"فانجارد" تضيق الخناق على "بلاك روك" في معركة تنافسية
تضيق شركة فانجارد الخناق على شركة بلاك روك، الرائدة في صناعة الصناديق المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة، وهي ساحة معركة تنافسية تبلغ قيمتها 6.6 تريليون دولار لأكبر شركتين لإدارة الأصول في العالم.
بلغ إجمالي أصول الصناديق الأمريكية المتداولة في البورصة تحت إدارة "فانجارد" 1.84 تريليون دولار في نهاية آب (أغسطس)، مقارنة بأصول تبلغ قيمتها 2.21 تريليون دولار تديرها وحدة أي شيرز أي تي إف التابعة لـ"بلاك روك"، وفقا لبيانات صادرة حديثا. كانت" فانجارد" في طليعة المجموعة في جذب الأموال إلى الصناديق المتداولة في الولايات المتحدة في 2021 وتتقدم مرة أخرى هذا العام، حيث تلقت في أغسطس أربعة أضعاف ما تلقته "بلاك روك".
كانت "بلاك روك" في صدارة صناعة الصناديق المتداولة في البورصة منذ شرائها وحدة أي شيرز في 2009 من بنك باركليز، لكن منافستها تلحق بها بسرعة. في حين لا تزال صناديق "بلاك روك" المتداولة في الولايات المتحدة تمتلك أصولا تزيد 20 في المائة على أصول "فانجارد"، فإنها كانت أكبر 50 في المائة في 2019.
بينما تتنافسان على الهيمنة، تركت المجموعتان الشركات الاستثمارية الأخرى وراءهما. تسيطر "بلاك روك" و"فانجارد "على أكثر من 60 في المائة من سوق الصناديق المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة التي زادت خمسة أضعاف تقريبا إلى 6.6 تريليون دولار من 1.35 تريليون دولار قبل عقد.
إن أكبر الصناديق المتداولة في البورصة من حيث الأصول، هو صندوق إس بي دي آر لشركة ستيت ستريت، الذي يتتبع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لكن" بلاك روك" و"فانجارد" تقدمان 15 صندوقا من الـ16 التي تليه. كما أنهما تديران أكبر صندوقين من صناديق السندات المتداولة، ما يتيح لهما الاستفادة مما يتوقع محللون أن تكون طفرة في منتجات الديون.
يتوقع خبراء الصناعة منافسة طويلة على الهيمنة، حيث تبحث كلتا المجموعتين عن مستثمرين جدد في الأسواق المضطربة. يحاول مديرو الأصول الآخرون، من ضمنهم إنفسكو وجيه بي مورجان تشيس وفايداليتي وتشارلز شواب، الاستفادة من اهتمام المستثمرين بالصناديق المتداولة في البورصة.
قال تود روزنبلوث، رئيس الأبحاث في شركة فيتافاي، "إن السباق على سوق الصناديق المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة لن ينتهي، حتى لو انتقلت القيادة من بلاك روك إلى فانجارد. كلتا شركتي إدارة الأصول تفوزان بحصة كبيرة جدا من الصناديق المتداولة التي تستمر في النمو".
تتبع "فانجارد" و"بلاك روك" استراتيجيات مختلفة وعملاء مختلفين. بينما تركز "فانجارد" على مجموعة صغيرة نسبيا من المنتجات منخفضة التكلفة التي تستهدف المستثمرين الأفراد ومستشاريهم الماليين، تقدم وحدة أي شيرز التابعة لـ"بلاك روك" مجموعة أكبر من الصناديق وكذلك تحاول جذب انتباه المؤسسات.
قال أرماندو سينرا، الذي يرأس أعمال الصناديق المتداولة لـ" بلاك روك" في الولايات المتحدة، "إننا نلعب لعبة مختلفة. نحن نريد الريادة، لكن الأمر يتعلق أيضا بتوسيع استخدام الصناديق المتداولة في البورصة عبر جميع أنواع العملاء. إن هذا أكثر أهمية". أضاف أن العملاء المؤسسين تاريخيا يستخدمون بشكل مكثف "أي شيرز" في الربع الرابع من كل عام كجزء من استراتيجياتهم الضريبية.
تمتلك "بلاك روك" 399 صندوقا أمريكيا متداولا في البورصة و1309 صناديق عالمية. قال سينرا، "إننا جميعا نهدف إلى توسيع الخيارات والوصول إلى العملاء، يركز المنافسون الآخرون بشكل كبير على شريحة عملاء أو شريحة منتجات واحدة. إن الصناديق المتداولة في البورصة هي أحد محركات النمو في بلاك روك، لكنها ليست محركنا الوحيد".
تقدم "فانجارد" 82 صندوقا متداولا في البورصة ولم تطرح أي صندوق جديد في عامين، كما قال دان رييس، رئيس القسم المعني بتطوير الصناديق المتداولة والإشراف عليها.
أضاف، "إننا نتطلع باستمرار إلى توسيع العرض، لكننا سنكون متعقلين للغاية. نحن نميل إلى الابتعاد عن الصناديق الموضوعية أو الضيقة".
على الصعيد العالمي، تتميز "بلاك روك" أيضا بميزة هامة. كان لديها 2.96 تريليون دولار من أصول الصناديق المتداولة في البورصة في جميع أنحاء العالم مقارنة بـ2.04 تريليون دولار لـ"فانجارد" في نهاية تموز (يوليو)، وهي أحدث أرقام قابلة للمقارنة.
واصلت المجموعتان امتصاص صافي التدفقات الداخلة على الرغم من انخفاض إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة منذ الحرب الروسية – الأوكرانية، التي أدت إلى هبوط أسواق الأسهم والسندات. وصل إجمالي أصول الصناديق المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 7.2 تريليون دولار العام الماضي قبل أن يتراجع إلى 6.6 تريليون دولار في نهاية يوليو، وفقا لشركة أي تي إف جي أي الاستشارية.
قال رييس، "لقد كان أمرا مشجعا وماتعا حقا أن نرى الصناديق المتداولة في البورصة كلها تلقى صدى لدى المستثمرين".
يتوقع بن فيليبس، رئيس الخدمات الاستشارية لإدارة الأصول في شركة برودريدج للتكنولوجيا المالية، أن يدفع تقلص رسوم الصناديق المتداولة في البورصة "فانجارد "و"بلاك روك" إلى مضاعفة بحثهما عن مداخيل أخرى.
عززت "فانجارد" أخيرا عروضها الاستشارية، واستشهد لاري فينك مؤسس" بلاك روك" بالاستثمارات البديلة كالعقارات والأسهم الخاصة، إضافة إلى قسم التكنولوجيا بعدها محركات إضافية للنمو.
قال فيليبس، "بينما يعزز مزودو الصناديق السلبية المتداولة في البورصة حصتهم السوقية، فإنهم يكسبون حصصا أكبر مع رسوم تنخفض باستمرار".