شركات الأسهم الخاصة تتطلع إلى موجة استثمارية على شواطئ الريفييرا الفرنسية

شركات الأسهم الخاصة تتطلع إلى موجة استثمارية على شواطئ الريفييرا الفرنسية

على رمال الريفييرا الفرنسية الذهبية، وعلى طول الشاطئ مباشرة في أمسية للعب كرة الطائرة، احتشد المسؤولون التنفيذيون لشركات الأسهم الخاصة في خيمة كبيرة يرتدون أطقما داكنة ويحتفلون حيث فعلوا ما بوسعهم لتجاهل الأزمة التي أثرت في قطاعهم.
هذا الأسبوع، مجتمعون في معرض في أحد أكثر الوجهات المميزة في أوروبا، وأظهر أكبر صناع الصفقات ثقتهم رغم أن الظروف التي غذت طفرة الأسهم الخاصة التي امتدت لعقد قد ذهبت في الاتجاه المعاكس.
لأعوام عديدة، سار كل شيء على ما يرام تقريبا بالنسبة إلى أصحاب المليارات في قطاع الشراء الشامل. الآن، بينما ترتفع أسعار الفائدة ويواجه نموذجهم أكبر اختبار له منذ انهيار 2008 على الأقل، تتطلع الأسهم الخاصة إلى ما يأمل صناع الصفقات أن يكون ثورتهم المقبلة، موجة غير مسبوقة من الأموال من المستثمرين الأفراد.
"عندما تستقر الأسواق، سيكون وقتا هائلا للأسهم الخاصة" وتدفق مال الأفراد هو "مسألة وقت"، وليس احتمالا، حسبما قال فيردون بيري، الرئيس العالمي لشركة بلاك ستوون ستراتيجك بارتنرز، على المسرح الرئيس للمعرض هذا الأسبوع.
أمضت مجموعات الاستحواذ الأعوام القليلة الماضية في إبرام عدد قياسي من الصفقات بتقييمات مذهلة في كثير من الأحيان، باستخدام قدر متزايد من الديون. الآن، يملكون أعمالا ترتفع تكاليف اقتراضها بالقدر نفسه الذي تنخفض فيه إيراداتها.
بالكاد يستطيع المستثمرون المتخصصون في الديون المتعثرة احتواء فرحتهم بشأن إمكانية وقوع هذه الشركات في مشكلات.
قال مات ويلسون، المدير العام في شركة أوك تري، خلال حلقة نقاش في المعرض، "لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية ولأسباب مختلفة تماما، بدأنا نرى تصدعات بطريقة حقيقية في جميع المجالات".
أضاف، "اجتماع الإيرادات المنخفضة، مع التدفق النقدي المنخفض، مع تكاليف الاقتراض المرتفعة سيكون موقفا صعبا للغاية. نحن متحمسون جدا بشأن ما نرى أمامنا الآن (...) من الصعب رؤية طريق لهبوط سلس".
بينما يجادل البعض بأنه تم الوصول إلى قمة السوق، أصبح البعض الآخر قلقا بشأن ممارسات القطاع.
استخدم ميكيل سيفنسترب، كبير مسؤولي الاستثمار في "إيه تي بي"، أكبر صندوق تقاعد في الدنمارك، منبره في المعرض ليقارن الأسهم الخاصة بمخطط هرمي.
اشتكى من استخدام القطاع "للأموال المستمرة"، وهي نموذج سريع النمو تبيع فيه مجموعة أسهم خاصة شركة لنفسها عن طريق نقلها بين اثنين من صناديقها الخاصة. قال إنه كان "ينظر بدقة" إلى "جميع تلك الحيل التي يفعلونها للتلاعب نوعا ما" بأرقام العوائد.
لكن في حديث خاص على هوامش المعرض، قال مسؤول تنفيذي كبير في مجموعة استحواذ أوروبية إنه واثق بأن "العصر الذهبي للأسهم الخاصة قد بدأ للتو".
أحد أسباب التفاؤل هي بحث الأفراد عن الأموال - على عكس صناديق التقاعد والأوقاف المالية وصناديق الثروة السيادية التي دفعت نمو القطاع حتى الآن - ما تصفه الشخصيات البارزة بـ"إضفاء الطابع الديمقراطي" على الأسهم الخاصة.
سيأتي بعض من المال من الأثرياء. قال "مورجان ستانلي" و"أوليفر ويمان" في تقرير العام الماضي إن الناس الذين يملكون ما بين مليون و50 مليون دولار للاستثمار سيلتزمون بـ1.5 تريليون دولار إضافية للأسواق الخاصة بحلول 2025.
لكن القطاع يستهدف أيضا الأشخاص الذين هم أقل من ذلك بكثير في سلم الدخل.
قالت فيرجيني مورجون، الرئيسة التنفيذية في مجموعة يورازيو للاستحواذ، في المعرض، "نحن نتحدث عن إضفاء الطابع الديمقراطي الفعلي". سيجمع القطاع المال من "الأفراد ليس، مثلا، من الأفراد ذوي الثروات العالية" الذين يستطيعون استثمار مليون يورو أو أكثر، بل الأشخاص الذين لديهم خمسة آلاف أو عشرة آلاف يورو" كما قالت.
حذرت أريان دي روثستشايلد، التي تترأس مصرف فرانكو-سويس الخاص، وإدموند دي روثستشايلد، مدير الأصول، من الحاجة إلى "إطار حوكمة قوي لتفادي سوء الفهم وضرر السمعة المحتمل" عندما يتم جلب المستثمرين العاديين.
كان هناك حديث أيضا حول شراء المستثمرين الأفراد للمنتجات المتعلقة بالأموال المستمرة، التي تعد متخصصة جدا، حتى إن كثيرا من الناس في المجال المالي ليس لديهم إلمام بطريقة عملها.
"أرى أن ذلك المنتج منطقي تقريبا للمستثمرين الأفراد بأكثر من طريقة" على عكس الشراء في صناديق الأسهم الخاصة، حسبما قال
جابريل مولربيرج، مدير عام في "جولدمان ساكس" والمتخصص أيضا في الصفقات. ثم أضاف، الأدوات الاستثمارية أقل تقلبا وأكثر تنوعا.
وسط الأحزاب واللجان، حذر المسؤولون التنفيذيون من أن القطاع عالق في مأزق لأن التقييمات الخاصة - للشركات التي تمتلكها مجموعات الاستحواذ وشركات الأسهم الخاصة غير المدرجة - لم تتماش مع الأسواق العامة.
"كان عاما صعبا على كثير من مستثمري سوق الأسهم، إنه مثير للاهتمام نوعا ما، أليس كذلك، لأن الأسواق الخاصة لا تزال تحافظ على تقييماتها (...) في النهاية سيتقاربون. سواء كان ذلك إلى الأعلى أم إلى الأسفل، سنرى مع الوقت"، حسبما قال سيفنسترب من إيه تي بي.
أثناء المؤتمر، سجلت مجموعة بيترشيل بارتنرز المدرجة في بورصة لندن التي استحوذت عليها وهي تمتلك حصصا أقلية في شركات الأسهم الخاصة "جولدمان ساكس"، خسارة محاسبية حيث خفضت قيمة استثماراتها.
سلطت الخطوة الضوء على كيف جعل ارتفاع أسعار الفائدة شركات الاستحواذ، التي تتلقى تيارا ثابتا من المال من رسوم الإدارة التي تتقاضها من المستثمرين، أقل قيمة. انخفضت جميع الأسهم في "بلاك ستون"، و"أبولو جلوبال مانجمينت"، و"كيه كيه آر"، ومجموعة "كارلايل"، و"إي كيو تي"، و"بريدج بوينت" هذا العام أكثر من مؤشر إستاندرد آند بورز 500. لم تتبعها بالضرورة تقييمات مجموعات الاستحواذ الخاصة.
قالت تيفاني جونستون، المديرة الإدارية في "بلو أول" التي تشتري حصص أقلية في شركات أسهم خاصة: "شيء واحد سئلنا عنه كثيرا في الفترة الأخيرة هو هل تغير تقييمنا أو طريقتنا مع ما يحدث في الأسواق العامة. لم تتغير حقا (...) وجدنا أننا كنا قادرين على أن نكون ثابتين للغاية فقط".
في الوقت الذي يتساءل فيه المطلعون عن نموذج القطاع - وسط آمال لجذب المستثمرين الأفراد - تشكل شركات الأسهم الخاصة دفاعاتها.
قال جورج أوسبورن، المستشار البريطاني السابق الذي كان في المؤتمر بصفته شريكا في شركة أخيه لرأس المال المغامر "9 ياردز كابيتال"، إنه كان على القطاع الاستثمار "على المدى الطويل"، النظر في أزمة الطاقة، والتضخم، و"مشكلة" الأزمة الأوكرانية "المأساوية".
كان أورلاندو برافو، شريك مؤسس في مجموعة توما برافو الاستحواذية، التي ضخت عشرات المليارات من الدولارات في صفقات برمجيات في ذروة السوق في الأعوام القليلة الماضية، من بين الأكثر تفاؤلا في هذا الحدث.
قال، "الطريقة التي يجني فيها القطاع الأموال ليست عن طريق توقيت السوق" مضيفا أن شركات الأسهم الخاصة قد أبرمت بعض الصفقات الناجحة بتقييمات عالية وصفقات فاشلة بثمن رخيص. "تشتري شركة كبيرة عندما تستطيع (...) قطاعنا لا يتعلق بالشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر أعلى، لم يكن الأمر يتعلق بذلك من قبل".
لكن الأرقام من "بين آند كومبني" تحكي قصة أخرى. قال تقرير صادر عن شركة الاستشارات هذا العام إن ما يسمى بـ"التوسع المتعدد"، أو بيع شركة بمضاعف أرباحها أعلى مما تم شراؤها من أجله، كان "المحرك الأكبر لعائدات الشراء الشامل على مدى العقد الماضي".
مع ذلك، رفض برافو مقارنة سيفنسترب بين الأسهم الخاصة والمخطط الهرمي، قائلا، "يا إلهي، على العكس. إنها أفضل طريقة للتملك في العالم!".

الأكثر قراءة