"كابيتال جروب" .. حوت بطيء في عالم إدارة الأصول الشرس

"كابيتال جروب" .. حوت بطيء في عالم إدارة الأصول الشرس
"كابيتال جروب" .. حوت بطيء في عالم إدارة الأصول الشرس

في وقت سابق من هذا العام، في ظل الاضطرابات التي تشهدها الأسواق، رتبت "كابيتال جروب"، وهي إحدى أكبر شركات إدارة الأموال في العالم، لاستقبال ضيفين للتحدث إلى محترفي الاستثمار لديها.
كلاهما كانا مديري محافظ متقاعدين. كان أحدهما معروفا "ببصيرته"، واكتشاف الفائزين على المدى الطويل الذين تجاهلهم الآخرون. الثاني كان متناقضا وله دورات نجاح وفشل. اشترى كثيرا من أسهم شركات الطيران والصلب المتقلبة، ما أدى إلى رحلة مخيفة وحماسية في الوقت نفسه، حيث شهد أعواما سيئة تلتها أعوام عظيمة. لكن، كما قال في اجتماع آذار (مارس) في كاليفورنيا، كان جبلا لا تهزه الريح.
تقول جودي جونسون، متمرسة تبلغ من العمر 32 عاما وتعمل في "كابيتال جروب" وعضو في لجنة الإدارة، إن القاسم المشترك بين المديرين هو "الاعتقاد بأنه يجب أن تكون لديك القناعة بعدم فعل شيء في سوق لا تفضل أسلوبك الاستثماري حتى تصبح الأمور مواتية. يتطلب الأمر شجاعة كبيرة (...) قمنا بإحضارهما لمساعدة جيلنا القادم من المستثمرين على فهم كيفية إدارتنا للأموال، ولماذا نحترم أساليبهما الاستثمارية الفردية ونحتاج إليها؟".
تعليقاتها تعكس فلسفة غير عادية حولت "كابيتال جروب" إلى أكبر شركة إدارة صناديق نشطة في العالم، حيث تدير 2.1 تريليون دولار حتى نهاية يونيو الماضي. تتم إدارة أموالها من قبل عدة أشخاص، لكن بدلا من التوصل إلى اتفاق، يتم تشجيع كل منهم على الرهان في مركز مختلف. هذا يعني أن البعض في "كابيتال جروب" في الأغلب ما يبيع أسهما في شركة حتى عندما يشتريها الآخرين - قد يتسم بعض المديرين في الصندوق نفسه بالتشاؤم، بينما يتسم البعض الآخر بالتفاؤل.
كانت النتائج طويلة الأمد ممتازة لعقود. تجاوزت جميع صناديق الأسهم المشتركة البالغ عددها 18 صندوقا، باستثناء صندوق واحد، معيارها القياسي منذ إنشائها بمتوسط 150 نقطة أساس سنويا، حتى بعد خصم الأتعاب. تسيطر الشركة على نحو 8 في المائة من أصول الصناديق المشتركة والمتداولة في الولايات المتحدة.
في بحر مليء بالحيوانات المفترسة، "كابيتال جروب" تشبه سمك قرش الحوت: بطيء الحركة، وودود، وضخم. ثقافتها التعاونية ورسومها المنخفضة وتفانيها في اختيار الأسهم النشطة تجعلها استثنائية تحظى باحترام كبير في عالم إدارة الأصول الشرس بشكل متزايد.
لكن على أعتاب قرنها الثاني، تواجه المجموعة تحديا كبيرا. العملاء المتقاعدون يسحبون مدخراتهم، ومنتجاتها الرئيسة - صناديق الاستثمار المشتركة - فقدت شعبيتها. كان صافي التدفقات النقدية سالبا سنويا منذ 2016، باستثناء 2018 عندما كان متعادلا.
ربما تكون الأسواق المزدهرة حافظت على ارتفاع أصولها تحت الإدارة حتى هذا العام، لكن التقلبات في 2022 أثرت بشدة: تراجعت الأصول المدارة 19 في المائة، وكثير من الصناديق الرئيسة تمر بأعوام سيئة. نما المنافسون مثل صندوقي "فانجارد" و"بلاك روك"، اللذين يقدمان صناديق متداولة في البورصة ومنتجات سلبية رخيصة للغاية تتعقب المؤشرات، نموا أسرع.
