رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الصين تضحي بالنمو «2 من 2»

يلائم قطاع العقارات الصيني المفرط الاستدانة هذا السيناريو الخاص بالنمو، كما هو حال التوسع المدعوم بالديون الذي طرأ على الشركات المملوكة للدولة منذ الأزمة المالية العالمية التي اندلعت خلال الفترة 2008 ـ 2009. من منظور الصين تحول هذا إلى حجة لمصلحة خفض المديونية، الذي يستحق تماما الثمن المدفوع في الأمد القريب لتجنب الركود الأطول أمدا على غرار العقود الضائعة في اليابان.
أخيرا، يخلف انقلاب رئيس في الأسس الأيديولوجية للحكم تأثيرا واضحا أيضا. بصفته المؤسس الثوري لدولة صينية جديدة، أكد ماو تسي تونج غلبة الأيديولوجية على التنمية. في نظر دينج وخلفائه، كان العكس هو الصحيح، فقد عد تخفيف التركيز على الأيديولوجية ضرورة أساسية لتعزيز النمو الاقتصادي من خلال "الإصلاح والانفتاح" المستند إلى السوق.
ثم أتى شي جين بينج. في مستهل الأمر، كان الأمل قائما في أن تفضي "إصلاحات الجلسة الكاملة الثالثة" لـ2013 إلى عصر جديد من الأداء الاقتصادي القوي. لكن الحملات الأيديولوجية الجديدة التي شنت تحت العنوان العام «فكر شي جين بينج»، بما في ذلك حملات القمع التنظيمي على شركات منصات الإنترنت التي كانت ديناميكية ذات يوم، وما ارتبط بذلك من قيود فرضت على الألعاب، والموسيقى، والدروس الخصوصية عبر الإنترنت، فضلا عن سياسة خفض الإصابات بمرض فيروس كورونا 2019 كوفيد - 19 إلى الصفر، التي أدت إلى عمليات إغلاق لا تنتهي أبدا، حطمت تلك الآمال.
على القدر ذاته من الأهمية كان هوس شي جين بينج بالتجديد الوطني، وهو ثمرة لحلم الصين المزعوم الذي أدى إلى إنتاج سياسة خارجية صينية أكثر استعراضا للعضلات، في تناقض حاد مع موقف دينج الأكثر سلبية، "توار عن الأنظار وانتظر". وليس من قبيل المصادفة أن يفضي هذا إلى تأجيج الحروب التجارية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة، ما أدى إلى نشوء "شراكة غير محدودة" بين الصين وروسيا، وتأجيج التوترات حول تايوان ـ وكل هذا يشير إلى تفكك العولمة، التي استفادت منها الصين لفترة أطول كثيرا من أي دولة أخرى.
لقد أخطأت عندما أرجعت إلى الصين قدرا كبيرا من الفضل في ابتكار الترياق البنيوي لنقائص ون الأربع. فقد قادني ذلك إلى إعطاء ثقل كبير لقوى إعادة التوازن الحميدة كأساس منطقي لنمو اقتصادي أعلى جودة. ساورني قدر عظيم من القلق بشأن مخاطر الانزلاق إلى حالة أشبه بحالة اليابان، لكن في الأساس كأعراض لمحاولة فاشلة لإعادة التوازن. ودفعني هذا إلى المبالغة في تقدير عملية إعادة التوازن، زاعما أن التحول البنيوي هو الخيار الحقيقي الوحيد أمام الصين.
كان أعظم أخطائي الاستهانة بالعواقب المترتبة على فكر شي جين بينج. الواقع أن تركيز شي على الأيديولوجية يميل بدرجة أكبر كثيرا إلى إحياء إرث ماو، وليس تعزيز استمرارية عهد دينج. في عهد شي، يدور عصر الصين الجديد حول هيمنة الحزب، مع التأكيد على السلطة، والسيطرة، وفرض القيود الأيديولوجية على الاقتصاد.
على النقيض من الصين في عهد ماو، عندما لم يكن هناك قدر كبير من النمو يستحق التضحية به، فإن ما تجازف به الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم اليوم أعظم كثيرا. من المرجح الآن أن يبشر مؤتمر الحزب الـ20 المقبل بولاية ثالثة غير مسبوقة لمدة خمسة أعوام للرئيس شي جين بينج، ولا يخلو الأمر من سبب وجيه يحملنا على الاعتقاد بأن تضحية الصين بالنمو بدأت للتو.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2022.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي