الجانب المشرق لزيادات سعر الفائدة
لم أكن يوما شخصا يحب الصباح. عندما يرن المنبه، عادة ما أضغط على زر الغفوة وأستمع إلى أخبار الراديو قليلا قبل أن أنهض من السرير لمواجهة اليوم. أثناء بقائي تحت الأغطية أخيرا، سمعت إعلانا جعلني أبتسم.
أحد بنوكنا المحلية في منطقة نيويورك يبيع منتجا يسمى شهادة إيداع "رفع المعدل". تقدم هذه الشهادات عادة للمدخرين عائدا ثابتا لفترة محددة يمكن زيادته مرة واحدة إذا استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع.
لقد أحببت ما سمعته، وليس لأنني بالضرورة من مناصري هذه الشهادات. يمكن للمستهلكين الذين يختارون هذه المنتجات أن يتوقعوا التضحية بعائد ضئيل في البداية للحصول على فرصة لكسب المزيد لاحقا. ما وجدته مشجعا هو أن شخصا ما في مجال التمويل كان ينافس أخيرا من أجل أموال الناس.
إن إحدى العواقب المؤسفة لسياسات معدل الفائدة الصفرية للاحتياطي الفيدرالي - التي فرضت أولا بعد الأزمة المالية ثم مرة أخرى أثناء الجائحة - هي التأثير على المدخرين المتواضعين. لقد عوقبوا، وأصبحت عوائدهم رمادا. مشاهدة فائدتك تتضاعف في مؤسسة ادخار مؤمنة من الحكومة بمنزلة ذكرى عتيقة كالاتصال بهاتف ذي أزرار دوارة.
إن ذلك يتغير هذا العام، حيث بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم. من غير المرجح أن يستفيد عملاء البنوك الكبرى كثيرا لأن هذه البنوك المقرضة غارقة في الودائع وتحتفظ بكثير من عملائها بخيارات الدفع التلقائي ووسائل الراحة الأخرى. لكن بعض منافسيها يقدمون صفقات أفضل.
قال بيتر كرين، الرئيس التنفيذي لشركة كرين داتا، إن عوائد صناديق الاستثمار المشترك في أسواق المال ارتفعت إلى أكثر من 2 في المائة هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ تموز (يوليو) 2019، مضيفا أن العوائد، التي تبلغ نسبتها نحو 5 في المائة كانت السائدة في العقد السابق للأزمة المالية أو نحو ذلك.
يظهر موقع Bankrate.com أن بنوكا أمريكية توفر خدمة حسابات توفير تعد بعوائد سنوية بنسبة تبلغ 2 في المائة أو أكثر. بنك ماركوس التابع لجولدمان ساكس يقدم شهادات إيداع مدتها عام واحد بعوائد سنوية تبلغ نسبتها 2.7 في المائة وشهادات إيداع "رفع المعدل" مدتها 20 شهرا بعائد سنوي تبلغ 2.5 في المائة، وفقا للموقع.
يقول جريج ماكبرايد، كبير المحللين الماليين في موقع Bankrate.com: "لقد ارتفعت العوائد بشكل كبير هذا العام. في بدايته، كانت حسابات التوفير المصرفية ذات العائد الأعلى تزيد قليلا على نصف في المائة".
مع ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى أكثر من 8 في المائة، من الواضح أن قبول عائد 2 في المائة أو ما نحو ذلك ليس فكرة عظيمة. لكنها لم تكن أسوأ فكرة هذا العام أيضا. لقد تفوق أداء السيولة على الأسهم والسندات وبيتكوين ودوجكوين والنحاس - على كثير من الأصول بخلاف بطاقة البيسبول للاعب ميكي مانتل التي بيعت بـ 12.6 مليون دولار.
وجد تحليل أجراه مصرف جولدمان ساكس لصناديق الاستثمار المشترك التي تمتلك 2.7 تريليون دولار من أصول الأسهم أنها "زادت مخصصاتها للنقد هذا العام بأسرع معدل" منذ الأزمة المالية. ذكر التحليل أيضا أنه خلال النصف الأول من العام، ارتفعت السيولة من 1.5 في المائة في المحافظ إلى 2.4 في المائة، أو 208 مليارات دولار.
بوب هابر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بروفيسيو كابيتال بارتنرز في بوسطن، شركة تتبع نهج "السلامة أولا" وتدير ثلاثة مليارات دولار لـ 25 عائلة، توسع في هذا الأمر. من خلال استراتيجية تركز على الأسهم والسندات ذات الدرجة الاستثمارية والمعادن النفيسة والنقد، يقول إنه خصص نحو 30 في المائة من محفظته هذا العام للنقد والأدوات "شبه النقدية" كسندات الخزانة قصيرة الأجل. يضيف: "هذا العام، دخل كل شيء ما عدا النقد في سوق هابطة ولا يزال في سوق هابطة".
على الرغم من ذلك، بالنسبة إلى المستثمرين الأفراد، غالبا ما يكون للحيازات النقدية دور مختلف عن الأصول الأخرى. هم يستخدمونها لأوقات الضيق، أو كما يصفها ماكبرايد بأنها "العازل بينك وبين ديون بطاقة الائتمان 18 في المائة بسبب إنفاق غير مخطط له".
كثير منا لديه هذه المخاوف- وبالنسبة إلى بعض فهي أكثر إلحاحا، عشرات الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون من أجل الحفاظ على احتياطي مال كاف. كشف استطلاع أجراه موقع Bankrate.com في حزيران (يونيو) أن 23 في المائة من الأمريكيين لا يملكون مدخرات للطوارئ، بينما يملك 28 في المائة آخرون بعض المدخرات، لكنها ليست كافية لتغطية ثلاثة أشهر من النفقات.
بقدر ما ستكون زيادات الفيدرالي لأسعار الفائدة مؤلمة للاقتصاد الأمريكي، فإنها تعد أيضا بتوفير عائد ضئيل، وربما قدر بسيط من الراحة لمجموعة من المدخرين المنسيين غالبا – وهم القلقون والمحاصرون في مواقف صعبة، إنهم الأشخاص الذين يريدون فقط وضع رؤوسهم على الوسادة والنوم ولو لساعات قليلة في الليل.