قد يزدري قادة "كابيتال جروب" "جمع الأصول" في حد ذاته، لكن لا يمكنهم تجاهل خطر رفض مسايرة العصر. دون تغيير، قد يؤدي تحول تفضيلات المستثمرين إلى جعل أي شركة - حتى لو كانت كبيرة كهذه – غير مهمة.
بالنسبة للمديرين التنفيذيين مثل مات أوكونور، عضو في لجنة الإدارة انضم في 2008، فإن هذا الخطر يعني تقديم منتجات جديدة لجذب جيل جديد من المستثمرين. يقول: "إننا نحتاج دائما إلى التطور". يضيف: "اليوم، لدينا الاستراتيجيات الصحيحة وتاريخ من نتائج الاستثمار القوية باستمرار. الآن، الأمر يتعلق (...) بالطريقة التي نقدم بها هذه النتائج، ضمان حصولنا على المنتجات المناسبة في الأماكن المناسبة لجذب مزيد من العملاء".
لتحقيق هذه الغاية، أطلقت المجموعة أول صناديقها المتداولة في البورصة في شباط (فبراير)، ما أتاح استراتيجياتها الاستثمارية النشطة لمجموعة جديدة من المستثمرين. عززت عمليات الطرح العام الأولي للسندات وصناديق "الحلول"، التي تشتهر بمدخرات التقاعد والتعليم. كما انطلقت في فورة توظيف لدعم المنتجات الجديدة، إضافة إلى اندفاع جاد إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
منذ أن تأسست في لوس أنجلوس في 1931 من قبل جوناثان بيل لوفليس، تجنبت "كابيتال جروب" الأضواء لفترة طويلة تقريبا. تباع أفضل منتجاتها، المعروفة باسم الصناديق الأمريكية، دون الإشارة إلى اسم المجموعة، من خلال الوسطاء والمستشارين بدلا من تسويقها مباشرة.
تستهجن ثقافة الشركة التعظيم الذاتي: كبار الموظفين لا يظهرون أبدا في وسائل الإعلام المالية ولا يظهر اسم الشركة خارج مقرها الرئيس. وترفض "كابيتال جروب" أيضا التعليق على القرارات الاستثمارية، حتى عندما تكون كبيرة جدا لدرجة تحريك أسعار الأسهم، كما حدث في وقت سابق من هذا العام مع بيع ما قيمته سبعة مليارات يورو من أسهم المصارف الأوروبية.
ذلك ترك الشركة يكتنفها الغموض حتى في الوقت الذي حققت فيه أموالها سجلا استثماريا لا يمكن أن يضاهيه إلا عدد قليل من المنافسين. تمنح مجموعة مورنينج ستار للأبحاث الاستثمارية 65 في المائة من أموالها أربع أو خمس نجوم من أصل خمس. كما يقول توم نيشنز، محلل في "مورنينج ستار" الذي يتابع "كابيتال جروب": "إنهم ’مايكروسوفت‘ مديري الأصول. لن يكونوا أول المحركين، لكنهم سيذهبون إلى حيث يوجد طلب. لديهم مجموعة أشخاص تنافسيين للغاية".
في حين أن صناديق إدارة الأصول الأخرى حديثة العهد بـ"رأسمالية حاملي الأسهم" التي تقدر الموظفين والعملاء، يقول الموظفون: إن "كابيتال جروب" تحاول فعل ذلك منذ عقود.
يمكن أن يكون الجو والهيكل ودودين لدرجة أنهما يقتربان من جو الطوائف. إذ يعرف الموظفون باسم "الشركاء"، ومنذ أربعينيات القرن الماضي، تمت الإشارة إلى الجميع بمجموعة فريدة من الأحرف الكبيرة بدلا من الاسم. استخدم الموظفون الأوائل ببساطة الأحرف الأولى من أسمائهم، لكن مشكلات الازدواجية أدت إلى تخصيص سلسلة من أربعة أحرف تحمل بعض التشابه مع اسم كل فرد جديد.
تحت قيادة جون لوفليس، وهو نجل المؤسس، قامت العائلة بتوزيع الملكية على 400 من كبار الموظفين، يعرفون باسم الشركاء، وتهدف الشركة إلى أن تكون في الربع الأعلى من حيث الأجور لجميع الوظائف. يحصل كل شريك أيضا على علاوتين وتزيد الشركة من تقاعدهم الفردي بما يعادل 15 في المائة من الراتب سنويا.
