بارون يقود جيش الأسهم الميمية
أدى الارتفاع والانخفاض المذهلان في أسعار أسهم شركة بيد باث آند بيوند هذا الشهر إلى تسليط الضوء على المستثمر ريان كوهين، الذي أصبح ـ من خلال ذكائه في وسائل التواصل الاجتماعي ومحفظته ـ بارونا في عالم الأسهم الميمية.
كوهين هو رئيس مجلس إدارة جيم ستوب، شركة بيع ألعاب الفيديو بالتجزئة التي كانت من بين الأسهم الأولى التي ارتفعت بشكل كبير في أوائل 2021 بعد أن احتضنها متداولو التجزئة الذين تجمعوا على المنتديات عبر الإنترنت. وكان المؤسس المشارك لتشيوي، شركة بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة بالتجزئة التي باعها مقابل 3.35 مليار دولار في 2017.
لقد أصبح الرجل البالغ من العمر 37 عاما أيضا أحد أكثر الشخصيات نفوذا بين حشود المستثمرين الهواة الذين أظهروا قوتهم الجماعية وقدرتهم على تحريك أسعار ما يسمى الأسهم الميمية. يتم تشريح تغريدات كوهين واستثماراته ونسخها وتضخيمها على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل ريديت. وتبين التحركات الأخيرة في شركة بيد باث آند بيوند كيف يمكن أن يكون هذا مزيجا متقلبا.
كانت الأسهم في شركة الأدوات المنزلية قد ارتفعت بالفعل عندما قدم كوهين الإثنين، 15 آب (أغسطس)، مستندات إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية توضح بالتفصيل عملية شراء سابقة في فبراير ومارس لعدد كبير من خيارات الشراء على الأسهم.
ساعد هذا الإفصاح على رفع قيمة أسهم "بيد باث آند بيوند" 30 في المائة في اليوم التالي. على "ريديت"، نشر أحد أعضاء المنتدى رسالة مكتوبة أسفل وجه كوهين "مرحبا يا رفاق. هذا ريان من قمرة القيادة، نتوقع بعض الاضطرابات، الرجاء البقاء في مقاعدكم".
بالفعل كانت هناك اضطرابات. يوم الأربعاء 17 أغسطس، كشف كوهين أنه سيبيع حصته بالكامل، وبحلول الخميس كان قد ألغى مركزه بالكامل محققا مكاسب بلغت نحو 60 مليون دولار. أثارت المبيعات أسوأ تراجع في يوم واحد في تاريخ أسهم شركة بيد باث آند بيوند.
بينما ذهب بعض مستثمري التجزئة إلى منصة ريديت للتعبير عن استيائهم، لا يزال آخرون يحتشدون حول كوهين. كتب أحدهم "لم يكن من طبعه (...) سحب الدعم والمساندة" من أتباعه فجأة. قال آخر "لن أكذب (...) لقد ذعرت حقا، لكنني اشتريت أكثر. أنا أؤمن به وعما قريب سيصبح هذا منطقيا".
قال كريستوفر كارداتسكي، المؤسس المشارك لـ"كويفر كوانتيتيتف" لتزويد البيانات البديلة، في إشارة إلى متداول أسهم ميمية تتم متابعته على نطاق واسع معروف باسمه المستخدم على يوتيوب، رورنج كيتي "كوهين هو الشخص الأكثر احتراما في هذه المجتمعات، بعد كيث جيل. كثير من الاهتمام بشركة بيد باث كمخزون ميمي كان له علاقة بانخراط رايان كوهين".
أضاف كارداتسكي "أي عملية بيع كبيرة تتم بناء على معلومات من الداخل عادة ما ينظر إليها، بالإجماع، على أنها أمر سيئ، لكن داخل هذا المجتمع هناك نظريات تفيد بأنه ربما باع كوهين أسهم شركة بيد باث من أجل إنشاء اندماج مع شركة جيم ستوب".
اشترى كوهين حصة 13 في المائة في "جيم ستوب" في 2020 وانضم إلى مجلس إدارتها في يناير 2021. متداولو "ريديت"، المهتمون أصلا بالسهم بسبب الاهتمام الكبير الذي يحظى به من قبل البائعين على المكشوف وسعره المنخفض، رأوا في كوهين بشيرا بالتحول للتجارة الإلكترونية في شركة تجارة التجزئة التي تبيع من متجر تقليدي. بالتالي ارتفعت أسهم "جيم ستوب" من خمسة دولارات إلى أكثر من 85 دولارا في أوائل 2021.
فهم كوهين لروح الدعابة في التداول عبر الإنترنت ساعد على شهرته. فعندما قام بتغريد رمز تعبيري للضفدع مع صورة لمخروط آيس كريم في فبراير 2021، تحدثت منشورات "ريديت" بحماس عن نظريات حول ما تعنيه مشاركات "جيم ستوب".
وبعد أسبوع من الكشف عن مصلحته في "بيد باث آند بيوند"، غرد كوهين "إن البائعين على المكشوف هم جنود الصاعقة الأغبياء في مجرة الاستثمار". وفي الأسبوع التالي، ارتفعت أسهم الشركة إلى أعلى مستوى لها في هذا العام.
كتب كوهين عن نفسه في ملف قدمه لهيئة الأوراق المالية والبورصات أنه "رئيس شركة جيم ستوب ويشرف على تحول منهجي".
بينما ارتفع سعر سهم "جيم ستوب"، يقول محللون "إن أساسيات أعمال الشركة بقيت كما هي إلى حد كبير منذ وصوله". رفض المسؤولون التنفيذيون الحاليون والسابقون في "جيم ستوب" الذين تم الاتصال بهم بخصوص هذه القصة التعليق على ذلك.
بالنسبة إلى شركة بيد باث آند بيوند، قال جاستن كليبر، وهو محلل في بنك بيرد الاستثماري "لقد تدهورت الأساسيات بشكل كبير منذ أن أخذ حصته". قدمت الشركة "تحديثا استراتيجيا" للمستثمرين الأربعاء قالت فيه "إنها حصلت على أكثر من 500 مليون دولار من التمويل الجديد وتخطط أيضا لخفض الوظائف وإغلاق متاجر. أدى ذلك إلى انخفاض السهم نحو 25 في المائة بعد فترة وجيزة من جرس افتتاح وول ستريت".
بحسب بعض الخبراء، بموجب قانون الأوراق المالية لا يوجد شيء غير قانوني بخصوص بيع حصة كوهين في "بد باث آند بيوند". فهو لم يكن عضوا في مجلس إدارتها ولم يكن يحمل أي قيود تأتي مع الوصول غير المقيد إلى المعلومات المميزة المتاحة للموظفين والمديرين. كما أنه لم يقدم للجمهور ادعاءات كاذبة عن الشركة من شأنها أن ترقى إلى مستوى احتيال "التضخيم والبيع".
"الالتزام الذي يترتب عليه، رغم ذلك، هو التحدث بصدق عن نواياه" كما قال جريجوري بروش محامي إنفاذ القانون ومساعد مدير هيئة الأوراق المالية والبورصات السابق. وأضاف "إذا كانت نواياه مختلفة عن أفعاله، فهذا يعد أساسا لإجراء تحقيق".
من خلال متحدث رسمي، رفض كوهين التعليق.
عندما حصل على حصته في شركة بيد باث آند بيوند، كتب كوهين في خطاب إلى مجلس الإدارة، أن استثماره كان "يركز بشكل جنوني على المدى الطويل".