "فاينانشيال تايمز" لبرامج ماجستير الإدارة في السياق. يقدم التصنيف لمحة سريعة عن مائة من مقدمي برامج ماجستير الإدارة الرواد حول العالم، مصنفين وفقا لبيانات من الخريجين وأعضاء هيئة التدريس حول عوامل تختلف من القيمة مقابل المال إلى النتائج المالية، وتنوع المشاركين إلى الاستدامة.
جميع البرامج التي تم تقييمها ذات جودة عالية، لكنها تستحق تحليلا تفصيليا. تقدم بعض المؤسسات المدرجة مجموعة من درجات الماجستير الأخرى غير المصنفة، تشمل تلك التي يتم تحليلها مجموعة واسعة من العروض حسب الموقع، والتكلفة، وحجم الفصل الدراسي، والمدة، وأنماط التعلم، والتخصصات التي يتم تدريسها.
توفر الدرجات المجمعة في جدول التنصيف نقطة بداية، لكن يجب على القراء أيضا النظر إلى نقاط البيانات الفردية لكل كلية لاستكشاف العوامل الأكثر أهمية لهم. كما نصف في مقال عن أسرار القبول الناجح، أنه ينبغي للمتقدمين إجراء أبحاثهم الخاصة، ليس أقلها عبر التحدث مع الخريجين.

الأكثر قراءة