جاي هنريك، أو "جي إم كيو إتش"، كما أصبح يعرف عندما انضم من صندوق شرودرز لإدارة الأصول في المملكة المتحدة في 2019 لقيادة توسع الشركة في الخارج، يقول: "لو أنني ارتكبت هذا الخطأ في شركة أخرى، لكنت قد تعرضت للضرب، لكن في ’كابيتال جروب‘، وضع أحدهم ذراعا حولي وقال: ’دعنا نفكر في كيفية تحسين أدائنا في المرة المقبلة‘".
يبلغ معدل دوران الموظفين السنوي نحو 6 في المائة، وهو أقل من نصف المعدل البالغ 15 في المائة في الخدمات المالية. يبلغ متوسط فترة عمل الزملاء 10.2 عام ولمديري المحافظ 21.8 عام. بينما تمثل النساء ما نسبته 36 في المائة من كبار المديرين على المستوى الدولي، وتشكل الأقليات ذات التمثيل المتدني 10.9 في المائة من كبار المديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة. كانت الأرقام المماثلة في الصناعة الأمريكية هي 25 في المائة للنساء، و6 في المائة للأقليات، وفقا لمعهد إنفيستمنت كومباني.
لكن هذه الثقافة معرضة للتهديد، حيث تستعد المجموعة للدخول في أسواق ومنتجات جديدة. انضم ما يقرب من 2200 من موظفي "كابيتال جروب" البالغ عددهم تسعة آلاف منذ بداية 2020، وتسعى الشركة إلى توظيف ألفين آخرين خلال الـ18 شهرا المقبلة.
يقول نايشنز من "مورنينج ستار": إنه من المنطقي أن توجه "كابيتال جروب" نظرها إلى الخارج، لأن أسواق الصناديق التقليدية في الولايات المتحدة أصبحت "مشبعة". لكنه يحذر من أن "التركيز المتزايد والتنفيذ هما أمران مختلفان. نحن لا نتحدث عن أكثر المنظمات رشاقة في العالم".
لا يوجد مكان يكون التركيز فيه على التعاون أعلى منه بين أكثر من 450 متخصصا في مجال الاستثمار في "كابيتال". منذ أوائل الستينيات، كانت الشركة تعين عدة مديرين مستقلين لكل صندوق. مثلا، تم تعيين تسعة مديري محافظ "أسماؤهم مذكورة" في صندوق نيو بيرسبيكتيف الذي تبلغ قيمته 115 مليار دولار. بينما يقوم المديرون الأصغر سنا، الذين لا تذكر أسماؤهم علنا، ومحللو البحث أيضا بإدارة مبالغ مالية أصغر.
يقول جونسون "جيه إف جيه"، الذي يعمل منسقا عاما للصندوق: "تكمن الجمالية في نظامنا في أنه يمكن لكل شخص التركيز على ما يتقنه جيدا. أنا سيء في مجالي الطاقة والسلع (...) لكني أحاول أن أتأكد من وجود شخص آخر في الصندوق يجيد ذلك".
منذ العقد الأول من القرن الـ21، قامت الشركة أيضا بتقسيم مجموعة الأسهم إلى ثلاث فرق تعمل بشكل مستقل، على الرغم من تداخل خياراتهم الاستثمارية في جميع الصناديق. يدير ستة أعضاء من لجنة الإدارة المكونة من عشرة أشخاص الأموال بشكل شخصي، وفي ذلك تأكيد على قوة فريق الاستثمار.
يجادل المطلعون بأن هذه الهيكلية هي التي سمحت بنمو صناديق رأس المال أكثر من المنافسين الذين يتوافر لديهم مدير بنجمة واحدة أو لجنة تقليدية. مع زيادة عدد الذين يديرون الأموال، تستطيع الصناديق أن تتتبع نطاقا أوسع من الشركات. من غير المرجح أن تؤدي قرارات الشراء والبيع إلى حدوث اضطراب في السوق مما لو قام الصندوق بتغيير مركزه بالكامل. تعتمد المكافآت على نتائج الاستثمار طويلة الأجل بغض النظر عن الأصول المدارة.
