السيف يعيد المانع إلى الواجهة الثقافية بعد 30 عاما من وفاته

السيف يعيد المانع إلى الواجهة الثقافية بعد 30 عاما من وفاته
غلاف الكتاب
السيف يعيد المانع إلى الواجهة الثقافية بعد 30 عاما من وفاته
محمد السيف

أعاد محمد السيف، الكاتب المختص بـ"السير الغيرية"، الأديب الناقد المترجم نجيب المانع إلى الواجهة الثقافية بعد 30 عاما من وفاته في منفاه الاختياري لندن، في 1991.
جاء ذلك من خلال كتابين أعدهما وأنجزهما السيف عن نجيب المانع، الأول هو إعادة نشر ذكرياته التي نشرها على صفحات "الشرق الأوسط" في 1987، بعنوان "ذكريات عمر أكلتها الحروف"، الذي جاء في 295 صفحة، وقد أعدها الزميل السيف ونشرها كما نشرها كاتبها من دون نقص أو حذف، وذلك بعد التشويه الذي طال هذه الذكريات الأدبية من خلال الكتاب الذي أصدرته دار الرفدين في بيروت في 2019، وهو الكتاب، الذي كما يقول السيف في مقدمته، قد قضم من ذكريات المانع وشوهها، حيث أسقطت صفحات كثيرة ومقاطع مهمة وقصص وحكايات في تفاصيل حياة نجيب المانع. وعمد السيف إلى وضع خط تحت كل ما حذفته دار الرفدين، ليطلع القارئ على ما طال الذكريات من سقط وإهمال.
والكتاب الثاني جاء بعنوان "نجيب المانع.. حياته وآثاره"، ويقع في 735 صفحة، ويضم جل المقالات الصحافية التي نشرها نجيب المانع طيلة 40 عاما في كثير من الصحف والمجلات العربية.
وأفرد السيف في الكتاب فصلا كاملا عن حياة نجيب المانع، متتبعا مسار حياته من بلدة الزبير إلى لندن، مرورا بكل التفاصيل المذهلة في حياته، في البصرة حيث درس مراحل التعليم العام، وفي بغداد حينما كان طالبا في قسم القانون في جامعة بغداد ثم مسيرته العلمية في أكثر من موقع في القطاعين العام والخاص، انتهاء بتقلده منصب مدير عام الترجمة في وزارة الثقافة العراقية.
وعرض السيف مسيرة المانع الإبداعية في الكتابة والترجمة، وتناول تفاصيل غير معروفة في حياته، خاصة الفترة اللندنية، حينما اتخذ من لندن منفى اختياريا له، وهي الفترة التي شهدت إبداعه وتألقه في "الشرق الأوسط".
وثمن السيف دور عثمان العمير، رئيس تحرير "الشرق الأوسط" آنذاك، الذي دعا نجيب المانع إلى العمل في الصحيفة مترجما وكاتبا، بعد توليه رئاسة التحرير بشهرين، وقد ترجم نجيب لمصلحة الصحيفة عددا من الكتب السياسية والثقافية، التي نشرتها الصحيفة على حلقات مطولات، مثل كتاب الكاتب الصحافي أمير طاهري عن الاتحاد السوفياتي ومستقبل المسلمين، وكتاب الطبيبة الإنجليزية بولين كاتنج، المعنون بـ"أطفال الحصار"، وكتاب الرئيس ريتشارد نيكسون "في ساحة المعركة، ذكريات النصر والهزيمة والتجديد"، وكتاب "أملي" لمؤلفته راسيا جورباتشوف، زوجة الرئيس جورباتوشف، وغيرها، إضافة إلى زاويته الثقافية التي نشر فيها العشرات من المقالات في النقد الأدبي، وفي شؤون الموسيقى والأوبرا والمسرح والسينما، وصولا إلى وفاته المفاجئة، وحفل التأبين الذي أقامته الصحيفة في ديوان الكوفة بحضور عدد كبير من قادة الصحيفة وزملاء الفقيد وشقيقته الأديبة سميرة المانع.
ولم يفت السيف أن يوثق مسيرة محمد المانع، جد نجيب، الذي انتقل من بلدة روضة سدير في نجد إلى الزبير، التي اتخذها مقرا له، قبل أكثر من قرنين من الزمن، ضمن رحلات وهجرات نجدية شهدتها المنطقة.

الأكثر قراءة