نظرة أكثر رصانة تثقل كاهل المستثمرين

نظرة أكثر رصانة تثقل كاهل المستثمرين

حل فصل الخريف والمستثمرون يستعيدون ذكريات الاندفاع الصيفي في الأسواق، من خلال منظور أكثر رصانة بشكل ملحوظ.
ينصب التركيز على اللحظة المثيرة للفضول في تموز (يوليو) عندما أقنع بعض مديري الصناديق أنفسهم فجأة، بعد بداية مروعة للعام، بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقرر أن يكون رحيما. ارتفعت الأسهم على أمل أن تصمد أمام بعض الخيارات الأكثر شدة لترويض التضخم.
لم تكن موجة عابرة. في أقصى الحدود، من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي للأسهم المدرجة في الولايات المتحدة نحو 16 في المائة. بينما قفز مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي بدرجة مماثلة. لكن أي شخص وقت فترة الهدوء هذا الصيف بطريقة مثالية هو من الأقلية. الآن، يستعد المستثمرون لشتاء قاتم بعد أن أوضح الاحتياطي الفيدرالي أنه لن يغير موقفه تجاه أسعار الفائدة.
قال مايكل ستروبيك، كبير مسؤولي الاستثمار في مصرف كريدي سويس "من الواضح الآن رواية الانتعاش الصيفي في الأسواق المالية بأن البنوك المركزية قد تبطئ زيادات أسعار الفائدة أو تعكسها حتى قريبا، تم تجاهلها. علقت الأسواق آمالا كبيرة بدون أن تكون هناك حقائق اقتصادية كافية".
بالنسبة إلى بعض، كان الانتعاش الصيفي نذير شؤم. قال جيريمي جرانثام من شركة جي إم أو للقراء "إن فترات التفاؤل العابرة كانت مثالية بما يتماشى مع فقاعة عملاقة على وشك الانفجار"، وحذر قائلا "استعدوا لخاتمة ملحمية".
كما هو متوقع، تلاشت المشاعر المبهجة، فقد تبخر هذا الانتعاش بالكامل تقريبا. الآن، ستتمحور بقية العام حول الأرباح التي تدعم التقييمات وإدارة التوقعات.
يقول نيك توماس، الشريك في "بيلي جيفورد"، إحدى شركات الاستثمار البارزة في المملكة المتحدة في الأسهم عالية النمو "لا أعتقد أنه ينبغي لنا أن نقول للعملاء إننا نعتقد أن الأسواق ستتراجع مرة أخرى". يقر توماس بأن ظروف السوق "مؤلمة"، في تناقض حاد مع فترات الانتعاش الجامحة التي أدت إلى جعل محافظ "بيلي جيفورد" الاستثمارية نشطة العام الماضي.
الصدام الحقيقي في وجهات النظر الآن يتمثل فيما إذا كان بإمكان مديري الصناديق تجنب الوقوع في مزيد من المخاطر. مايكل ويلسون، استراتيجي الأسهم في مورجان ستانلي في نيويورك، لا يتوقع ذلك. حتى الآن، كما كتب، تسببت توقعات أسعار الفائدة واضطرابات سوق السندات في إلحاق ضرر حقيقي بالمستثمرين في 2022. بعبارة أخرى، إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنك إلقاء اللوم على الاحتياطي الفيدرالي لضعف أداء استثماراتك في النصف الأول من هذا العام.
لكن الآن، ذلك العذر غير مقنع. بدلا من ذلك، فإن ما يسميه ويلسون "نار" التكيف مع بيئة نقدية جديدة يفسح المجال أمام "جليد" الضغوط الاقتصادية التي تثقل كاهل أرباح الشركة. كما يعتقد أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يحوم الآن حول أربعة آلاف نقطة، لا يزال أمام صدمة.
يقول "بينما نعترف بالأداء الضعيف في الأسهم حتى الآن هذا العام، لا نعتقد أن السوق الهابطة قد انتهت إذا كانت توقعاتنا للأرباح صحيحة. نعتقد أن السوق الهابطة ستصل إلى أدنى مستوياتها على الأرجح في الربع الرابع هذا العام، مع حد أدنى للجانب الهبوطي يبلغ 3400 نقطة، وانخفاض يبلغ ثلاثة آلاف نقطة إذا حدث ركود". مجرد حقيقة أن الأسهم قد هبطت بشدة بالفعل، وأن قليلا منها نجا من المعاناة، "ليس سببا كافيا للصعود"، كما يقول.
لكن هذه النقطة الأساسية، المتعلقة بالأرباح والأضرار التي يمكن أن تلحقها، هي المكان الذي تدور فيه الحجج. يقول توماس من "بيلي جيفورد"، "الجميع يعرف بالفعل كل الأخبار السيئة. المعنويات في الحضيض. حقيقة أن الأرباح ستنخفض ليست مفاجئة لأي شخص". إنه واثق بهدوء من أن الأسهم ستختم العام بأسلوب هادئ نسبيا.
إذا كان مخطئا، فقد يكون أحد مصادر العون هو سوق السندات نفسها التي أدت إلى انهيار الأسهم في المقام الأول. من بين هاتين الفئتين الرئيستين من الأصول، كان لها مسار أكثر فظاعة.
أشار مارك هيفيل من شركة يو بي إس ويلث مانجمينت "دخلت السندات العالمية أول سوق هابطة منذ جيل"، بعد أن انخفضت السندات الحكومية وسندات الشركات عالية الجودة أكثر من 20 في المائة من ذروتها في 2021، وفقا لمؤشر "بلومبيرج" العالمي المجمع للعائد الإجمالي.
نعم، 20 في المائة هو رقم اعتباطي. مع ذلك، هذه هي أسوأ فترة في هذه السوق، وهي حجر الأساس لأسعار الأصول العالمية، منذ 1990 على الأقل. يشير "يو بي إس" أيضا إلى أن أغسطس كان أسوأ شهر بالنسبة إلى السندات الحكومية الأوروبية على الإطلاق، في حين تراجعت السوق الأمريكية 12.5 في المائة عن مستوياتها المرتفعة، أكثر من ضعف مقياس أي تراجع من الذروة إلى القاع منذ السبعينيات.
هذا يعني أن أي شخص يأمل أن تؤدي السندات وظيفتها المعتادة وتحقق التوازن لأسعار الأسهم المتهاوية كان يمر بعام مروع. الخبر السار هو أن مثل هذه الفترات من التراجع المتزامن في السندات والأسهم نادرة، ومنذ 1930 أفسحت المجال لارتفاعات السندات "في كل مرة"، وفقا لـ"يو بي إس". إلا إذا حدث أمر يكسر القاعدة، فهذا يعني أن شبكة الأمان عادت.
الأسهم انخفضت لكن ليس للأبد. يشير ارتفاعها في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن فرضية "الخاتمة الملحمية" لا تزال نادرة الحدوث. لكن التوتر والتقلب في كل فئة من فئات الأصول الرئيسة باقيان لا محالة. لننس فرصة التعافي المناسب. أي شيء أفضل من تراجع 5 في المائة إضافية بحلول نهاية العام من المحتمل أن يكون بمنزلة فوز.

الأكثر قراءة