يقول تشارلي إليس، خبير في صناعة إدارة الأصول، الذي ألف كتابا عن "كابيتال جروب": "يتطلب الأمر كثيرا من الانغماس الذاتي فيما ’تملك‘ والتخلص من كثير من التوتر من أجل التركيز على المدى الطويل".
ساعد هذا النموذج الشركة في الأوقات الجيدة والصعبة. شهدت "كابيتال جروب" تدفقات ضخمة من الأفراد المستثمرين بعد فضيحة صناديق الاستثمار المشتركة 2003 التي شوهت منافسيها، لكنها تكبدت العناء في الفترة القاتمة بعد الأزمة المالية في 2008، عندما تراجعت جميع الأصول واضطررت الشركة إلى تقليص عدد موظفيها. منذ 2011، انخفضت المنتجات المدارة بنشاط مثل عروض "كابيتال" تلك من 79 إلى 57 في المائة من إجمالي سوق الاستثمار في الولايات المتحدة، وفقا لمعهد أي سي آي.
لكن حاليا، تجبر التغييرات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي مستشاري الاستثمار على تقديم صناديق مستقلة، إضافة إلى منتجات داخلية، الأمر الذي ينشئ فرصة للشركات الخارجية مثل "كابيتال". أكدت التقلبات الشديدة في السوق على جاذبية العوائد الثابتة طويلة الأجل.
كانت الشركة، التي حاولت اختراق أوروبا لأول مرة في الستينيات، تقوم بشكل مطرد ببناء موظفيها من غير الأمريكيين لأعوام. زاد عدد الموظفين من الخارج أكثر من الضعف في العقد الماضي. جاء أكثر من 20 في المائة من صافي التدفقات الجديدة البالغة 38 مليار دولار العام الماضي من الخارج، على الرغم من أن 97 في المائة من الأصول المدارة هي من أمريكا الشمالية.
قال نائب الرئيس روب لوفلايس "آر دبليو إل"، وهو حفيد المؤسس: "آمل أن نكون من حقق النجاح بين عشية وضحاها بعد 60 عاما من التخطيط والاختبار. نحن نعلم أننا بحاجة إلى النمو. وهذا له أهمية في التوظيف والصحة. لكن الأمر يتعلق بالنمو الجيد".
كانت "كابيتال جروب" متأخرة عن احتفال الصناديق المتداولة في البورصة لأعوام، إن لم تكن لعقود. كما كانت حذرة بشأن الانغماس في العروض التي تعد صراحة بالاستثمار بناء على العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة - على الرغم من أن المجموعة كانت تستخدم المقاييس البيئية والاجتماعية والحوكمة في توجيه أموالها العادية.
كانت المجموعة تتجنب الاستثمارات البديلة، حتى مع توسع منافسيها في مجال الأسهم الخاصة والائتمان بحثا عن الأرباح. يشير لوفلايس إلى أن "كابيتال" انخرطت في المجال: تم تأسيس شركة سيكويا العملاقة لرأس المال المغامر تحت رعايتها في السبعينيات. تمسكت أيضا بالبيع من خلال الوسطاء، حتى مع تدفق المستثمرين الأفراد على الوسطاء عبر الإنترنت ومنصات الاستثمار الذاتي. يمتلك مندوبو المبيعات تطبيقا للهواتف الذكية منذ 2017، لكن لم تتوافر نسخة للمستثمرين الأفراد حتى 2020.
تركت هذه الاستراتيجيات المجموعة عرضة للشكاوى بأنها قديمة الطراز وفشلت في مواكبة احتياجات المستثمرين. تيم أرمور "تي دي أيه"، الرئيس التنفيذي الذي انضم إلى الشركة بصفته متدربا منذ 39 عاما وشغل منصبه الحالي منذ 2015، كان يدفع من أجل تقليل الاعتماد على صناديق الاستثمار المشتركة. الخطة الاستراتيجية في 2020 أعطت الأولوية لإيجاد طرق لجلب براعة الاستثمار التي تميزت بها "كابيتال" لمجموعة أكبر من العملاء.
تقول هيذر لورد "إتش آر تي إل"، التي تترأس قسم الاستراتيجية والابتكار في المجموعة: "قطعنا على أنفسنا وعدا صريحا بأن نكون شركة عالمية لإدارة الأصول. نحن واضحون أن هذا هو نجمنا الذي نهتدي به".
تطلبت إعادة التوازن تقوية منتجات السندات التي كان أداؤها دون المستوى خلال الأزمة المالية. ضاعفت "كابيتال" حجم فريق الدخل الثابت منذ 2015، كما أعادت رسم منحنيات المكافآت للتأكد من عدم اندفاع مديري المحافظ للإقدام على مخاطر كبيرة. كما قامت بتعديل أساليبها حتى تعكس الاختلافات الموجودة بين الاستثمار في الأسهم والائتمان. ما زال مديرو محافظ السندات يتبعون قناعاتهم، لكن عليهم أن يبقوا ضمن المعايير التي تحددها قيادة المجموعة. يقول مايك جيتلين "إم كيه سي جي"، رئيس قسم الدخل الثابت: "سيضمن هذا أننا جميعا نسير في الاتجاه نفسه".
تضاعفت أصول الدخل الثابت الخاضعة للإدارة لتصل إلى 470 مليار دولار منذ 2015، لتصبح "كابيتال جروب" من بين أكبر شركات إدارة السندات النشطة على مستوى العالم.
كما بدأ تحرك "كابيتال" البطيء نحو صناديق الاستثمار المتداولة يؤتي ثماره؛ فهو يمنح المستثمرين طريقة لوضع الأموال بشكل مباشر، وقد اجتذب أكثر من ملياري دولار من الأصول منذ إطلاقه في فبراير.
يوجد نحو ربع أصول الشركة الآن في شيء مختلف عن الصناديق المشتركة الأمريكية التقليدية، بزيادة عن أقل من 5 في المائة في 2015، وقد ساعدت الـ163 مليار دولار من صافي تدفقات الدخل الثابت خلال الفترة نفسها على استمرار نمو الشركة - وإن كان ذلك أبطأ من بعض أكبر منافسيها. ارتفع إجمالي الأصول المدارة 62 في المائة منذ 2015؛ بينما ارتفع إجمالي الأصول أكثر من الضعف في كل من "فيديليتي" و"فانجارد".
لا تزال المجموعة ملتزمة بالحفاظ على جيشها العملاق من مندوبي المبيعات، وتعزو الفضل إلى نموذج الاتصال العالي في زيادة عدد المستشارين الذين وضعوا أموال العملاء في منتجات "كابيتال" منذ 2012 بنسبة 50 في المائة. يقول لوفلايس: "يجب أن نقوم بشرح ذلك مرارا وتكرارا".
لكن كان ينبغي على المجموعة أيضا إعادة التفكير في عملية التوظيف لديها. خلال تاريخ الشركة، كان التوظيف يتم بعد أن يكتسب الموظفون الخبرة في مكان آخر، لكن ذلك جعل من الصعب الوفاء بالتزامات التنوع، لأن القطاع ما زال يطغى عليه أصحاب البشرة البيضاء والذكور بشكل واسع. قالت أندريا جيل "أيه جيه إن جي"، الرئيسة المشاركة للموارد البشرية: "اعتدنا أن نقول إننا لم نكن متجرا للتوظيف المبكر. كان يجب علينا تغيير ذلك".
كما أن التوسع في الخارج يأتي بضغوط أخرى. طروحات الاكتتاب هذه ذات نطاق أصغر، ما يعيق الربحية ويجعل من الصعب التنافس على الرسوم. يعمل نظام تعدد المديرين بشكل أفضل في الأسواق الكبيرة ذات السيولة العالية، وهذا يعني أنه كان يتعين على الشركة أن ترفض طلبات المنتجات المصممة بدقة كتلك التي تستبعد دولا وقطاعات معينة.
في الوقت الحالي، المأزق الذي يواجهه المسؤولون التنفيذيون في "كابيتال" يشبه إلى حد كبير ما يواجهه بعض مديري محافظها: هل ينبغي عليهم أن ينتظروا سوقا لا تقدرهم؟ أم هل عليهم أن يتغيروا بمرور الزمن؟
يقول أرمور: "إن الطريقة التي ندير بها أعمالنا هي الطريقة نفسها التي نستخدمها للاستثمار. في بعض الأحيان قد تبدو مملة أو رزينة نوعا ما، لكنها تشبه السلحفاة والأرنب. إذا واصلت القيام بما تحسن القيام به لفترة طويلة من الزمن، ستكون هذه التركيبة مجدية بالفعل".

الأكثر قراءة