المساهمون يتحدون مجموعات التكنولوجيا الهندية الجديدة
لقد كان عاما غير سعيد لمجموعة جديدة من شركات التكنولوجيا الهندية، وعلى وجه التحديد لفيجاي شيخار شارما، الملياردير المؤسس لمجموعة التكنولوجيا المالية الرائدة "بايتم".
أصبحت "بايتم" النقطة المحورية لكثير من إحباطات المستثمرين من مجموعة الشركات، التي انضمت إلى سوق الأسهم خلال الـ 18 شهرا الماضية.
كان إدراج "بايتم" الذي طال انتظاره في تشرين الثاني (نوفمبر) كارثيا، مع هبوط الأسهم بعد أول ظهور لها في السوق، ما أدى إلى انهيار قيمتها السوقية من 20 مليار دولار بسعر الاكتتاب العام الأولي، إلى المستويات الحالية البالغة ستة مليارات دولار تقريبا. استمرت الشركة في المعاناة ماليا مع تضاعف الخسائر تقريبا إلى 6.4 مليار روبية "81 مليون دولار" في الربع المنتهي في يونيو، مقارنة بالربع نفسه قبل عام. وواجهت الشركة تدقيقا من جهات تنظيمية، في حين قام مسؤولو إنفاذ القانون هذا الشهر بتفتيش مكاتبها في إطار تحقيق بشأن مقدمي قروض صينيين غير شرعيين. تنفي "بايتم" أي مخالفة، قائلة إن عمليات التفتيش كانت مرتبطة بكارثة مستقلة، وأطراف غير تابعة للمجموعة.
استياء المستثمرين من الشركة دفع مستشاري التصويت الشهر الماضي إلى التوصية بأن يصوت المساهمون ضد إعادة تعيين شارما رئيسا تنفيذيا والتصويت ضد أجره أيضا، بحجة أنه أخفق مرارا في الوفاء بتعهدات بأن تصبح الشركة مربحة.
شركة الخدمات الاستشارية للمستثمرين المؤسسيين، إحدى الشركات التي تقدم المشورة للمستثمرين بشأن التصويت في اجتماعات المساهمين، أشارت إلى أن أجر شارما السنوي البالغ ثمانية مليارات روبية "101 مليون دولار" كان أعلى من جميع الرؤساء التنفيذيين للشركات المدرجة في مؤشر سينسكس في بورصة مومباي، وأن عدم الإفصاح عن خيارات استحقاق الأسهم "لا يتوافق مع مصالح المساهمين".
نجا شارما من التصويت، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى مساعدة المستثمرين القدامى، مثل "سوفت بانك" و"علي بابا"، الذين يمتلكون مع المؤسس معظم الأسهم، لكن في إشارة إلى مدى مخاوف المساهمين الآخرين، صوتت أغلبية المؤسسات العامة ضد أجره.
دافع شارما عن شركته، مؤكدا أن "بايتم" تبني تكنولوجيا عالمية المستوى. لكن تجربتها يجب أن تكون جرس إنذار لشركات التكنولوجيا المدرجة في الهند. نظرا لأن طرح "بايتم" الأولي العام أحدث ضجة إعلامية العام الماضي، سئم المستثمرون من الرسائل المتضاربة والكفاح من أجل تحقيق الربح.
شكلت الاكتتابات العامة الأولية على الطريقة الحديثة العام الماضي لحظة تاريخية للتكنولوجيا الهندية. ازدهر قطاع الشركات الناشئة وتدفقت مليارات الدولارات من أصحاب رأس المال المغامر الأجانب الذين انجذبوا إلى المواهب التكنولوجية في الهند والحراك السكاني الكبير المتزايد.
الفرصة الأولى لمشاركة الجمهور العريض في ذلك النمو جاءت مع إدراج "زوماتو" في يوليو 2021، وهي شركة توصيل طعام ذات اسم معروف. تضاعفت أسهمها من سعر إصدارها في الأشهر التالية، وأخبر المؤسس المشارك، ديبيندر جويال، المستثمرين بأنه يأمل في أن "يلهم الطرح الأولي العام ملايين الهنود ليرفعوا سقف أحلامهم". تبعتها مجموعة متاجر نايكا لمستحضرات التجميل الإلكترونية وشركة بوليسي بازار للتأمين، المدعومة من سوفت بانك، بإدراجين حظيا بقبول حسن.
لكن الطرح الأولي العام لـ"بايتم" أسهم في إحداث تأثير عكسي. أحبط المستثمرون من تقييمها المرتفع وتساءلوا عما إذا كانت الشركة تتفوق بميزة ذات مغزى على عديد من منافسيها في مجال الدفع الرقمي. أيضا سرعان ما تحولت البيئة العالمية وأصبحت أسهم التكنولوجيا الهندية تتداول بانخفاضات حادة ـ انخفض سهم "زوماتو" 60 في المائة من أعلى مستوى له في نوفمبر. وفي حين أن الأسهم، جزئيا، كانت بلا ريب ضحية لاضطراب التكنولوجيا العالمية، فإن عمليات البيع أدت إلى زيادة حدة القلق بشأن نماذج أعمال الشركات وأساليب إدارتها.
مثلا، عانت "زوماتو" مع اقتصادات الوحدة وتباطؤ زيادة المستخدمين، كما أقلق نهج المجموعة- التي تخطط لإعادة هيكلة وإعادة تسمية شركتها الأم باسم "إتيرنال"– بشأن الشفافية المحللين أيضا، إذ رفضت الإدارة في البداية تقديم تقارير هاتفية بشأن الأرباح ربع السنوية قبل عكس مسارها بعدما واجهت انتقادات في هذا الصدد.
لكن هناك بعض التحسن في القطاع، أعلنت "زوماتو" إيرادات أعلى وخسائر أقل في أرباح الربع المنتهي في يونيو. لكن أميت تاندون، المؤسس المشارك لشركة الخدمات الاستشارية للمستثمرين المؤسسيين، يشير إلى وجود انقسام بين المؤسسين وداعميهم من شركات الأسهم الخاصة من جهة، والمستثمرين الأفراد من جهة أخرى. يقول: "معايير الحوكمة لكثير من هؤلاء المستثمرين في السوق العامة أعلى مما نراه في مجال الأسهم الخاصة". حتى مع تصويت الوافدين الجدد لمصلحة التغيير، تبدو شركات الأسهم الخاصة "سعيدة بإبقاء المؤسس الذي ساعدها على كسب كثير من المال فرحا".
على الرغم من نجاته من التصويت ضده، لا يمكن لشارما أن يشعر براحة تامة. يقول الآن إن "بايتم" ستصبح مربحة "من الناحية التشغيلية" بحلول سبتمبر 2023. مع بقائه وحلفائه في الإدارة، فإن نهاية فترة إقفال المساهمين في نوفمبر قد تؤدي إلى دخول مزيد من المستثمرين من الخارج، وربما يظهرون تسامحا أقل إذا فشل في تحقيق الهدف مرة أخرى.