الأسئلة التعجيزية لا توظف الأجدر
هل تعرف ما ناتج سبع ناقص ثمن؟ كيف ستشعر إذا اضطررت إلى لفظ الإجابة بسرعة في مقابلة عمل؟
إذا ذعرت، فحظك سيئ. تظهر استطلاعات الرأي أنه في غضون أيام، ستقود بريطانيا رئيسة وزراء تحب وضع هذا النوع من اختبارات الحساب الذهني لموظفي الخدمة المدنية في المقابلات.
علاوة على ذلك، فإن ليز تراس، المرشحة الأوفر حظا للفوز في سباق زعامة حزب المحافظين، "لا ترغب في تعيين الذين لا يستطيعون معرفة، مثلا، ناتج سبع ناقص ثمن فورا"، حسبما ذكرت صحيفة "التايمز" نهاية الأسبوع الماضي.
كان أول ما خطر ببالي عند قراءة ما ذكرته الصحيفة هو أنه أحد أكثر الأمور التي قرأتها إثارة للاهتمام عن تراس الغريبة التي تشبه الروبوت منذ بدء المنافسة الشهر الماضي. ربما يفسر ذلك الكثير عن ابنة أستاذ الرياضيات، التي درست برنامجي رياضيات من المستوى المتقدم.
كذلك لا تفاجئني فكرة التخلص من الجاهلين بالرياضيات من المراتب البيروقراطية العليا باعتبارها الأسوأ. بعض المهن تتطلب درجة من القدرة الحسابية.
عندما جربت اختبار السبع ناقص الثمن على زملائي في "فاينانشيال تايمز"، كان أول من اجتازه في ومضة عين محلل مالي سابق في قسم "ليكس" في "فاينانشيال تايمز".
معظمهم، مثلي، جفلوا وهم يفكرون في الإجابة، متمين بكلمات مثل "المقام" و"البسط" التي من الواضح أنها لم تمر على شفاههم منذ أعوام. لكنهم توصلوا إليها في النهاية، وهو أمر مفيد في مكان مثل ""فاينانشيال" تايمز".
كما أن اختبار تراس واضح نسبيا، على عكس التكتيكات الأكثر حيلة التي يطبقها أمثال والت بيتينجر، الرئيس التنفيذي لشركة الوساطة الأمريكية "تشارلز شواب".
كشف ذات مرة أنه دعا المرشحين المحتمل تعيينهم إلى تناول الإفطار، وبعد أن وصل مبكرا بنفسه، رتب مع مدير المطعم أن يبدل طلب المرشح لمعرفة كيف "يتعامل مع المشكلات".
هذا أفضل بقدر ضئيل فقط من شركة تكنولوجيا أمريكية تطلب أحيانا من المتقدمين للوظائف لعب تنس الطاولة بعد مقابلتهم، لمعرفة كيف يتعاملون مع "التحديات". على الأقل حصل رفاق بيتينجر سيئو الحظ على وجبة الإفطار.
المشكلة في هاتين الحيلتين أنهما تفترضان أن المتقدمين إلى وظيفة يتصرفون بصدق، وهو ما لا يفعلونه.
إذا كنت تريد حقا وظيفة في "تشارلز شواب"، فمن شبه المؤكد أنك ستتعامل مع النادل بأدب في وجبة الإفطار مع الرئيس، بصرف النظر عن عدد المرات التي سيجلب فيها لك النادل أمريكانو بدلا من لاتيه.
وستلعب تنس الطاولة أيضا بمرح، بغض النظر عن مدى كرهك للعبة.
من الصعب تزييف قدرة الحساب، لكن اختبارات الحساب الذهني تشترك في عيب آخر أعمق مع تجارب تنس الطاولة والإفطار. تشير جميعها إلى وجود طريقة خاصة مضمونة لتوظيف أشخاص مناسبين.
في الواقع، يعد اختيار أنسب الموظفين أحد أصعب الأمور التي يجب فعلها بشكل صحيح في أي مؤسسة.
تذكر هذا إذا كنت سيئ الحظ بما فيه الكفاية لتسأل أحد أسئلة المقابلة الغريبة مثل "كم عدد كرات الجولف التي يمكن وضعها داخل طائرة 747؟" أو "كم عدد قصات الشعر التي عملت في الولايات المتحدة كل عام؟"
يلقى اللوم أحيانا في انتشار هذا النوع من الألغاز على شركات مثل جوجل، التي استخدمتها مرات في مقابلات التوظيف.
لكن وفقا لرئيس شؤون الموظفين السابق في جوجل، لازلو بوك، فالأسئلة من هذا النوع "بلا فائدة" في الأساس. قال في كتابه "قواعد العمل" الصادر في 2015 "نبذل كل ما في وسعنا للحد من هذا، لأنه مجرد مضيعة لوقت الجميع".
قال بوك "إن الأسئلة تجعل المحاورين يشعرون بالذكاء، لكن يمكن التدرب عليها ولا تسهم كثيرا في التنبؤ بالأداء الوظيفي الفعلي". لذلك تحولت جوجل إلى مجموعة من المقاييس التي أظهرت تنبؤا أفضل بالأداء، مثل اختبارات القدرة العملية والمعرفية.
هذا يؤكد الأمر المقلق حول تراس. هل كانت حقا ستستبعد أحدا ما لمجرد أنه أخطأ في الحساب؟
بالنظر إلى ما كتبه سايمون والترز الصحافي السياسي الأسبوع الماضي بعد قراءته عن اختبار السبع ناقص الثمن، آمل ألا يحدث ذلك.
ذكره ذلك باجتماع عقده مع تراس قبل أعوام عندما كانت تضغط على المدارس لتدريس جداول الضرب وغيرها من الأساسيات التعليمية.
سألها: "ما ناتج سبعة في ثمانية؟"، وذكر أن الإجابة التي قدمتها، مع الأسف، كانت "54".