تلاشي الخصومات في وكالات السيارات الأمريكية
تلاشت الخصومات على أسعار السيارات والشاحنات التي درجت وكالات البيع الأمريكية على تقديمها في نهاية الأسبوع التي تصادف أيام العطلات، بعدما أدى نقص الإمدادات إلى زيادة الأسعار بما يكفي للمساعدة في تأجيج التضخم.
يتذكر إريك فريسي، رئيس مجموعة تاماروف جيفري أوتوموتيف ذات الملكية العائلية في ضواحي ديترويت، كيف كان عيد العمال "أول يوم إثنين من أيلول (سبتمبر) في وكالة السيارات يعني البالونات، وحفلات الشواء، والخصومات المصممة للتخلص من أكبر عدد ممكن من المركبات قبل بدء وصول طرازات العام التالي في تشرين الأول (أكتوبر).
لكن تجارة بيع السيارات تغيرت كثيرا منذ بداية الجائحة لدرجة أن فريسي، "37 عاما"، يغلق الوكالة في عطلة نهاية الأسبوع. إذا أراد أحد العملاء شراء سيارة، فإن المدير المالي يراقب جهاز الآيباد الخاص به.
قال، "كنا دائما نستقبل ازدحاما لمدة ثلاثة أيام، مع حوافز وخصومات إضافية وتمويل خاص". لكن الآن، بينما تكافح الشركات المصنعة لإنتاج مركبات كافية لتلبية طلب المستهلكين "تلاشت الحوافز نوعا ما، لذلك لا يوجد داع لذلك الازدحام".
ارتفع سعر المركبة الجديدة بشكل مطرد خلال فترة العامين ونصف العام الماضية. وصل متوسط السعر إلى مستوى قياسي 48182 دولارا في تموز (يوليو)، بزيادة 24 في المائة منذ آذار (مارس) 2020، وفقا لبيانات شركة كيلي بلو بوك، وهي علامة تجارية مملوكة لشركة كوكس أوتوموتيف.
ساعدت أسعار المركبات الجديدة والمستعملة في دفع التضخم على مدار العام الماضي. ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في يوليو 8.5 في المائة على مدى الـ12 شهرا السابقة. وارتفع سعر المركبات الجديدة 10.4 في المائة في يوليو، بينما ارتفع سعر السيارات والشاحنات المستعملة 6.6 في المائة. وأسهمت هاتان الفئتان معا بـ0.7 نقطة مئوية في الزيادة الإجمالية.
كان نمو الأسعار مدفوعا بما وصفه جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في شركة إي واي - بارثنون "بالتفاوت الكبير" بين العرض والطلب.
انتعش طلب المستهلكين على السيارات والشاحنات الجديدة بسرعة أكبر من توقعات الشركات المصنعة للسيارات بعد أن أجبر كوفيد - 19 المصانع على تعليق الإنتاج لعدة أشهر. وقل عرض المركبات الجديدة العام الماضي عندما واجهت الشركات المصنعة للسيارات في جميع أنحاء العالم نقصا في أشباه الموصلات، التي تعد مكونا رئيسا في أنظمة تراوح من المقود الهوائي إلى الفرامل.
كما أن المخزونات في وكالات البيع في جميع أنحاء الولايات المتحدة عند مستويات منخفضة قياسية تقريبا. في يوليو، أفاد تجار أن لديهم مخزونا من المركبات يكفي لمدة تراوح بين 30 و40 يوما، وفقا لشركة كيلي بلو بوك.
في شركة فريسي انخفض المخزون من إمدادات 120 يوما قبل ثلاثة أعوام، إلى عشرة أيام حاليا. كانت ساحات العرض الخاصة به تحتوي على نحو ألف مركبة. الآن العدد أقل من 100 مركبة، والسيارات والشاحنات مركونة أفقيا لجعل الساحات تبدو أكثر امتلاء. وقد بيع بالفعل نصف المركبات البالغ عددها 200 مركبة التي ستصل إليه هذا الشهر.
وبحسب ميشيل كريبس، المحللة في شركة كوكس أوتوموتيف، المستوى الحالي البالغ نحو 1.1 مليون مركبة جديدة معروضة للبيع، منخفض للغاية بالنسبة للصناعة ومن غير المرجح أن يرتد إلى مستويات ما قبل الجائحة على الإطلاق ـ كان أعلى بثلاثة أضعاف.
قالت، "تعلمت الشركات المصنعة للسيارات والتجار أن الطلب الذي يفوق العرض يعني هوامش ربح أكبر وخصومات أقل".
إيمانويل روزنر، محلل في دويتشه بنك، كتب في مذكرة أن الحوافز في آب (أغسطس) انخفضت 51 في المائة مقارنة بالعام الماضي، إلى متوسط 877 دولارا للمركبة.
من جانبه، أوضح فريسي أن وكالة تاماروف جيفري تبيع معظم السيارات والشاحنات هذه الأيام بسعر التجزئة المقترح من قبل الشركة المصنعة وحققت بذلك أرباحا قياسية، لكنه يخشى أن تنخفض المبيعات إذا جعلت الظروف الاقتصادية المتغيرة أسعار المركبات غير مقدور عليها.
قال، "أسعار الوقود المرتفعة، وأسعار الفائدة المرتفعة، وانخفاض الحوافز تؤدي إلى دفع مبالغ أعلى بكثير للسيارات. ومع تقلب الاقتصاد بشدة في الوقت الحالي، فإن هناك بالتأكيد مخاوف بشأن قدرة الناس (...) على استيعاب كل هذه الزيادات".
متوسط الفترة التي يمتلك فيها المستهلك الأمريكي مركبة ما ستة أعوام. قال تايسون جوميني، محلل في شركة جيه دي باور، إن هذا يعني أنه لا يزال هناك أمريكيون لم يتسوقوا لشراء سيارة أو شاحنة منذ ما قبل الجائحة "وهم غير مدركين تماما للظروف في وكالات السيارات، كل ما تراه أساسا هو الأسفلت أو السيارات المستعملة".
لكن حتى لو كان الركود يلوح في الأفق، فإن مستويات المخزون المنخفضة، والأسعار المرتفعة، والخصومات المحدودة تعني أن الصناعة ستكون مستعدة جيدا. لن تكون الحوافز الكبيرة الجذابة التي يستخدمها تجار السيارات تقليديا لجذب اهتمام المستهلكين ضرورية.
قال جوميني، "لا تتوقع أي صفقات رائعة، ولا تتوقع وجود الغوريلا القابلة للنفخ هناك. إنها بيئة مبيعات مختلفة في عيد العمال هذا".