الكثافة المرورية .. زيادة بلا حلول
وجدت أن الكتابة في الموضوعات التي تمس حياة الناس اليومية تلقى تفاعلا كبيرا، على الأقل من القراء الذين يطرح بعضهم مقترحات قد يستفاد منها من قبل الجهات ذات العلاقة. وانطلاقا من ذلك، أطرح اليوم موضوعا ربما تطرقت إليه أكثر من مرة، لكن التكرار أحيانا يكون مفيدا للوصول إلى النتائج الإيجابية المطلوبة. ورغم أن المعلومات شحيحة حول موضوع اليوم، وهو الكثافة المرورية في شوارعنا التي تزداد يوما بعد يوم، إلا أن هناك حلولا من شأنها معالجة الاختناقات التي تحول دون تحقيق "جودة الحياة" المنصوص عليها كأحد برامج رؤية 2030، بل هو من أهم الأهداف، إذ كيف ينعم المواطن بجودة الحياة وهو يقضي في كل مشوار في المدن الكبرى، خاصة مدينة الرياض، ساعة وربما أكثر، وبالذات في ليالي نهاية الأسبوع. هذا في الوقت الحاضر، فكيف ستكون الحال حينما يصبح سكان العاصمة 15 أو 20 مليون نسمة مع استقبال 40 مليون زائر في 2030، كما ورد في مبادرة مستقبل الاستثمار، التي صدرت في كانون الثاني (يناير)2021، التي نصت على تحويل الرياض إلى واحدة من أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم. ولو تحدثنا عن عدد السيارات، لوجدنا أن الرقم يرتفع بشكل ملحوظ، وخلال العام الحالي ارتفع عدد السيارات عن العام السابق بنسبة تصل إلى نحو 28 في المائة، وهذه أول مرة تتم فيها قفزة بهذا العدد بعد أزمة كورونا. وبحسب إحصائيات هيئة الإحصاء، فإن عدد السيارات في بلادنا أكثر من 12 مليون سيارة، ومن المتوقع أن يبلغ أكثر من 25 مليون سيارة في 2030، أي ضعف العدد الموجود حاليا.
وعلينا أن نتخيل الكثافة المرورية في الأعوام المقبلة. وهنا نتوجه إلى المرور السعودي والجهات الأخرى للسؤال عن الحلول، حيث نشر المرور على حسابه الرسمي 2019 ردا على سؤال لأحد المواطنين، أكد فيه أن الكثافة المرورية ترصد يوميا، وأن الحلول الهندسية والبدائل هي من اختصاص جهات أخرى، مؤكدا أن تلك الجهات تعمل معه على قياس حجم التدفق اليومي على الطرق. وعبر "المرور"، أن "مترو الرياض" سيسهم في تخفيف الازدحام، وأن التقيد بتنظيمات السير من قبل قائدي المركبات من الحلول لتخفيف الزحام.
وأخيرا، فإن رصد الكثافة المرورية يجب أن ترافقه حلول عملية على المديين القريب والبعيد، ومن المقترح تعديل مواعيد الدوام في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والمدارس والجامعات ليخفف من الاختناقات المرورية، وتفعيل معالجة الحوادث المرورية بالتصوير دون انتظار الشركة المختصة، والتقيد بمنع دخول الشاحنات للمدن، وتنظيم عمل تطبيقات التوصيل وسيارات الأجرة والتشجيع على مشاركة أكثر من شخص في سيارة واحدة إذا كان عملهم في مكان واحد ومنح مكافآت لذلك.
أما على المدى البعيد، فيمكن دراسة الطرق لوضع حلول مبتكرة، خاصة تلك التي يحدث فيها الازدحام يوميا، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام ابتداء بالحافلات التي تجوب شوارع الرياض ضمن تجاربها التي امتدت لفترة طويلة.